منال قاسم تكتب.. الفن الذى نشتاق إليه
الفن يساهم في النهوض بالمجتمع وخلق حضارة تحمل هوية خاصة للمجتمعات المعاصرة الفن هو لغة الحضارات ورسالة ثقافية وتربوية وتوعوية واجتماعية فلولا الفنون لما كانت حضارات أوثقافات.
وهو لغة عالمية ووسيلة اتصال بين الشعوب، ورسالة الحاضر والمستقبل في سمو ورفعة المجتمعات، فالفن هو الحياة والحرية.
والفن يعلم الولاء والانتماء، ويعلم معني قدسية الأوطان ويساعد الإنسان في أن يميز بين الصواب والخطأ، ويساهم في تقديم حلول مناسبة لمنع الجريمة، ويساهم في إثراء العقل، فمن خلاله تعلمنا عادات وثقافات شعوب عن طريق الكتب والشعر والغناء والدراما والسينما، وأيضا يساهم في تعزيز الصحة النفسية ويعمل علي التخلص من الإكتئاب والقلق والإضطراب.
ويرتبط الفن بالمجتمع فى علاقة تبادلية حين يحمل رسالة تناقش القضايا المجتمعية المختلفة عن طريق المادة التي تقدم أو التي تنتمي للعالم الواقعي.
هو إذن صاحب وظيفة هامة ومؤثرة لمجتمعه لذلك أجد بينهما علاقة حية تبادلية لأن بقاؤه يعتمد على حركة وتطور المجتمعات.
هناك مسؤولية مشتركة، تقع على عاتق المجتمع والإنسان الواعي المثقف الذي يشعر بمشاكل وهموم مجتمعه فى محاولة خلق طرق وأفكار جديدة لمجتمع أكثر حبا وعطاء بمعني أن البيئة و المؤثرات الخارجية سواء الإستقرار والسلام والأمان والحب والعطاء والتربية والثقافة والحرية، وكلها تستاهم في خلق تطورات ثقافية علمية وأدبية وفنية واجتماعية وتوعوية هادفة واقتصادية.
ومن أجل النهوض والإرتقاء بمجتمعاتنا العربية لابد من تجاوز أبرز وأهم المشكلات الخاصة بمحو الأمية ووضع مناهج دراسية هامة لبناء الإنسان السوي وتطوير عقله وتوسيع مداركه وأن يكون حر في نشر أفكاؤه ويكون له دور مؤثر حقيقي فعال في المجتمع.
والفن هو الذي يشارك في نهضة المجتمعات ويجب أن لا ننظر إليه نظرة سطحية، وفى ذات الوقت لا نقبله دون النقد البناء لتحقيق الهدف الحقيقي منه ونري له تأثير كبير علي الأسرة بجميع مراحلها المختلفة.
والفن ليس مرآة عاكسة بل رؤية وفكر لفنان يظهر مايبدعه في مادة فنية محترمة ورسالة عظيمة، ذات معنى ومغزى
فهو المؤثر الأول في التربية والتى بدورها تؤثر في الفن.
طالع المزيد:
وكافة الطرق التربوية الحديثة لها علاقة وطيدة بالتربية الفنية لأنها تعمل علي الموارد العقلية الإنسانية وهي التخيل لأنه سبب في إيجاد حلول جديدة ومبتكرة بالتفكير والإبداع المختلف.
وكما أنه سببا في النهضة والارتقاء بالحضارات، فمن الممكن أن يكون سبب في انهيار هذه المجتمعات إن لم نستغله ونستخدمه بشكل حضاري سليم دون إسفاف وبدون هدف يتسم بأنه إيجابي ينشرالقيم الأخلاقية والإنسانية والتوعوية والإجتماعية، حيث يعمل علي نشر الحب والألفة بين أفراد المجتمع ويعمل علي الإرتقاء بالفرد والذوق العام وتعديل القيم والسلوكيات بعيدا عن العنف و التطرف والتعصب وبعيد عن الإسفاف والإغراء والإثارة التي لاتتناسب مع مجتمعنا العربي.
لكن الفن في عصرنا هذا إعتمد بشكل أساسي علي التجارة و الصفقات التجارية الهدامة التي تنشر العنف والشر وارتكاب الجريمة هذا غير الأغاني الهابطة المسفة وكلماتها الغير مفهومة والبعيده كل البعد عن الرقي والذوق الجميل المبدع
وكل ما يجعل الأسر بعيده عن كل القيم والتقاليد والإجتماعية والكره والحقد بين الأخ وأخيه والإبن للأب والأم وتجسيد صورة المرأة علي أنها خائنة تاجرة مخدرات متعددة العلاقات، وتجسيد صورة الرجل علي إنه لا نخوة له ولا شرف، ويمكن أن يبع زوجته وأولاده مقابل المال.
ونرى الدراما أيضا تجسيد صورة الفقراء والمناطق الشعبية علي إنها تحوى طبقة لاتعد من البشر، وشريحة غير شريفة وأصبحت بؤرة للجريمة والفساد وتشجع علي إرتكاب الجريمة والقتل والسرقة والإعتداء علي الأعراض.
وهكذا تحولت الرسالة السامية إلى أداة لتعليم هذه السلوكيات المخلة غير الائقة بعاداتنا وتقاليدنا بدل من أن تكون لنشر أخلاق كريمة فاضلة، ولا بد أن نعلم أن الواقع السلبي المتفشى في مجتمعنا إنعكس علينا من الفنون المختلفه وليس العكس للأسف الشديد.
والدراما سلاح ذو حدين إما أن تؤثر بالإيجاب وتنشر القيم المجتمعية والإنسانية وتعمل علي بناء الإنسان، وإما أن تعمل علي هدم الإنسان وتحويل المجتمع إلي مستنقع للإجرام والإنحراف.
والمجتمع الآن بالفعل يشتاق إشتياق حقيقي للفن النظيف الهادف بكل أشكاله سواء فى الغناء والكوميديا والمسرح والسينما وباقى الفنون.