طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (10) متحرش
تلقيت اتصالا من صديقى مأمور قسم الظاهر يطلب منى أن أمر عليه لأن هناك محضرا حررته إحدى السائحات الأجنبيات باللغة الإنجليزية ويريد منى ترجمته للعربية.
بالفعل ذهبت إليه فى القسم بعد العمل فوجدت المحضر مكتوبا بخط اليد بالإنجليزية فى ورقة كبيرة قرأته وترجمته وكان مفاده أن هذه السائحة كانت تسير فى الشارع عندما اقترب منها شاب صغير وبدون أى سبب أمسكها من جزء حساس من جسدها، فصرخت وأمسكت به وتجمع الناس وتم القبض على الشاب.
الحقيقة موضوع عجيب وغريب لماذا فعل الشاب هذا وما الذى استفاده من مجرد لمس الفتاة بهذه الطريقة؟
تعجب المأمور والضباط والجميع من هذا الشاب الذى يبدو عليه الهدوء والبساطة لكنه عمل عملا يستحق أقصى العقاب تحرش جنسي وترويع وإهانة وإساءة لشخص الفتاة البرىء .
عدت إلى البيت وانا أتعجب.. الحياة مليئة بالزومبى.
فى المساء كنت اجلس كالمعتاد مع أصدقاء المقهى أحمد التاجر، ومجدى صاحب محل البن، وسمير العمدة موظف، عندما مر علينا شاب اسمه خالد صديق لسمير، وغريب عن الحى، وقد دعاه الأخير لتناول فنجان من القهوة، وعرّفه بنا وعرّفنا به وجلس معنا وكان شاب وسيم وثرثار، ومعجب بنفسه.
بدأ بدون مقدمات أو تحرج يحكى لنا عن علاقته بفتاة جميلة تسكن فى آخر الشارع تعرّف عليها منذ فترة ويروى كل التفاصيل التى كانت صادمة لنا جميعا فهذه الفتاة التى يتحدث عنها هى سمر خطيبة مجدى صاحب محل البن الذى خطبها منذ شهر تقريبا فثارت ثورة مجدى وألقى بصينية المشروبات فى وجه هذا الشاب الذى فوجىء بالموقف وإصابته الدهشة والصدمة فهو لا يعرف أن الفتاة مخطوبة أصلا كادت أن تحدث جناية لولا ستر الله حيث انسحب الشاب وغادر المكان على عجل .
بعدها فسخ مجدى خطوبته بالفتاة بعد أن تشاجر معها ومع أهلها واختفت الفتاة من الحى بأكمله بعد هذه الواقعة المشينة.
صعدت إلى المنزل بعد هذا اليوم الحافل لأستريح لكن كان علي أن أنتظر حتى تنتهى السيدة أشجان جارتنا من حفلة الصراخ اليومية مع أطفالها وزوجها حتى أدخل فى النوم .
ونكمل فى يوم أخر من يوميات زومبى.. فإلى لقاء.