القس بولا فؤاد رياض يكتب: الغضب

لأن غضب الانسان لا يصنع بر الله “يع ٢٠:١”
المباحثات الغبيه والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات “٢تي ٢٣:٢”
‏ أولا:- الانفعالات شيء طبيعي في حياه الانسان فكل انسان له مشاعر واحاسيس و رغبات وتطلعات وتسيطر على حياته عوامل نفسيه متعدده نتيجه ما مر به من خبرات تترك من الانطباعات و الاثار الشيء الكثير
‏الانفعالات: استعداد طبيعى اوجدها الله فى التكوين النفسي للانسان يتفاعل مع من حوله في الحياه
الانفعالات: هي التي تولد الطاقه داخل الانسان وتدفعه من التحرك والسلوك في المواقف المختلفه تنشا الانفعالات عادة عندما تثار الدوافع التي تولد طاقه داخليه تحرك الفرد للسلوك تجاه موقف معين ويختلف سلوك الفرد و اسلوب تعبيره باختلاف الطاقه التي ولدها الموقف و باختلاف الشخصيات وما فيها من تراكمات لا شعورية نتيجه ما مر بالشخص من عوامل تربويه والظروف بيئية
وكلما كان الفرد قادرا على السيطره على تلك الشحنه الانفعاليه وتوجيه الطاقه الصادره عنها توجيها صحيحا كلما استطاع ان يتفادى كثير من المشكلات ويتحرك بدفعة قويه للامام الانفعالات مختلفه ومتعدده:- فرح ،حزن ،غضب، خوف، حب استطلاع اذا اثير دافع الاعتداء مثلا نتج عنه انفعالات الغضب الذي يولد طاقه تدفع الفرد ليزعل من طريقة كل ما اثاره و سبب له ذلك الغضب
و تختلف شده الطاقه المتولده باختلاف قوه العامل المثير والظروف التربويه والبيئيه التي نشا منها الفرد و المحيط به ان انفعال الغضب من اكثر الانفعالات تاثيرا على العلاقات الانسانيه
لماذا يغضب الناس؟
ما ردود الفعل الناتجه عن الغضب ؟
كيف يؤثر الغضب على العلاقات الانسانيه
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الغضب؟
انفعال الغضب
المواقف الاحباطيه كل ما يقف دون تحقيق اهداف الفرد يصير انفعال الغضب وتزداد حدة الانفعال كلما كان الشخص انانيا متمركز حول ذاته يثار الغضب ويعبر عنه باساليب مختلفه
أ-قد لا يعبر عن الغضب صراحة لكنه يظهر في اساليب سلوكية تعبر عن احساس بالمراره وضيق والمهانه وعدم التقدير :
١-انسحاب
٢-تقوقع
٣-صمت
٤-كراهيه مكبوتة
وقد يعبر عن الغضب باساليب مدمره:-
١- انفجار بشده ٢-مقاطعه مستمره لحديث الاخر ٣-عنف ٤- رغبه في التحطيم
“لا تحرق البيت ابدا للتخلص من الفقر” “مثل الانجليزي” اما الشخص المتوازن انفعاليا فانه يضبط نفسه ويعبر عما يشعر به من انفعال باسلوب لا يهين الاخر مما يساعده على التقبل وتعديل الاتجاهات بقدر ما تمثل الانفعالات شيئا طبيعيا في حياه الانسان فضبطها و التعبير عنها باسلوب صحيح امر ضروري
على الطرف المنفعل ان يتدرب و يتمرس كيف يضبط انفعالاته ويوجهها الوجهه السليمه و يعبر عن نفسه بطريقه مهذبه
” اغضبوا ولا تخطئوا، لا تغرب الشمس على غيظكم”(اف ٦:٤)
وعلى الطرف الاخر ان يعد نفسه للتحمل حتى يكسر حدة الموقف وان يتجنب قطعيا الإثارة والتحدي
‏ الإثارة والتحدي للشخص المنفعل المتوتر وقود سريع الاشتعال يزيد شدة انتشار النار و يهدد بالدمار
‏مثيرات انفعال الغضب:-
‏ افكار شخصيه بحته لدى الشخص احساس بان الشخص يتحداه ويصنع عكس ما يطلبه منه (مثلا من الزوجين)
‏تصرفات :-
‏ناخذ تصرفات الزوجين قد يضايق الزوج :اهمال البيت و تركه دون تنسيق- التقصير في نظافه البيت طريقه طهي الطعام على غير ما تعود الزوج اهمال الزوجه لمظهرها الخارجي عدم العنايه بنفسها….الخ
‏قد يضايق الزوجه :-
‏ نسيان الزوج دوما ما يطلب من ضروريات للبيت انعزاله عن حياه البيت يصرف الوقت في قراءه الصحف والمجلات والنت عدم مراعاه ميزانيه البيت شراء طلبات تخصه وحده
‏توصيات:-
‏لا يصبر التخلص من حدة الموقف بكثره المرافعه والدفاع وتقديم المسببات فكثره المناقشات تسبب عنادا يزيد الاصرار بل الهدوء والاعتذار والعمل في صمت على سرعه ازاله ما يؤدي الى الاثاره في جو مملوء بتعبيرات الحب الا ينفعل طرف على الاخر
‏تحاشى المواقف التي تثير انفعال الغضب
‏العمل على ازاله اسباب الانفعالات و تخفيف حدتها حتى لا تتراكم و يصعب معالجتها
‏راي الكتاب المقدس في الغضب :-
‏ماذا يقول الكتاب المقدس عن الغضب في حياه الناس ؟
‏تحدث الكتاب المقدس بإفاضة عن انفعال الغضب وضروره التحرر من مظاهره ومعالجه اسبابه ويعبر القديس بولس عن انفعال الغضب بانه انفعال جارف لحركه مشاعر في حاله غليان عامه في داخل الانسان من الم ومعاناه
‏”واما الان فاطرحوا عنكم انتم ايضا الكل الغضب، السخط، الخبث التجديف الكلام القبيح من افواهكم”(كو ٨:٣)
‏كما يدعو الكتاب بعدم إثارة احد ودفعه للغضب
‏” رعب الملك كزمجرة الاسد الذي يغيظه يخطئ الى نفسه”(ام ٢:٢٠)
” ‏ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا “(كو ٢١:٣)
كذلك يوجه الكتاب للبطء في الغضب ضبط حدة الغضب – والحرص خلال التعامل مع الاشخاص السريعي الغضب و العدائين
” البطئ الغضب خير من الجبار ومالك روح خيراً من من ياخذ مدينه”(ام ٣٢:١٦)
” الرجل الغضوب يهيج الخصومة و بطيء الغضب يسكن الخصام “(ام ١٨:١٥))
“لا تستصحب غضوبا ومع رجل ساخط لا تجئ لئلا تألف طرقه وتاخذ شركا لنفسك”(ام ٢٢: ٢٤-٢٥)
كيف تغضب ؟
كيف يسلك الناس وقت الغضب؟
تعبيرات انفعال الغضب يعبر الناس عن انفعال الغضب بردود افعال مختلفه
‏١- ضبط الغضب: يضع تفاعلاته في حاله انضباط
” ‏بطيء الغضب كثير الفهم و قصير الروح معلي احمق” ” ام ٢٩:١٤”
“الجاهل يظهر كل غيظه والحكيم يسكنه اخيرا”(ام ١١:٢٩) ” ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب “(يع١٩:١)
من الاهميه ان يتحدث الفرد معبرا عما يغضبه لابد ان يفرغ الشحنه التي بداخله لكن بطريقه صحيحه فعدم التفريغ للشحنه في داخله يدع الانفعالات تزدحم حتى يصبح الانسان غير قادر على الاحتمال وتفيض تلك الانفعالات المختزنة في مكان وزمان غير مناسب
تنفيس الغضب
التفريغ عكس عمليه الضبط الغضب انفعال قوي يحتاج الى تنفيس بطريقه ما قد يقول شخص “دلوقتي ارتحت طلعت اللي جوايا وريحت صدري وعرفت اخذ نفس لكن في الواقع فانه لا المنفعل ولا الذي صب عليهم غضبه حققه او كسبوا شيئا لا يعني ذلك عدم التنفيس عما بالداخل لكن المهم ان يكون في اسلوب سليم
تحويل الغضب :-
يلجأ بعض الناس الي توجيه الانفعال وتحويل مساره فيشغلون انفسهم بما يوفر لهم الوقت الكافي الصرف من ما تولد من الطاقه الناشئة عن انفعال الغضب ويستعيدون هدوئهم يشغل الواحد نفسه ببعض ممارسات مثل الاعمال اليدويه الخروج المشي
كبت الغضب :-
الشخص الذي يرفض الإقرار بمعاناته من الغضب يلجا الى الكبت اذ يتصور انه لا يليق به ان يظهر غضبه يلجا الى الكبت وذلك بسبب ضغوط تربويه في حداثته او عن فهم غير صحيح لك لقرائات في الكتب او عن فهم خاطئ للتعاليم الدينيه او ….. فعندما تظهر بوادر انفعالات الاحتداد او الغضب يحاول الشخص تجاهلها و في رفض شديد لتقبل وجودها يكبتها يحدث الكبت عند الاحساس ان الغضب فيه الم لا يطيق ان يتورط من يمارس السلوك المسيحي ويحاول ان يعيش في اطاره
انفعال الغضب جزء من تكوين طبيعه الانسان وهي من مقومات شخصيته لذلك فتجاهل وجود الغضب ورفض الاقرار به ظاهره غير صحية في حياه الفرد النفسيه
ان كبت الغضب داخل الشخص كمن يملا سلة مهملات يريد التخلص منها و يضعها داخل دولاب مغلق بعد ان يوقد منها النار قد تحرق النار ما في السله ثم تنطفئ لكن غالبا ما تمتد التحرق البيت بكل ما فيه
في الواقع القرح المعديه والمعويه والقلق والتوتر العصبي الصداع المستمر وحالات الاكتئاب نتائج طبيعيه عن كبت الغضب انفعالات الغضب المضبوطه تضر كيان الفرد ويدوم ضررها باستمرار تجاهلها والتحفظ عليها والعمل على اخفائها دون اي علاج لتخفيف الضغط الناشئ عنها ذلك يؤدي الى شخصيه تتصف بالتصلب والجمود و برود المشاعر في عدم تعبير عن ما يجري في الداخل او يظهر ذلك الغضب المكبوت بطرق و اتجاهات سلوكيه حرجة غير طبيعية
اسقاط على الاخرين من افراد او مجتمعات صوره قلق وعدم استقرار متاعب غضوبه “عندما اكبت مشاعري فان معدتي تتولى تسجيل ذلك”
الغضب في حياه الانسان ظاهره صحيه ومن الخطأ تجاهل وجود الغضب و كبت الاحاسيس والمشاعر الناتجه عنه انفعالات الغضب ليست خطيه لكن كبت هذه الانفعالات فهو غالبا ما يكون خطيه الكبت اسوا استجابه الانفعال والغضب وان كانت هذه الظاهره تنتشر بكل اسف بين كثير من المسيحيين عن ظن منهم ان ذلك قداسه بينما يقول الكتاب “اغضبوا ولا تخطئوا لا تغرب الشمس على غيظكم” ” اف٥٦:٤”
اسباب الغضب:-
١- الانانيه: يريد الشخص لنفسه كل شيء و يثور عندما لا يتحقق ما يطلب دون تقدير لكافه العوامل المحيطه ولا الظروف التي حوله
٢- الاحباط الذي يصيب الفرد نتيجه عدم القدره على تحقيق كثير من الامور المتزاحمة في حياته ( رغبات طلبات طموحا آمال تطلعات دوافع
٣- الشعور بفقد الأمان و احساس الفرد بما يهدد سلامه ويعرضه للضرر ( جسديا او ماديا او اجتماعية) و يظهر الغضب كخط دفاع يحمي به الانسان نفسه عوامل كثيره تثير الغضب الوداعة سمة ترتفع بالفرد حتى لا يتحرك فيه الغضب يثور الغضب عادة عندما نحس ان حقوقنا ضائعه مهضومه و معتدي عليها
اخفاء الغضب :-
كيف يمكن ان تغضب بسبب امر ليس لك ؟
اذا ملكت الوداعه اختفى الغضب وعندما يحدث ما يسيء اليك فانت لن تحس بعد وقد سلمت امورك كلها للرب هل تخاف انك أصبحت لا تملك شيئا ولا حتى حياتك الخاصه ؟
لا تقلق فسوف يرث الودعاء الارض
“فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في اسفل الجبل”(خر ١٩:٣٢) ” أمن هذه الصخره تخرج لكم ماء و رفع موسى يده وضرب الصخره بعصاه مرتين” (عد ٢٠: ١٠-١١).

اقرأ أيضا للكاتب:

………………………………………………………………………………….

كاتب المقال: كاهن كنيسة مار جرجس بالمطرية

زر الذهاب إلى الأعلى