د. إيمان عبد الله لـ «بيان»: فى عيد الحب لابد أن نسأل: لماذا زادت الجرائم الأسرية؟!

حوار: أسماء خليل

بالتزامن الوقتي مع عيد الحب، أحداث جلل تهز كيان وعرش الأسرة المصرية، فقد

استبدلت الوردة بالسكين.. وكلمات الحب بكلمات العنف.. والرحمة بالقسوة.. ومع احتفال المجتمع المصرى بعيد الحب، تبرز ظاهرة خطيرة تهدد سلام المجتمع وهى ازدياد جرائم القتل.. والجرائم الأسرية، فما العوامل التي دفعت القاتل الذي اقتات من لبن أمه أن يقتلها؟!.. وأنى لذلك المجرم الذي تقاسم فراشه وطعامه مع أحد إخوته أن يقتله؟!

الحب المزعوم

وعن الحب المزعوم في زمن اللاحب نتحدث.. ما الذي أهدر المشاعر وزاد من حالات القتل داخل الأسر المصرية!؟
وفي هذا الصدد تشير الدكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى، في حوارها مع  “بيان”، إلى أن علماء الاجتماع أكدوا أن “السلوك الدائري” هو من أهم الأسباب في جرائم القتل، إذ أنها سلسلة لحلقات تتصل ببعضها البعض.

طالع المزيد:

وتواصل “عبدالله” أنه على الرغم من تكرار الحديث في ذلك الموضوع، إلا أنه يحتاج المزيد، وكذلك الاطلاع على أحدث الآراء التي يوضحها علماء النفس والاجتماع، لمحاولة تفسير الجريمة التي تهدد كيان الأسرة، بل والمجتمع.

وحدة مزعومة

وتستنكر أستاذ علم النفس مدى الضعف الذي أصاب وحدة الأسرة – بالآونة الأخيرة – وجعلها مهددة لحدوث ما يُزعزع كيانها، فتجد اهتزاز وتخلخل بالقيم التي ما برحت تحكم المجتمع منذ زمنٍ ليس بالبعيد.. لقد غاب وجود الله في قلوب البعض، وتبعه غياب الوعي الديني، فالأديان تدعو إلى التسامح والرحمة وتمنع الرذائل، وتحفظ الإنسان وتنظم سلوكه.

وتستكمل “عبد الله”، أنه حينما يقابل بعض أنواع البشر أزمة أو مشكلة من نوع ما، ولا يستطيع حلها في غياب الوازع الديني، يتملكه اليأس الذي يتملك من النفوس الهشة دينيا؛ فيلجأ ذلك الشخص للعنف والعدوان، ليواجه الضغوط الشديدة جدا التي لم يستطع مواجهتها.

ووصف السلوك السابق إن الشخص يقوم بالتنفيس عمَّا بداخله بشكل سلبي وليس إيجابي، مثل الضرب الذي يفضي إلى موت والقتل العمد، فلا يوجد مهارات لكيفية التعامل مع عقبات الحياة.

وتوضح خبيرة الإرشاد الأسرى، أن الحالة الاقتصادية المتردية للفرد، تزامنًا مع تناول المخدرات، يؤديان إلى القتل، ودور الإعلام الذي يعرض – في بعض الأحيان – أدوات الجريمة وكيفية آدائها، مما يجعلها مرتعا خصبا للتعلم من قبل المنحرفين سلوكيا، فيقلد الإعلام في بعض الأحيان، وكذلك فكرة الطلاق التي يطرحها الإعلام بشكل مستمر.

غياب الحوار

كما تؤكد “عبد الله” على أهم سبب لتلك الظاهرة العنيفة، وهي غياب الحوار، إذ أن الأب الذي يبحث عن الرزق، فى أكثر من عمل، أو فى عمل واحد بأكثر من وردية، والأم التي قد تغيب أيضا فى عمل، فيغيب التواصل الحقيقى، ويكون التعامل بين كل أفراد الأسرة بلا ود ولا حب، فالجريمة لا تحدث فجأة، إذ تسبقها مؤشرات بسبب كون القاتل مضغوطًا عليه.

وداخل السرة المضغوطة، مفتقدة التواصل قد يكون هناك ذلك الزوج كان يضرب زوجته ويهينها أمام أولادها، فتقوم الأسرة الكبيرة بمحاولة الصلح وعدم اقتلاع المشكلة من جذورها.

انفصال الأبوين

وتضيف عبدالله، وهناك هؤلاء الأولاد الذين عانوا من ويلات انفصال الأبوين، خرجوا إلى العدوان، دائرة القهر الجهنمية، كل طرف يوجه ثقافة العنف للآخر، الذي يكرهه على حساب أولاده الشباب الذين يتأصل العنف داخلهم.

ويأتى الدور على الإعلام والمشاهد الأسرية فى الإعلام، إذ يسجل المرء تلك المشاهد في اللاوعي وتنفذ على حسب الموقف المُزامن لذلك في أرض الواقع ، وربما يكون مريضَا نفسيا، مثلا أن يكون مصابا بمجموعة أمراض العدوان.. داء جنون العظمة، والغيرة القاتلة، الفصام، الميول الإحباطية، وخصوصا مع عدم تشخيصها لعدم وجود ثقافة علاجية.

وأخيرا تشير د. إيمان عبد الله إلى أن المرض النفسي مثل العضوي تماما ولابد من العلاج وغياب الهروب من الشعور بالذنب، أو قتل الأبناء للتخلص من مسؤوليتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى