في عيده: الحب في حياة الأديب.. ضحك.. ولعب.. وجد.. وإبداع
كتبت: منال قاسم
هذا الأسبوع يحتفل العالم بـ”عيد الحب” أو عيد “الفالنتاين”، هذا العيد الذى ينتظره المحبون كبارا وصغارا ليحتفلوا به بطرق مختلفة، فيتبادلون الهدايا وكلمات العشق، ويبثون بعضهم البعض المشاعر، ولو يوم واحد فى العام يعوضون به مشاكل وهموم وضغوط الحياه.
يتبادلون الهدايا فتنتعش تجارة الورود والشوكولاتة وبطاقات المعايدة وغيرها من الهدايا حيث ينتظر بائعو الزهور والهدايا في جميع بلدان العالم هذه المناسبة لتحقيق مبيعات أكثر من أيام العام العادية.
وعلى الرغم من أن الحب لا يحتاج للتقيد بيوم، أو تاريخ ما للاحتفال، فإن العالم تعارف على منتصف شهر فبراير (فبراير 28 يوم، وفى السنة الكبيسة 29) ويرجع هذا التاريخ لروايات تراثية مختلفة، لعل أشهرها دينية على غرار رواية القديس الإيطالي سان فالنتين الذي أعدم في هذا التاريخ.
وينم الاحتفال بهذا العيد مرتين فى العام، الأولى في الرابع من نوفمبر، والثانية في التاريخ المتفق عليه عالميا وهو 14 فبراير.
فى عيون الأدباء
وعن الحب فى عيون الأدباء يقول الكاتب أيمن الحكيم اتصور أن الحب فى حياة المبدع كما البنزين في السيارة فلا يمكن لحياة المبدع أن تسير بدون حب يحفزه على الابداع.
ويضيف الحكيم فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن هناك فرق بين الحب وحالة الحب، وأغلب المبدعين لابد وأن يعيش في حالة حب دائمة، وهذا فرق وجدته عندما درست حالة الموسيقار بليغ حمدي بليغ، وكان إنسانا حساسا، وشاعرا، وله عدة قصائد وأنا اعتبره أديبا، وكان يحيا دائما فى حالة الحب، وقد أحصيت له حوالى عشرين قصة حب ،ويمكن أن يكون هناك أكثر هو دائما كان يقول لايمكن أن أمسك عودى وأعزف دون أن أكون فى حالة عشق، أنا لا أقدر على الحياة دون حب.
والحقيقه (والكلام مازال لأيمن الحكيم) أن هذه الحالة كان يسميها الأستاذ كامل الشناوى، هى “حالة إلهام”، وأن المبدع لابد أن يكون لديه ملهمة، والمبدعون الحقيقون لابد أن يحيوا تلك الحاله ولا أعتقد أنه يوجد أديب سواء كان روائى شاعر قصاص، ممكن أن يمسك بقلمه ويكتب، دون هذه الحالة الا إذا كان صنايعى وموظف لكن الابداع شئ مختلف.
زاد للحياه والعطاء الأدبى
ويواصل الحكيم فيقول إن الأديب بدون الحب ينقصه الكثير، ولذلك نجد أغلب المبدعين لديهم الكثير من التجارب فى الحب كزاد للحياه والعطاء الأدبى المتميز، والتى لابد أن يعيشها، ولا يمكن الإبداع بدونها.
ولا أتصور أديب يصحو من نومه يكتب أو يكون له إى إنتاج أدبى دون تلك الحاله، وإلا فلنسمها وظيفة دون روح، فهناك من يخترع الحاله ويعيش فيها، وهناك إبداع ميكانيكى بارد بلا طعم .
الإجابة هي الحب
ويحدثنا الكاتب كريم الشاذلي عن الحب من خلال تجربته في كتابه (الإجابة هي الحب) فيقول فى تصريحاته لـ “بيان” إن
المحب إذ يمتلئ بحرارة الشوق والوجد التي قد تلفح قارئه، إضافةً إلى مشاعر الهجران والبعد، إذ يصنع كل ذلك بالمرء ما لا يمكن أن تتصوره العقول والقلوب التي أقضت مضاجع أصحابها، وجعلتهم أصدقاء مع النجوم، فما أكثر العشاق في الدنيا.
ويحتوي كتاب (الإجابة هي الحب) على عشرين تنهيدة اختارها الكاتب خرجت من قلوب أصحابها، إلى جانب المشاعر الجميلة التي يشعر بها المحبون توجد فوائد متعددة، منها؛ الشعور بالسعادة والسرور؛ فالحب يجعل المرء سعيدًا باستمرار، حتى دون وجود سبب، ويحافظ على بقاء العقل منتعشًا وسعيدًا.
ومن فوائده الشعور بالراحة، فالمحبون الحقيقيون لا يخذلون بعضهم ويظلون معًا في الأوقات الصعبة، وهذه من الأشياء المهمة التي تجلب الراحة، و الثقة بالنفس، إذ يزيد الحب الحقيقي من ثقة المحبين بأنفسهم، ويساعد الحب المحبين على العيش حياة أطول خالية من الأمراض والمشاكل والآلام، ويزيد الحب الحقيقي من جمال الوجه؛ إذ بالسعادة الدائمة تبتهج الوجوه وتزداد حيوية، وأخيرًا الحفاظ على السلام الداخلي.
أكسير الحياة
“الحب بشكل عام هو أكسير الحياة”، هكذا بدأت كلماتها الكاتبة سلمى قاسم جودة، وأضافت لـ “بيان” أنه بالنسبة للناس
العادية هو محركها للحياة فما بالك بالكتاب والأدباء والشعراء من أصحاب الحس المرهف، فهو حالة خاصة من الإبداع، فالحب بالنسبة للمبدع كالهواء الذى يتنفسة، هو حياة ومصدر إلهام لإبداعاته.
وبالنسبه للكاتب الاحتياج للحب أكثر من غيره لأنه ضرورة لينتج اعمال يحس بها متلقيها ويقتنع بالتالى احساس الكاتب بالحب تكون اضعاف الشخص العادى انا دائما اردد إن المبدعين نوع ثالث من البشر، أو خليط ما بين البشر والملائكة، يجمع فى مشاعره احاسيس المرأة والرجل والملائكه احساسك بالحب كأسلاك الكهرباء المكشوفة، يعيش الحاله ويقع فى عشق الحب ذاته.
وتواصل “جودة” أنه بدون حالة الحب لن يتمكن من الابداع والحب عند المبدع يعتمد بشكل كبير على حالة من الخيال وهو خيال غير عادى حالتين متصلين ببعضهم فالحب يحتاج خيال والإبداع ايضا يحتاج خيال.
حالة عشق خاصة
وتضيف الأديبه الشابة نسرين البخشونجى الحب من أكثر المشاعر الإنسانية عمقا وتأثيرا بالنسبة للكاتب، وحالات الإبداع ولحظاتها الخاصة المميزة فى حالة الحب تكون سبب هام في استقراره نفسياً، وعاطفيا، مما يساعده على الإبداع وخاصة إذا كان حبا حقيقيا ومشاعر صادقة طويلة الأمد، فى كل مرحلة من مراحله عطاء سواء في البدايات أو أثناء التجربة، أو حتى
فى لحظات انتهائها.
فالحب يجعل الكاتب يحيا فى حالة عشق خاصة يرى بعيونها الحياة من حوله وهذا يظهر على كتاباته لغته مستوى أفكاره ولذلك الحب يكون مصدرا مهم للإلهام، والإبداع، عند الكاتب.
وتضيف “البخشونجى”: الحب قوّة، لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها، وتنوّعت، وتناقضت بقدر كلمة أحبك، وأكاد أقول إن هذه الكلمة لها من المعاني الكثير.
وفي النهاية، الحب ليس روايةً الحب الحقيقي، هو أن تزرع في طريق من تحبّهم وردة حمراء، وتزرع في خيالهم حكاية جميلة، وتزرع في قلوبهم نبضات صادقة، ثم لا تنتظر المقابل.
..الحب الحقيقي، هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظه الغرق، وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف.