د. ناجح إبراهيم يكتب: تحية للشهداء في عيدهم
كتب د. ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان: “تحية للشهداء في عيدهم” وتم نشره في جريدة الوطن الأربعاء وهذا هو نص المقال:
• الشهداء قوم اصطفاهم الله واختارهم لنفسه سبحانه وصنعهم علي عينه,فهم في الدرجة الثالثة في الإيمان والصدق بعد الأنبياء والصديقين, ومعهم في الجنة “وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا” وهم من أصدق الناس إذ بذلوا دماءهم مرضاة لله ودفاعاً عن الدين والوطن.
• وقد مدح القرآن الشهداء بمدح خاص “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” ونزلت الآية بعد تمني الشهيد الصحابي سيدنا عبد الله بن حرام أن يعود إلي الدنيا, فيجاهد ويقتل عدة مرات بعد أن كلم الله كفاحاً “أي مباشرة ودون حجاب” ولكن مضت سنة الله في خلقه “أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ”, فطلب من الله أن يبلغ عنه فضل الشهادة والشهداء فنزلت الآية السابقة.
• وسمى الشهيد بهذا الاسم لأسباب كثيرة منها علي سبيل المثال: أن الله شهد له بحسن نيته وإخلاصه, أو أن روحه شهدت دار السلام في الجنة ودخلتها قبل يوم القيامة وقبل غيره من الناس, أو لأنه حي فكأن روحه شاهدة وحاضرة, أو لأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة, أو لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعده الله له من النعيم المقيم في الجنة أو لأنه يشهد له بالأمان من النار.
• الشهيد يعني الخلود, لأنه أختار خير الأسماء والألقاب, أفضل الذكر والسيرة, وحسن الثناء في الدارين.
• هناك شهداء في كل العصور, وأبرز الأنبياء الشهداء هما السيد الحصور يحيي “يوحنا” الذي قدمت رأسه قرباناً لراقصة, ومن قبله زكريا عليهما السلام الذي نشر بالمنشار في مأساة مروعة.
• أما أشهر الشهداء من الصحابة الكرام فهم أسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب, الشهيد الزاهد مصعب بن عمير, جعفر الطيار ابن عم رسول الله, وعبد الله بن حرام الذي تحدثنا عنه ومن عظام الشهداء أيضاً عمر بن الخطاب شهيد المحراب, علي بن أبي طالب شهيد حرب الخوارج.
• شهداء مصر كنز في كل حروبها وما أكثرها فقد قدمت مصر في معركة حطين وعين جالوت وغيرهما آلاف الشهداء وكذلك في معاركها ضد حملات الصليبيين التسع, حتى الانتصارات فيها شهداء كثر, فثمن النصر غال.
• أما في حروب مصر في العصر الحديث فقد قدمت في حروب 1948 وحدها 7.555 شهيداً مع الأردن والعراق والحجاز, أما الفلسطينيون فقد قدموا قرابة 15 ألف شهيد وفي حرب 1967 قدمت مصر قرابة 15 ألف شهيد فضلاً عن عدد من الشهداء من سوريا والعراق والأردن وفي نصر أكتوبر 1973 قدمت من قرابة 10 آلاف شهيد حتى كان في كل بيت مقاتل أو جريح أو شهيد.
• ومن أبرز الشهداء في حرب 1948 الضباط حلمي جمعة,حلمي شلبي, سعد حنفي,سيد أبو العلاء, عباس الشربيني, عز الدين صادق, محمد أنور, محمد قرطام, وغيرهم, وقدمت كذلك في حرب الاستنزاف أعظم شهدائها الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض وهو من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر
• أما أشهر شهداء نصر أكتوبر فهم أسد الصاعقة الرفاعي, الطيار عاطف السادات, شهيد العبور علي الكباري أحمد حمدي, بطل كبريت وفخر ديروط بلدتنا إبراهيم عبد التواب ومراد سيد عبدالحفيظ , وأحمد عبود الزمر رافض الاستسلام, الشهداء العظام نور الدين عبد العزيز, حسين رضوان, محمد توفيق,مصطفي حسن, محمود حسن, يضاف إليهم بعد ذلك بطل الحرب والسلام الرئيس السادات.
• أما أبطال الجيش والشرطة في معارك الإرهاب في سيناء وغيرهما فأشهرهم المنسي, ورامي حسانين, ومحمد مبروك, الحوفي, أحمد فايز, أحمد جاد جميل, محمد مصليحي, أحمد عبد الباسط , عبد الفتاح سليمان, امتياز كامل, كريم فرحات, اللواء البطران.
• الشهداء في مصر وغيرها كثر, وذكر المشاهير منهم في مقال أو حتى دراسة صعب, وما يعلمه الله من الشهداء أكثر مما يعلمه البشر.
• وهؤلاء شهداء القتال, أما شهداء الأمة”المبطون ,المطعون, الغريق,صاحب الهدم, إلخ”, فأكثر منهم بكثير.
• الشهادة فضل من الله يؤتيه من يشاء ومن علم فيه الخير والصدق, ولا تعطي هذه الدرجة لأي أحد”وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ”, يختار الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
• تحية للشهداء في كل عصر, سلام عليهم في الأولين والآخرين وفي كل حين.
اقرأ ايضا للكاتب:
-
د. ناجح إبراهيم يكتب: الحرب الروسية الأوكرانية .. الزمان يعيد نفسه
-
د. ناجح إبراهيم يكتب: مستشفي نيل الأمل.. ملحمة إنسانية مصرية