د. ناجح إبراهيم يكتب: التعالي بالدين وادعاء العصمة

كتب الأخ والصديق والحبيب أ/ أحمد الصاوي رئيس تحرير صوت الأزهر مقالاً جميلاً رداً علي بعض الشتامين والمسيئين لكل من يترحم علي مناضلة فلسطين العظيمة شيرين أبو عاقلة وذيل كلامه بالآية العظيمة” إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

وأضيف إليه أن هناك فرقاً بين الرسول”صلي الله عليه وسلم” وهو المشرع وبين آحاد الناس، فإذا دعا الرسول “صلي الله عليه وسلم” لأحد بالرحمة فقد رحمه فهو دعاء محقق ومجاب قطعاً, أما دعاء أمثالنا فهو رجاء بين يدي الله.

أما الشتامون وقليلي الحياء والأدب الذين ينتهزون كل فرصة للسب والشتم والتعالي علي أمثالنا من الضعفاء وعباد الله المساكين لرأي رأيناه, فقد أساوا لنا من قبل ثم تبين خطأ رأيهم عشرات المرات.

وما يغيظني فيهم هو التعالي بالدين وادعاء العصمة واستخدام الدين للتطاول علي الآخرين, وهذا هو نص المقال:

“الدعاء بالرحمة هو طلب يُقدم ويُرفع إلى مالك المصير سبحانه وتعالى.
والله القريب بقوله، يحث عباده على الدعاء..
هذا ما لهم.. والبت فى طلب الدعاء ليس لهم ولا شأنهم.
فإذا طلب مسلم الرحمة لزوجته غير المسلمة أو صديقه أو جاره الذى كان ودوداً معه فى حياته، فقد طلب ما يتوافق مع إنسانيته التى فطره الله عليها..
وترك إجابة الطلب من عدمه إلى الله دون قطع بالقبول أو الرفض.
فما يضير البعض من تفويض الناس رب العزة فى أن يقبل الطلب أو لا يقبل؟
هذا لا يتنافى مع نصوص تقطع بمصائر المؤمنين وغير المؤمنين
لأن القائم على تطبيق هذه النصوص هو الله وحده ولا إرادة فى ذلك غير إرادته وحده.
قالها السيد المسيح عليه السلام بنص القرآن الكريم : “إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”.
لم يقل المسيح فى حوار شيق مع العلى القدير، وردت تفاصيله بسورة المائدة : “عذبهم أو أخرجهم من رحمتك”.. وإنما ترك الأمر لله دون قطع بين احتمالين أن يُعذب وأن يغفر.
ليس معنى أن تترحم على أحد مسلماً كان أو غير مسلم أن طلبك أجيب.. وليس معنى عدم ترحمك على أحد ألا يُرحم إن أراد الله رحمته.
أنت مجرد مُقدم طلب ولست صاحب القرار..
والأنفع أن تنشغل بمصيرك لا مصير غيرك.. فلا ضمانة لأحد فى رحمة الله ولو كانت إحدى قدميه فى الجنة.
والله أعلى وأعلم”.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى