شريف عبد القادر يكتب: لماذا نتهرب من دفع الضرائب؟
فى الدول المتقدمة التهرب الضريبى جريمة مخلة بالشرف، أما عندنا فهى الشرف نفسه.
وأتذكر وأنا فى زيارة لإيطاليا، أنه تم إلقاء القبض على الممثلة العالمية صوفيا لورين فور وصولها لبلادها، وتم اقتيادها من داخل الطائرة، إلى حيث جهات التحقيق، وجريمتها التهرب من الضرائب.
ونظراً لكونى طوال حياتى العملية أعمل بالقطاع الخاص، أتذكر أنه فى بداية عملى بعد انتهاء تجنيدى فى سبعينيات القرن الماضى بقسم الحسابات بشركة قطاع خاص أن طلب منى رئيس القسم أن أكتب فى دفاتر اليومية والأستاذ، بالقلم الرصاص، وعندما استفسرت عن السبب جاءنى الرد الآتى: “حتى يتمكن المحاسب القانونى من تغيير الأرباح لتصبح أقل ونسدد ضرائب أقل وربما لا ندفع لخسارتنا المفتعلة”.
وفوجئت أن التهرب الضريبى أمر عادى حتى خروجى للمعاش.
نعود إلى إيطاليا، وأنا جالس إلى صديق لى يعيش هناك، ويملك مطعما، قال لى فى سياق حديثه إن الدولة الايطالية شريكته فى المطعم (!!) وعندما لاحظ دهشتى أوضح أنه يسدد ٦٥ فى المائة من أرباحه ضرائب للدولة، قالها دون أى تعبير بالضيق أو أحساس بالتضرر.. لماذا؟
لأنه فى مثل هذه البلاد تجد خدمات حكومية تقدم للمواطن دافع الضرائب، ولا تدع الممول غير متضرر من قيمة الضرائب التى يدفعها، أما هنا فالممول يتبع أسلوب اللى تغلب به العب به، والخدمات الحكومية ليست كما ينبغى.