هذا البلد العربى ينتظر أسوأ مجاعة في تاريخه

قسم الترجمة ببيان
حذر تقرير حديث لقناة جنوب إفريقية، من أن 7.7 ملايين صومالي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مؤكدا أن المجاعة التي جرى التحذير منها طوال شهور بدأت تتكشف بالفعل في الصومال، وهأن ناك ما لا يقل عن 4 ملايين صومالى في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة، ومن بين هؤلاء الملايين الأربعة هناك ما لا يقل عن مليون شخص في حالة طوارئ سابقة للمجاعة، ما يجعل هذه الأزمة الأسوأ في التاريخ الحديث للبلد العربى.

السكان

وتضاعف عدد سكان الصومال منذ تسعينيات القرن الماضي ليصل الآن إلى 16 مليون نسمة.
وحسب المؤشرات العالمية التى تقيس مثل هذه الأزمات: “تقدير شدة الأزمات الغذائية بناء على مقاييس الجوع وسوء التغذية والوفيات”، فأن 7.7 ملايين صومالي يحتاجون إلى دعم إنساني.

طالع المزيد:

وجاء فى التقرير الذى بثته قناة “إس آيه بي سي نيوز”، أن الصومال الذي بات على شفا كارثة يعاني حاليا من مجاعة يعتقد أنها ستكون أسوأ من مثيلاتها التي شهدها طوال تاريخه وأودت بحياة مئات الآلاف.

أسباب الوضع الحالى

وعن أسباب هذا الوضع المتأزم الذي ينذر بكارثة إنسانية، قال التقرير إن السبب الرئيسى هو انعدام الأمطار لمدة ثلاث سنوات متتالية، وهو الأمر الذي أدى إلى أسوأ موجة جفاف في القرن الإفريقي منذ 4 عقود، موضحا أن انعدام سقوط المطر إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.


وأشار التقرير إلى عوامل أخرى وعدها من أسباب أزمة الصومال ومنها الانقسامات السياسية والاجتماعية طويلة الأمد، مع عقود من الصراع وسوء الإدارة.

الحرب الأوكرانية الروسية

كما تأثر الصومال بشدة – مثله مثل بلاد كثيرة فى العالم أيضا – بالحرب الأوكرانية الروسية، حيث يحصل هذا البلد الإفريقي على 90%، من قمحه من تلك المنطقة التي توفر ثلثي النظام الغذائي الصومالي، حيث تضاعفت أسعار زيت الطهي والفاصوليا والأرز والسكر أيضا بسبب الآثار الجانبية للصراع، كما ارتفعت تكاليف الوقود والنقل والمدخلات الزراعية مثل الأسمدة.

الوكالات الإنسانية

وناشدت الوكالات الإنسانية الجهات المانحة لتقديم المساعدة، حيث طلبت الأمم المتحدة توفير 1.46 مليار دولار أميركي، ويحتاج الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الصومالي إلى 14.2 مليون دولار أخرى. وهذا أقل بكثير مما حصل عليه الصومال حتى الآن.
ومع انتصاف هذا العام 2022، تلقى نداء الأمم المتحدة من أجل الصومال 280 مليون دولار، ومع توفير 208 ملايين دولار أخرى خارج النداء، حصلت الصومال بشكل عام أقل من 0.5 مليار دولار من التمويل الإنساني.
وأكد التقرير الإعلامى أن الحكومة الصومالية لا تملك القدرة على دعم المتضررين، وأن إستراتيجيات المواجهة الشخصية منهكة، ولهذا السبب حث التقرير المجتمع الدولي على عدم التراخي، لأن المساعدات الإنسانية الإضافية أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

أزمات غذائية

وواجهت الصومال عدة أزمات غذائية، كان أكبرها وأخطرها في عام 1992، حيث مات 300 ألف شخص، لكن ذلك كان في الغالب بسبب السياسات الطائفية التي استخدمت الطعام كسلاح في الحرب.
وفي المجاعة بين عامي 2010 و 2012، لقي 260 ألف شخص حتفهم بسبب الجفاف الشديد، وفى عام 2020، بلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي 420 دولارا مقارنة بـ 890 دولارا في إثيوبيا أو 1840 دولارا في كينيا.
ويكافح الصوماليون اليوم للحصول على ما يكفي من الطعام، 2100 سعرة حرارية يوميا، ويضطرون إلى البحث عن سلع أساسية أرخص وغنية بالطاقة مثل الذرة والأرز والقمح مع بعض الزيت، في ظل ندرة الفاكهة والخضروات واللحوم.
وتعد الصومال من أكثر دول العالم جوعا، كما هو محدد في مؤشر الجوع العالمي. ويعود ذلك بالأساس إلى كون هذا البلد الإفريقي ثاني أفقر دولة في العالم.

في ظل الظروف العادية

وحتى في ظل الظروف العادية، يعاني خُمس الأطفال الصوماليين من سوء التغذية الحاد أو المعتدل، وهو ما يحرك أكثر من 10 بالمئة من البقاء على قيد الحياة حتى عامهم الخامس. ولذلك إذا حدثت المجاعة، فسيكون مصيرهم رهيبا.
وجدير بالذكر أن الصومال إلى هذا الوضع بسبب مزيج من تاريخه الطويل من عدم الاستقرار السياسي، والصراع، وسوء إنتاج الغذاء والصدمات البيئية التقدمية مع تقلبات الطقس الآن.

وأخيرا هل الصومال دولة عربية؟!.. الإجابة: جمهورية الصومال دولة عضو في جامعة الدول العربية منذ عام 1974. ولكنها تختلف عن غيرها من الدول العربية، فاللغة المحكية بين الصوماليين تستخدم الحروف اللاتينية، وتعد اللغة الرسمية المعتمدة في الصومال هي اللغة الصومالية وليست اللغة العربية.

ومع انتشار الإسلام في الصومال والقرآن الكريم، عد هذا سببا باستعمال بعض المفردات العربية بين الصوماليين، فالدين والثقافة وطبيعة الحياة في المجتمع الصومالي والموقع الجغرافي الذي يعد امتدادًا للدول العربية جعل الرأي الراجح هو أن الصومال دولةً عربيةً.

……………………………………………………………………………………………………………….

المصدر: No time for complacency: Somalia’s unfolding famine catastrophe

زر الذهاب إلى الأعلى