“اشتراك نادي وهدايا”.. حيل الأمهات في إجبار الأزواج على دفع نفقات عالية

كتب: إسلام فليفل

وصل عدد دعاوى النفقة إلى 80% من إجمالى عدد القضايا المرفوعة فى محكمة الأسرة مقابل 15 ألف قضية فى عام 2019، بحسب تقرير التعبئة العامة والإحصاء، ومع تزايد عدد قضايا النفقة ترصد” بيان” أغرب الدعاوى التى ظهرت مؤخرا وحيل الأمهات فى إجبار الآباء على الإنفاق.

رفعت” مي.ط” السيدة العشرينية، دعوى تطالب فيها طليقها بلعب أطفال وهدايا من خلال محاميها، مؤكدة أن لديها ثلاثة أطفال بلغوا من العمر ، و4سنوات، 6سنوات، و9سنوات، ووفقًا للدعوى رقم4412تم طلاق مي عام 2018، وزوجها المهندس ميسور الحال.

قالت الأم: ” إن الأطفال تعودوا على مستوى معيشة معين، ولن تريد أن تحرمهم منها، وأن هناك العديد من الألعاب التكنولوجية التى تنمى ذكاء الطفل كى ينمو نموًا سليمًا ويكون قادرًا على نفع نفسه والمجتمع، وأن العرف والعادات أن يمد الطفل بأدوات اللهو دون إفراط، وإن ذلك فى يسار المعلن أى فى مقدرته، لافتة إلى أنها حاولت حل الخلاف وديًا ولكنها فشلت فلجأت إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية، وتقول مي إنه يجب على الأب الإنفاق على أولاده، كما كان ينفق عليهم قبل الطلاق حتى لا يؤثر ذلك على نفيسة الأطفال وحبهم لأبيهم، وأن والدهم ما زال يحبهم ويحضر لهم الألعاب.

أما أمنية السيدة الثلاثينية المقيمة بمدينة النوبارية، لديها طفلتان من طليقها الذى طلقت منه فى عام 2020، أكدت أنها أقامت دعوى بدل فرش وغطاء بجانب دعاوى النفقة التى رفعتها على طليقها، ووفقًا للدعوى فإن بدل الفراش والغطاء ما يلتزم به الأب أن يؤديه ثمنًا لفرش مراقدهم وما يلتحفون به عند النوم.

وتابعت: نظرًا لارتفاع المعيشة نحاول توفير أكبر قدر ممكن من النفقات من قبل هذه الدعاوى.

قصة مشابهة بطلتها ” ميار”، سيدة فى أواخر العشرينيات من قاطنى شبرا مصر، تقول إنها طلقت من زوجها، وإنها حاولت الحفاظ على نفقات ابنتها الصغيرة ذات الخمس سنوات، التى تعودت منذ صغرها على العيش فى مستوى عالٍ، وأن والدها توقف عن شراء ألعابها من أغلى المحلات بعد الانفصال نكاية فيها.

وتابعت: لكنى رفعت دعوى لعب وهدايا أطفال بقيمة 900جنيه، بالإضافة إلى دعوى لرفع مبلغ النفقة الأساسى، لأنه ضئيل على مستوى معيشة البنت، فبعد رفع الدعوى فى أول درجة، استأنفنا على الحكم ونصفتنا المحكمة، وقالت فى حكمها، فرض نفقة لعب أطفال للصغيرة قدرها مائتى جنيه يلزم بها المستأنف عليه ثلاث مرات فى السنة مرتين فى عيد الفطر والأضحى، والثالثة فى عيد ميلاد الصغيرة.

أما ” مروة” أقامت عدة قضايا نفقة ضد طليقها بمحكمة أشمون، تؤكد فيها أن ابنتها الصغيرة” تيا” مريضة وتحتاج مصاريف علاج كثيرة حيث بلغت وفقًا للدعوى مصاريف علاجها إلى أكثر من 12 ألف جنيه، بجانب رفع دعوى نفقة ملابس للصغيرة، ودعوى لاشتراك النادى لطفلتها التى كانت تشترك فيه دومًا قبل انفصالها عن زوجها، لأن الطفلة تعودت على مستوى معيشة معين وارتبطت بزملائها فى النادى، خاصة وأن زوجها قادر على الإنفاق، حيث إنه بموجب التحريات ومفردات المرتب فأنه يتقاضى راتبًا شهريًا يصل إلى أكثر من 10آلاف جنيه.

وأوضحت: الدعوى رفضت فى أول جلسة، ولكنى استأنفت على الحكم فى محكمة استئناف المنوفية فى عام 2020، وحكمت بإلزام المستأنف ضده وهو الزوج أن يؤدى للمستأنفة مبلغ 350 جنيهًا قيمة اشتراك النادي، وألزمته بالمصاريف وأتعاب المحاماة، لكن المبلغ ضئيل جدًا مقابل قيمة الاشتراك الحقيقى، وهذا سبب رفعى أكثر من دعوى نفقة بكل شئ أصرفه على الطفلة.

من جانبه أوضح المحامى الحقوقى عطية جزر، أن أنواع قضايا النفقة التى يمكن أن ترفع على الرجل، وهى نفقة الزوجية ونفقة الصغار من مأكل وملبس وأجر خادم إذا تبين أنه كان للأطفال خادم لهم وأجر حضانة ومصروفات دراسية وأجر رضاعة واشتراك نادى، مضيفًا أن السيدات يردن أن يرفعن أكبر قدر ممكن من القضايا على الرجال، لافتًا إلى أن الأب الممتنع عن دفع النفقة وهو قادر على السداد، يخير بين أمرين الدفع على قسط أو قسطين أو الحبس لمدة 30يومًا.

وأوضحت ميادة عبد الرازق، محامية الأحوال الشخصية: إن أغلب السيدات تلجأ لرفع مثل هذه النوع من قضايا النفقات بسبب ضعف المبلغ المحكوم به لها من قبل المحكمة فى نفقة الصغير، ولذلك ترفع قضايا أخرى لجمع أكبر مبلغ ممكن لأطفالها، مشيرة إلى أن بعض القضايا قد تكون أيضًا بها نوع من المكايدة من قبل الزوجة حيث تريد رفع أكبر قضايا ممكنة على الرجل.

وأضافت: الأمهات يستندون فى مثل هذه القضايا إلى المادة 18مكرر من قانون25 لسنة 1920 والمعدل بقانون 100 لسنة 1985، مستندين إلى النفقة بمعناها العام الذى يشمل ماهو ضرورى لتكوين شخصية الطفل وإعداده للحياة، وفى البداية ترفض أغلب هذه القضايا لكننا نكسبها فى الاستئناف.

زر الذهاب إلى الأعلى