“زواج النت والدم والمصايف والتجربة”.. الحرام يحاول أن يتحصن بالشرعية

كتبت: أسماء خليل

منذ أن عرف المجتمع المصرى ما يسمى بـالزواج العُرفي؛ والجدل مثار حوله، فلم يكن المجتمع المصرى يعرف سوي الزواج الرسمي، وكان أي نوع آخر غير ذلك يدعو إلى استهجان الجميع.

واليوم ومع مرور الزمن تم استحداث أنواعًا وأشكالًا كثيرة جدًّا من الزواج، وبتنا نسمع كل يوم عن نوع جدبد من أنواع الزواج المستحدث، ويتولى الإعلام طرح تلك الرؤى على المجتمع، وبعد قليل تصبح هذا المروق نت الشرعية حقيقة واقعة وما هى إلا دعارة تحاول أن تتحصن بالشرعية.

أسباب استحداث أنواع الزواج

لا شيء يأتى من فراغ؛ فهناك أسباب حتمية أدت إلى الهروب من الزواج التقليدي والالتجاء إلى أشكال أخرى من الزواج، ومن تلك الأسباب:

قيود المُجتمع

لاشك أن الزواج الرسمي بما له من شروط ليس بالشيء اليسير على كل الشباب وأسر البنات؛ لذلك يجد البعض في الأنواع المُستحدثة للزواج هروبًا من تلك القيود.. فهو زواج بلا أموال.. بلا مقدم أو مؤخر.. وربما بلا مأوى.. بل بلا شيء.

نقص بالإيمان

الإيمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل؛ هذا ما عرفناه من السيرة النبوية، وعرفنا أيضا أنه لابد يستشعر المرء مدى ما يرتكبه من جُرم بالإحساس القلبي مدفوعًا بالإيمان الذي وقر في قلبه، حتى لو لم يطَّلع على النصوص التشريعية.. ولكن حينما يقل الإيمان ومراعاة الله سبحانه وتعالى في تصرفات الإنسان؛ سيكون بإمكانه ظلم الشريك الآخر بالزج به إلى فعل تصرفات تسلبه حقوقه وتريق ماء وجهه، ولا يبالي بذلك فليس لوجود الله مكانًا في قلبه.

الزنا المُقنن

هناك من الأشخاص من يريدون أن يُعربدوا في تلك الدنيا، وعلى حد التعبير يعيشوا حياتهم، فتُراهُم يودون فعل كل شيء غير مُباح، ولكنهم يصطدموا بالقوانين والقيم المُجتمعية التي تمنع الرجل من دخول دار لامرأة مُحرمة عليه؛ فتتوافق تلك الأنواع الجديدة مع أهوائهم الشخصية، وما هي حقًّا زنا مُقنن.

أنواع الزواج المُستحدث

من العلماء من أكد حُرمة كل تلك الأنواع من الزواج، ومنهم من اختلف في بعضها.. ومن تلك الأشكال:

زواج الدم

انتشر هذا النوع من الزواج، وخاصة بين طلاب الجامعات والشباب الصغير، وتتم طقوسه بأن يجرح كلاهما إبهامه؛ حتى يرى الدم، ويخلط كلاهما ذلك الدم، وحينما يمتزج يزعما في تلك اللحظة أنهما زوجان..ولا شك أن علماء الفقه جزموا بتحريم ذلك النوع من الزواج الباطل.

زواج المصايف

هذا النوع المزعوم من الزواج الباطل، قام العلماء بتحريمه أيضًا، فهو عقد مشروط بوقت معين، حيث يبدأ مع بداية الإجازة الصيفية على الشواطئ، وينتهي بانتهائها.. وهذا يخالف نية الديمومة المُبيتة في عقود الزواج الشرعي.. إنه نوع من التلاقي للمتعة فقط وليس لبناء أسرة.

زواج المسيار

وهذا الزواج أجازه بعض العلماء، ولكن رفضه الكثيرون؛ حيث تتنازل فيه المرأة عن كل حقوقها، فهو زواج بلا مهر ولا نفقات، بل الأكثر من ذلك أنه بلا مأوى، كأن يزور الزوج تلك الزوجة في أي وقت وأي مكان وليس لها أي نوع من أنواع الحقوق.

زواج البارت تايم

وتعتمد فكرة هذا النوع من الزواج على الاستلاف بأن تقوم الزوجة الأولى بتسليف زوجها لامرأة أخرى ولو يوم بالأسبوع فقط، وهو أيضًا زواج بلا حقوق ولا عدل بين الزوجين، ولا ينكر أحد أن التعدد من أهم شروطه العدل وعدم الجور بين الزوجتين، فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته بسورة النساء آية ٣ : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً.. وبالطبع لم يجيز العلماء هذا النوع من الزواج.

زواج المُتعة

ويتم ذلك النوع من الزواج الباطل، بعد أن يتقابل اثنان في أي مكان ولو مصادفةً، ويتعرفان على بعضهما، ثم يتفقا بدافع المُتعة الوقتي على الزواج لبعض الوقت ولو لساعة، ثم يتفرقا بعد ذلك، وكأنهما لم يتقابلا يوما، وهذا يُعد بحق زنا؛ حيث رفضه جميع العلماء بشدة بالغة، فالأصل في الزواج هو الاستقرار والإنجاب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه –“ تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة.

زواج الإنترنت

وتناسبًا مع عصر السرعة الذي نعيشه؛ استحدث البعض زواج الإنترنت، ويتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بتبادل رسائل شفوية تحتوي على كلمات الزواج، مثل زوجتك نفسي وهكذا، وبالطبع بتَّ العلماء بتحريمه تحريمًا قطعيا، فهذا النوع أيضًا تنتفي به الشروط المتأصلة للزواج الشرعي بالإسلام، أدناها عدم المقابلة والرؤية العينية الشرعية لكل من الرجل والمرأة.

زواج الهبة

وتكون طقوس ذلك الزواج معتمدة على الألفاظ المُتعلقة بالهبة، استنادًا على معرفتهم برواية المرأة التي وهبت نفسها للرسول صلى الله عليه ، فالفتاة أو المرأة تقول للشاب أو الرجل : وهبتك نفسي، وهو يرد قائلًا :“وأنا قبلت الهبة، ثم يُصبحا زوجين من وجهة نظرهم المحدودة ، وهذا ما أبطله علماء الدين والشرع.

أخيرًا

بعد كثير من البحث؛ وجدتُ أنواعًا كثيرة من الزواج لم أتوقع وجودها، مثال الزواج السياحي وزواج الطوابع وزواج الهواتف وزواج الكاسيت وزواج الوشم…. إلخ..إن كل تلك الأنواع التي لا تسعها سطورنا إذا أردنا الإسهاب عنها، ليست دعوة لتيسير الزواج بأى بشكل، بل إنها دعوة للزنا ومخالفة شرع الله، وهذا لم يدعُ إليه الدين الإسلامي، حيث أمر الله تعالي المسلمين باتباع ما جاء بالقرآن والسنة، وذلك مصداقًا لقوله تعالى بالآية ٧ من سورة الحشر وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، صدق الله العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى