أحمد عاطف آدم يكتب: «شافت حظها تربي عيالها بقى»

” تعرفت على عريسها عن طريق معارفها، والزواج تم في أجواء سعيدة بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء، من الطرفين.. بمجرد مشاركتي الصور التي جمعتني وإخوتي بوالدتنا وجدت ترحيبًا كبيرًا من الجميع.. أمي تواصلت معي وأبدت سعادتها قائلة: “أنا مبسوطة عشان أنت مبسوط” ، فأخبرتها بأن هذا حقها في الحياة”.

التصريحات السابقة أدلى بها شابٌ يدعى زياد، لجريدة الوطن بعد مشاركته صورًا علي أحد مواقع التواصل لعقد قران والدته المطلقة وتداول الرواد تلك الصور علي نطاق واسع.

وأضاف زياد بأن أحد الأشخاص تقدم لست الحبايب وطلب يدها للزواج، فأبدت موافقتها ورضاها بعدما رأته مناسبًا ليكون زوجًا لها، (الكلام لزياد) وغمرتها السعادة أكثر بعد أن تحدثت معنا في هذا الأمر ولم يكن لدينا اعتراض، ثم قال: “تلك حياتها الخاصة وطالما هي مبسوطة احنا هندعمها في قرارها”.

تصرف الشاب الرائع وأشقاءه مع والدتهم يعكس أهمية غرس قيمًا إيجابية في أبنائنا منذ الصغر مثل الاحتواء المتبادل وعدم الخلط بين العيب المبغوض والحق المشروع، أي القدرة علي التفريق بين التقليد الأعمى لكل ما لا يمت لعاداتنا التي تربينا عليها وبين ما له صلة لصيقة بأخلاقنا وتعاليم ديننا التي نسعى لغرسها بالأجيال الجيل تلو الآخر، كحق المرأة في رسم خريطة سعادتها المشروعة بعد انفصالها.

ولعلك – عزيزي القارئ – تتفق معي فى أن بعض الحقوق الواجبة مثل حق المطلقة في ممارسة فطرتها الطبيعية مع زوج آخر عند وفاة زوجها، ثم ميلها للتعفف أو مؤانسة وحدتها في الكبر، هو أمر هام للغاية يجب تشجيعها علي البوح به والشروع فيه، وترغيبها في مواصلة حياتها بدلًا من كبتها ومحاربتها ووأد أحلامها بداعِ عقيم وهو أنها “شافت حظها تربي عيالها بقي”، وكأن فطرتها كأم تلغي وجود فطرتها كأنثى بعد الطلاق!.

المؤسف حقًا في قصة أم “زياد” هو بعض التعليقات المًحبطة أسفل تقرير الجريدة المنشور والمنتشر علي أحد مواقع التواصل، وأبرز هذه التعليقات كان لقارئة تنتمي لإحدى الدول العربية حيث كتبت – «روحي حجي بيت الله ولادج أطول منج.. ما تستحين»، وهذا التعليق يعكس مدي النظرة الظالمة والمُجَرِّدة للمطلقة من فطرتها التي تميل لتكوين علاقات اتصالية بطبيعتها مثل الرجل تمامًا.

كما أن هذا التوجه المجحف لم يقتصر علي دولة بعينها، بل طال دولًا كثيرة بالوطن العربي، مما يعكس بالدليل القاطع مدى القهر الواقع على المطلقات بسبب نظرة المجتمع.

فتلك السيدة بلغت من العمر ٥٨ عامًا لكنها وجدت نفسها في احتياج لرجل جاد في إسعادها بعد انتهاء علاقتها بوالد أبنائها – فما المانع؟!.

في رأييّ أن سمة مجهود مضاعف يجب أن يُبذل بحملات تثقيفية واسعة ومكثفة لكل من الآباء والأمهات عن زرع روح التعبير دون خجل عن الحاجات الإنسانية المختلفة، خصوصًا عند الأنثى، وكذلك ما يجب أن يقابله من ضرورة تلبية لتلك الحاجات دون قيد أو شرط.

زر الذهاب إلى الأعلى