رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (20).. العظيم  

 تمضي بنا رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم الله ( العظيم )

سبحانك ربي  ذو العظمة والجلال ، عظيم الشأن جليل القدر، ليس لعظمتك بداية ولا لجلالك نهاية.

وقد ورد اسم الله العظيم تسع مرات في كتاب الله

منها قوله سبحانه وتعالى:

﴿لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ﴾

(الشورى: ٤)

كما ورد ذكره في السنة النبوية فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

كلمتان خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ .

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدُسِيِّ قَالَ اللهُ سبحانه وتعالى : “الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ”

و معنى الاسم الجليل :

 قال السعدي :العظيم الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب

وقال الأصفهاني: “العظمة صفة من صفات الله ،

والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يُعَظِّم  بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يُعَظم لمال، ومنهم من يُعَظّم  لفضل، ومنهم من يُعَظّم لعلم ومنهم من يُعَظّم لسلطان، وكل واحد من الخلق إنما يُعَظّم بصفة  دون أخرى؛

وهي عظمة زائلة لا تدوم ولا تكتمل ،

أما الله عز وجل يُعَظّم في الأحوال كلها”.

هو سبحانه العظيم الذي لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول .

اقرأ المزيد: رشا ضاحى تكتب: رحلة.. (١٩) القوي المتين

ومن ملامح عظمة الله جل جلاله :

أن الله عظيمٌ في وجوده

وجوده أزليٌ أبديٌ، لا شيء قبله، ولا شيء بعده، هو الحيُّ الباقي على الدوام،

عظيمٌ في علمه

وسع علمه كل شيء

﴿قُل إِن تُخفوا ما في صُدورِكُم أَو تُبدوهُ يَعلَمهُ اللَّهُ وَيَعلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾(آل عمران: ٢٩)

عظيمٌ في قدرته

فهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا يعجزه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض.

وهو عظيمٌ في قهره و سلطانه و نفاذ حكمه.

وحظ المؤمن من هذا الاسم العظيم:

قال ابن القيم : “أن العبد إذا أراد أن يكون له حظ من اسم الله العظيم فينبغي أن يُعَظِّم أمره و نهيه

ومن تعظيم الله أن يُكْثِرُ الإنسان من ذكر الله و يُعَظِّم كلامه وذلك بمعرفة آداب تلاوته وإقامة حلاله واجتناب حرامه .

ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال 

﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾

(الحج: ٣٢)

لا شك أن معرفة المؤمن باسم الله العظيم يمنحه الثقة

بأن العلي العظيم الذي لا يُثْقِلُه أو يشق عليه حفظ السموات والأرض قادر على تفريج همه وفك كربه

﴿فَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظيمِ﴾

حتى نلتقي دمتم في رعاية الله وأمنه

 

زر الذهاب إلى الأعلى