ياسر عثمان# يكتب: مصر.. عبور جديد لحاضر مشرق ومستقبل عظيم

تاريخ الدول وحضارتها وثقافتها هو بمثابة كنز تنهل منه في مختلف مجالات الحياة، وذلك لأنه يُلقى بالضوء على الماضي ويفتح لها الطريق للمستقبل، وإذا عرف شعب تاريخه وكفاحه كان اعتزازه بماضيه أقوى وإدراكه لحاضره أشمل واقتحامه للمستقبل أشد جرأة وتصميم.

ومصر هي الدولة الوحيدة والاستثناء في العالم التي لم تدافع عن نفسها فقط ضد جميع العدائيات، بل دافعت أيضًا عن المنطقة والدول المجاورة لها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قديما هزمت الهكسوس والتتار والحملات الصليبية والتي الصليب منها برئ براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

وفى العصر الحديث مرت بحدثين غاية في الأهمية لأنهما ارتبطا بمصير مصر أرضًا وشعبًا وتجاوزت انعكاساتهما تراب المحروسة الطاهر لتشمل المحيط الإقليمي (عربيًا وإفريقيًا)، ألا وهما: حرب أكتوبر.. والتي تمثل من وجهة نظري الأصالة، وثورة يونيو والتي تمثل العراقة، وكلا الحدثين تشابها كثيرًا في نقاط عديدة نذكر بعضها خلال العرض التالي.

طالع المزيد| السيدة انتصار السيسي مُهنئة المصريين بنصر أكتوبر: ملحمة خلّدها التاريخ بأحرف من نور

ولنستعرض معًا الآن أوجه التشابه وكيفية قيام ثورة يونيو بالدراسة المستفيضة من حرب أكتوبر المجيدة… إضافة لاستلهام روحها ثم تحقيق الإبداع والإعجاز في ثورة 30 يونيو وانعكاساتها على كافة قوى الدولة الشاملة:-

أولًا: القيادة والتخطيط الاستراتيجي

اتسم كلٌ من الرئيس السادات والرئيس عبد الفتاح السيسي بالكفاءة والخبرة العسكرية والدراية الشاملة بكافة قوى الدولة الشاملة (سياسيًا / اجتماعيًا / عسكريًا / اقتصاديًا / إعلاميًا…)، إضافة إلى الكفاءة العلمية والعملية في تقدير الموقف العدائي ومقارنتها بموارد الدولة المصرية وقدراتها… فضلًا عن الدهاء السياسي والذي يعتبر عامل غاية في الأهمية.

أما عن وضع خطة استراتيجية لتحقيق الهدف، فالرئيس السادات كان هدفه الاساسي ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، أما الرئيس السيسي كان هدفه الأبرز التنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب.

الرئيس السادات وضع خطة خداع تؤدى للمفاجأة الاستراتيجية وبالتالي امتلاك عنصر المبادأة وإرباك العـدو، أما الرئيس السيسي وضع خطة استراتيجية لمنع إسقاط مصر تضمنت (خارطة طريق تشمل وضع دستور جديد، وانتخاب مجلس شعب، وانتخاب رئيس، ثم عاهد الشعب وحصل على تفويض شعبي بتخطيط وتنفيذ التنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب).

ثانيًا: المرحلة التنفيذية والتطبيقية:

عبور قام بتنفيذ خطة الخداع في كافة قوى الدولة الشاملة مما أدى لإرباك العدو وإفقاده السيطرة على قواته فتحقق النصر المصري والعربي لأول مرة على العدو الإسرائيلي.

الرئيس السيسي قرأ جيدًا تاريخ العسكرية المصرية منذ قدماء المصريين لكل من (الملك مينا / منوحتب / أحمس / رمسيس الثاني / تحتمس)، ثم أمعن الدراسة والتدقيق في حرب أكتوبر، ثم استلهم ضرورة الخداع ضد أعداء مصر خارجيًا مع المصارحة والمكاشفة للشعب بكل صغيرة وكبيرة والإعلان عن حتمية (الإصلاح الاقتصادي)، وطالب الشعب المصري بالمشاركة المجتمعية سواءً في تحمل انعكاسات الإصلاح الاقتصادي أو بالمشاركة المجتمعية لكافة فئات الشعب في كافة المشاريع الاقتصادية مع تحمل تبعات مكافحة الإرهاب ونتائجها من (شهداء / أرامل / أيتام) وقيام الدولة بدعمهم.

ثم قام ببناء الهرم المصري الرابع وحقق المستحيل الرابع السهل (وذلك بالتخطيط لقتال الإرهاب) والأصعب (بسداد الديون وفوائدها والإصلاح الاقتصادي)، ثم قيامه بتحقيق المشاريع القومية في كافة المجالات والاتجاهات والقطاعات.

فقام بالتخطيط والتنفيذ في مجالات التنمية البشرية (الاستثمار في البشر) صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا وثقافيًا ورياضيًا، مع توفير البنية التحتية العملاقة وتقديم الخدمات لكل فئات الشعب المصري في كافة أنحاء مصر، ولم ينس (سيناء) التي نفذ بها كافة المشروعات من مدارس / مستشفيات / طرق / كباري / مدن.. ألخ، مع ربطها بالدلتا بالأنفاق فضلًا عن مشروع ومبادرة حياة كريمة.

التنمية والاستثمار في الحجر

وعلى سبيل المثال لا الحصر.. تنفيذ أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بمدينة أسوان / أكبر مصنع لإنتاج الأسمنت في الشرق الأوسط بمدينة بنى سويف / أكبر مشروع صوب زراعية في العالم 100 ألف فدان / أوسع جسر معلق في العالم (محور روض الفرج) / أكبر متحف آثار في العالم / أكبر مشروع طرق وكباري / 885 محطة مياه للشرب / قناطر أسيوط الجديدة / مدارس / مستشفيات / تأمين صحي / جامعات أهلية / إنشاء المدن الذكية (17 مدينة) / إنهاء مشكلة العشوائيات / إنشاء مدن سكنية / أكبر محطات كهرباء في العالم / محطة كهرباء الضبعة.

وما تم ذكره سلفًا هو مجرد نقطة في محيط الإنجاز والإعجاز.. وهكذا نرى أن الرئيس السادات في حرب أكتوبر استعاد الأرض والكرامة المصرية.. والرئيس السيسي أنجز إعجازًا يُقال عنه كان حُلمًا فخاطرً فاحتمالًا ثم أضحى حقيقة لا خيال.

……………………………………………….

# مدير مكتبة القاهرة الكبرى

زر الذهاب إلى الأعلى