منال قاسم تكتب: هل أنت حرامي؟!

فى ذكرى مولد سيد الخلق أجمعين ومن رحاب أخلاق الإسلام، أحد الإخوة السودانيين كتب مقالا جميلا بعنوان “هل أنا حرامي ؟؟”.. يذكر فيه موقفان حدثا معه.

الموقف الأول :

يقول: كان عندي امتحانات للطب في إيرلندا، وكانت رسوم الإمتحان 309 جنيه ولم يكن لدي فكة، فدفعت 310 ، المهم امتحنت وانتهيت من الإمتحان ومضت الأيام ورجعت للسودان….. وإذا برسالة تصلني من إيرلندا جاء فيها: (أنت أخطات عند دفع رسوم الإمتحانات حيث أن الرسوم كانت 309 وأنت دفعت 310 ، وهذا شيك بقيمة واحد جنيه.. فنحن لا نأخذ أكثر من حقنا)، مع العلم أن قيمة الظرف والطابع أكثر من هذا الجنيه !!

طالع المزيد| منال قاسم تكتب: أقوى وصفة لعلاج كورونا

الموقف الثاني:

يقول وأنا أتردد مابين الكلية والسكن كنت أمر على بقالة تبيع فيها امرأة وأشتري منها كاكاو بسعر 18 بنس وأمضي، وفي مرة من المرات.. رأيتها قد وضعت رفا آخر لنفس نوع الكاكاو ومكتوب عليه السعر 20 بينس، فاستغربت وسألتها هل هناك فرق بين الصنفين؟؟

قالت : لا ، نفس النوع ونفس الجودة

فقلت: إذا ما القصة ؟!!!

لماذا سعر الكاكاو بالرف الأول 18 وفي الرف الآخر بسعر 20؟!

قالت: حدث مؤخرا في نيجيريا التي تصدر لنا الكاكاو مشاكل فارتفع سعر الكاكاو وهذا من الدفعة الجديدة نبيعها بـ20، والقديم بـ 18

فقلت لها إذا لن يشتري منك أحد سوى بسعر 18حتى نفاذ الكمية، وبعدها سيأخذون بسعر 20

قالت : نعم ، أعلم ذلك

قلت لها : إذا أخلطيهم ببعض وبيعيهم بنفس السعر الجديد 20، ولن يستطيع أحد التمييز بينهما.

فهمست في أذني وقالت: هل أنت حرامي؟؟؟؟!

إستغربت لما قالته ومضيت؛ ومازال السؤال يتردد في أذني.. هل أنا حرامي؟!!

أي أخلاق هذه ؟!

الأصل إنها أخلاقنا نحن

أخلاق ديننا…

أخلاق مبادءنا…

أخلاق علمنا إياها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

قال أحمد ديدات رحمه الله:

(نحن لسنا متخلفون عن الغرب، ولكن متخلفون عن الإسلام؛ وما تخلفنا عن العالم إلا بعد تفريطنا في ديننا )

في كوريا يسألك الكوري عن “عمرك” قبل إسمك في لقائكما الأول، لكي يتحدث معك بلغة تليق بسنّك.

و في القاهرة يسألك المصري عن مهنتك حتى يناديك بـ “الباش مهندس” أو “البيه طبقا للمصلحة.

أما في الخليج فيسألك عن “أصلك و قبيلتك” ليقرّر من خلالها هل يحترمك أم يحتقرك !! وقد نجد فى ذلك نوع من العنصرية.

السيدة عائشة رضي الله عنها  كانت تمسح النقود الذهبية بمنديل معطر بالمسك قبل إخراجها للفقراء.

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتصدق بالسكر لأنه يحبه وحتى ينال فضل الله سبحانه و تعالى في قوله : “لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون”

رجل له عادة في بعض الأحيان أن يدعو في سجوده لمن عن يمينه وعن يساره في الصلاة! المدهش أنه لا يعرفهم.

تلك هى اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والتى يجب أن نقتدى بها فى حياتنا ونتذكرها فى الاحتفال بمولد المصطفى، كما نتذكر أن نحتفل بالحلوى، أنها ذكرى الرسول فتخلقوا بخلقه

وكل عام وأنتم الى الله اقرب.

زر الذهاب إلى الأعلى