أحمد عاطف آدم يكتب: ميزان الشهرة بين التفرد والتفاهة

يُطلق لقب مشهور علي الشخصيات العامة والمؤثرة لتفردهم في مجال عملهم وتخصصهم مثل العلماء والساسة والرياضيين ..إلخ.

هذه الشهرة يصنعها الجمهور الذي انجذب لما يقدمه هؤلاء المشاهير من رسالة وقيمة، كما يعد الفنان صانع المحتوي الإبداعي سواء ممثل أو مطرب من بين تلك الفئة، وهو يعلم جيدًا حجم المسئولية المُلقاة على عاتقه ويقدر تمامًا تبعات وخطورة العبث بما يقدمه لأنه سينعكس على أخلاق وتوجهات أجيال وأجيال.

ومما لا شك فيه أن تصرفات الفنانين المعلنة عن قصد أو بعفوية تأتي من بين أدوات شهرتهم وبزوغ نجمهم.

مؤخرًا أبت الفنانة نجلاء بدر الاكتفاء  بالأضواء التافهة والرخيصة التي حققتها بفستانها الخليع الذي ظهرت به  على سجادة الملياردير نجيب ساويرس بمهرجانه السينمائي الذي يقام سنويًا علي أرض مدينته الجونة، بل وصرحت أيضًا للإعلامية “إنجي علي” ببرنامجها أسرار النجوم المذاع عبر راديو «نجوم أف أم fm»،  قائلة: “البعض اعتقد أن زوجي لن يظهر معي في مهرجان الجونة، لكنه أصر يكون موجود جنبي، وقالي لو مش هقدر أدافع عنك يبقى أنا مش راجل”.

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………

طالع المزيد|أحمد عاطف آدم يكتب: «شافت حظها تربي عيالها بقى»

                    أحمد عاطف آدم يكتب: انتحار مي غير مفاجئ

…………………………………………………………………………………………………………………………………………………

وأكدت بدر أن هناك مساحة كبيرة في الثقة المتبادلة بينهما، لذلك قرر دعمها رغم ارتدائها فستانًا جريئًا في المهرجان.

وأضافت: «في واحد ممكن يقول مش هنزل مراتي لابسة كده، لكن يعجبني الراجل اللي يقول البسي اللي انتي عايزاه وأنا كفيل إني هحميكي، ممكن يتقال متعمليش كده عشان هو مش هيقدر يحميكِ، لكن هو قالي اعملي اللي انتي عاوزاه في وجودي لأني أنا هحميكي، وفي رجالة تقول متعمليش كده وفي الآخر الست تعمل برضه».

الشيء المحزن والموجع حقًا هو ما وصل إليه حال إعلامنا بعد أن فقد هويته الذي تأسس من أجل الدفاع عنها، وهي إنارة دروب المشاهدين والقراء بالتوعية من خلال رسائل بناءة وانتقاء ضيوف أصحاب قضايا هادفة وليست هدامة، بدلًا من اللهث وراء تورتة أي “تريند” ومشاركة أصحابه فيها، مهما كانوا وأينما ذهبوا، وإلا بماذا نفسر استضافة الفنانة بعد استخفافها بكل التقاليد والذوق العام وغرسها لقيم ضالة ومضللة في مجتمع من المفترض أنه متدين بالفطرة؟!.

وكيف ينتزع الرجل نخوته ويطلق العنان لزوجته تتعري كما تشاء، ثم ينتظر رد فعل الناس ليدافع عن سقوطها في بحر الفتنة والإغواء تستمتع بالسباحة ضد تيار الفضيلة، أي بطولة يبحث عنها زوج الست وأي تفنن تقوم به لتشويه حقائق مثل عفة المرأة ووقارها وخلطها بالمدنية والتحرر!؟.

في النهاية ربما ليس في أيدينا إلا أن نصنع إعلامًا ذاتيًا نقوم فيه بدور القائم بالرسالة أو مقدمها على أن يكون وقت تقديمها في ذروة حاجة أبنائنا، بطفولتهم ومراهقتهم، اجلسوا معهم أكثر، كونوا أصحاب تريند الاحتواء، نقوا قائمة قدوتهم وصوبوا بوصلة طموحهم قبل فوات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى