رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (23).. العزيز
تتواصل رحلتنا مع أسماء الله الحسنى ونتحدث اليوم عن اسم من أسماء الجلال لله جل وعلا وهو اسم: “العزيز” كما أن هذا الاسم صفة لله سبحانه وتعالى.
وقد ورد الاسم في القرآن الكريم في 88 موضعا، كما في قوله تعالى :
﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ ( البقرة 129 )
والعزّة التي هي من صفات الله لها ثلاثة معان:
- عزة القوة.
- عزة الامتناع.
- عزة القهر والغلبة.
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
“العزيز” : الذي له العزة كلها؛ عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة الامتناع .
فممتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، وذلت له الخليقة وخضعت لعظمته.
فمعاني العزة الثلاث كلها كاملة لله عز وجل :
عزة القوة : الدال عليها من أسمائه (القوي المتين)، وهي وصفه العظيم الذي لاتنسب إليه قوة المخلوقات، وإن عظمت.
وعزة الامتناع : فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد.
وعزة القهر والغلبة لكل الكائنات فهي كلها خاضعة لعظمته منقادة لإرادته.
طالع المزيد| رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (20).. العظيم
رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (21).. الحميد
رشا ضاحى تكتب: رحلة مع أسماء الله الحسنى (20).. العظيم
وأكثر الأسماء الحسنى اقترانا باسم الله العزيز في القرآن: هو اسمه الحكيم، فقد تكرر اقترانه به في القرآن في سبعة وأربعين موضعا خلال ست وعشرين سورة في القرآن الكريم ومنها قوله سبحانه وتعالى:
﴿وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقطَعوا أَيدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾ (المائدة 38)
ولله في ذلك الحكمة البالغة، قال ابن القيم: “كثيراً ما يقرن تعالى بين هذين الاسمين العزيز الحكيم في آيات التشريع والتكوين والجزاء، ليدل عباده على أن مصدر ذلك كله عن حكمة بالغة، وعزة قاهرة، ففهم الموفقون عن الله عز وجل مراده وحكمته، وانتهوا إلى ما وقفوا عليه ووصلت إليه أفهامهم وعلومهم، وردوا علم ما غاب عنهم إلى أحكم الحاكمين ومن هو بكل شيء عليم”.
ويلي اسم الحكيم في الاقتران باسم العزيز:
اسم الرحيم، فقد اقترن به في ثلاثة عشر موضعا في القرآن الكريم خلال خمس سور، جاء في سورة الشعراء وحدها في تسع مواضع:
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزيزُ الرَّحيمُ﴾ ( الشعراء: 9).
قال ابن القيم: “فإن ما حكم به لرسله وأتباعهم ولأعدائهم صادر عن عزة ورحمة، فوضع الرحمة في محلها وانتقم من أعدائه بعزته، ونجى رسله وأتباعهم برحمته”.
ومن الأثار الإيمانية لهذا الاسم الجليل، أن العبد إذا عرف أن ربه عزيز لم يشتغل عنه بذل المعصية، والشهوات وإنما يكون مقبلاً عليه، لا يلتفت إلى شيء سواه، فيزيده ذلك تذللاً، وعبودية، واستكانة لربه وخالقه لأن أمره بيده، لأن مستقبله بيده، ولأن كل ما يرجوه من النفع، وكل ما يخافه من الضر بيد الله تبارك وتعالى فيتذلل بين يديه عز وجل فذلك حقا هو الفوز العظيم.
إن معرفة اسم “العزيز” تجعل الإنسان عزيزاً غنياً قوياً بالله جل وعلا لا يخشى أحد إلا الله.
وحتى نلتقي دمتم في رعاية الله وأمنه.