محمد فؤاد يكتب: نبي الهدى وحرب أكتوبر

تتزامن الذكريات الجميلة العَطِرَة معًا في نفس التوقيت، ففي تلك الأيام المُباركة يحي كل مسلم على وجه الأرض ذكرى ميلاد نبي الهدى – عليه أفضل الصلاة والسلام  – وكذلك يعيش كل مصري ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيد عام 1973.. فذاك الحدثان لم يتركا عميق الأثر داخل كل مسلم في العالم العربي فقط، بل في العالم أجمع..
إذا تحدثتُ عن محمد – صلى الله عليه وسلم – لم تسع سطوري محاسنه وصفاته، إنه سيد الخلق.. نبي الرحمة.. نبي السلام.. نبي العطاء.. نبي الخلق العظيم الذى أوصى بالجار وحسن الجوار..

النبي والحضارة الخضراء

وإذا كنا ننادي العالم بجعل الكرة الأرضية خضراء؛ لنتحدى الانبعاثات الكربونية، فهو صاحب السبق في ذلك، ألم يقل منذ أكثر من 1000عام، على لسان أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها”..

فقد حان الوقت الآن لنتعاون ونتحدى لمواجهة العدو الحقيقي، وهو التلوث البيئي وتغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض.. بسلاح العلم.. بسلاح المعرفة.. بسلاح التطبيق على أرض الواقع.. بوضع استراتيجية واهداف للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية قبل حلول عام 2050، فلابد من وضع خطة مصرية عظيمة تنفذ بسواعد أبنائها الشباب فى إنشاء مصانع ومشروعات توليد طاقة كهربية، بمصادر متجددة نظيفة صديقة البيئة كبديل عن الوقود الأحفوري كالنفط والغاز والفحم ونستخدم النفط والغاز فى صناعات أخرى ذات قيمة مضافة…
حقًّا لقد حان الوقت أن نعمل ليل ونهار، ونستثمر فى الإنسان المصري من الطفولة حتى الرجولة ونستثمر علمه وطاقته وقدراته .

وإذا كنا بصدد المولد النبوي الشريف؛ فعلينا تذكر أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – دعا المسلم أن يكون رجلًا متحملًا المسؤولية لا يظلم المرأة، كما أوصى النبي بالزوجة والأم والابنة والأخت والعمة والخالة وأوصى معشر الرجال واستوصوا بالنساء خيرا وأوصى الشباب، بقوله يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج ويُكوِّن أسرة..
نحن بحاجة لذلك الشاب المسلم الحريص على وطنه.. المتعلم المثقف صاحب الخلق العظيم.. الفخور بحبه وانتمائه لوطنه ومصريته.. يعمل وينتج .. يستطيع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوليد طاقة كهربية نظيفة ومستدامة بأسرع وقت ممكن، ويستفيد من غاز ثاني أكسيد الكربون، فى حقن آبار النفط وزرع الكثير من الأشجار والنباتات المثمرة،.
نحن فى حاجة إلى شباب مصرى وفتيات مصريات قادرًين مواجهة التكنولوجيا و استخدام واستثمار الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والمياه والشد والجزر والطاقة الحرارية ببناطن الارض والطاقة النووية السلمية، إذ ينبغي التوسع فيهم.. ومصر بحكم موقعها المتميز جغرافيا، تساعدها تلك العوامل الطبيعية مع عقول مستنيرة وقيادة سياسية واعية
إن شباب مصر يمثل 65٪ من تعداد المصريين اى قادرون على العمل والإنتاج وتحقيق المستحيل.

حرب من نوع آخر

وإذا كان المصريين عام 1973حاربوا العدو الصهيوني بكل عزة وكرامة، ونيل شهادة صادقة، وقيادات مخلصة لله والوطن ضحوا بأرواحهم من أجل الأرض والعرض، وماتوا لكي يعيش المصريون مرفوعي الرأس ولينعم أهله في سلام؛ فلابد الآن أن نهتدي بهديهم وأخلاقهم وعطائهم ونحارب نحارب البطالة و التكاسل والتلوث الفكري والسمعي.. تلوث الهواء والمياه.. والجهل والتخلف.. والسلوكيات الخاطئة .

لقد ترك لنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا، وهما كتاب الله وسنته، إنه رسول الرحمة والصبر والمثابرة، تحمَّل الإيذاء ورده بإحسان؛ كي يعلم العالم هدى الإسلام. علينا أن نجني الثمار بلا عناء نحصد حسنات فى أرصدتنا ببنوك الآخرة، نُقدم لأنفسنا عند الله الحسنة بعشرة أمثالها.. فالابتسامة صدقة نؤجر عليها.. الكلمة الطيبة صدقة.. ذِكر الله صدقة.. قراءة القرآن بكل حرف حسنة .
ما اعظمك يا الله!.. أهديت لنا نبي الرحمة.نبى السلام نبى جاهد فى سبيل الله لنشر وتعلم الاسلام . وكفى بالإسلام نعمة.

اقرأ أيضا:

 

زر الذهاب إلى الأعلى