انظر لقلبك بعد إطفاء سيجارتك الأخيرة بنصف ساعة.. ماذا يحدث ؟!

طبيبة نفسية كانت تدخن 40 سيجارة باليوم.. تحكي كيف أقلعت عن التدخين بمعجزة

سردية تكتبها: أسماء خليل

لمن يُدخن ولا يستطيع الإقلاع عن التدخين، انظر لقلبك بعد إطفاء سيجارتك الأخيرة بنصف ساعة، ماذا يحدث؟!.. ستجد نبضات قلبك أكثر هدوءً، فالنيكوتين تلك المادة المسببة للإدمان، تزيد من معدل ضربات القلب عن طريق تحفيز إفراز الأدرينالين..
إذا كنت مدخنًا فعليك أن تعلم جيدًا أنه يفتك برئتيك بشكل مستمر، بالإضافة إلى السرطان الذي ستكون أكثر عُرضة له، وبعد ذاك عليك أن تسأل نفسك كم من الجنيهات أنفقت..
وبرغم كل تلك التكلفة الباهظة التي يدفعها المدخن من صحته وماله؛ إلا أن هناك أعدادًا كبيرة حول العالم يدخنون بشراهة، فعلى سبيل المثال يدخن ما يقرب من ستة ملايين بالغ بانجلترا ما يكلف البلاد 2.4 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وكذلك ما يقرب من 7 ملايين بريطاني و 31 مليون أمريكي مدمنون على السجائر.
ومازال المختصون – حول العالم-ينصحون ويسعون جاهدين لإقناع الناس بالإقلاع عن التدخين ومخاطره الفتاكة،،

طبيبة نفسية تدخن بشراهة

تحكي الطبيبة بيمبرتون الطبيبة النفسية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن، أنها رغم عملها كمعالجة لمُدمني الكحول والمُكيفات والهروين وغيره؛ إلا أنها وقعت في ذلك الفخ، فلم تكن تنتوي أن تدخن أو تتوقع ذلك، إلا إنها استسلمت، فتقول “ لم أكن أريد الشرب ، ثم شربت ، والشيء التالي الذي أعرفه أنني حصلت على سيجارة في يدي. ثم اعتقدت أنه يمكنني الحصول على واحدة فقط في اليوم ، ثم حدث ما لم أتوقع، لأجدني أشرب أكثر”..

لا تعرف دكتورة “بيمبرتون روس” كيف بدأت معاناتها بعدم قدرتها على التوقف، حيث ظلت تحاول الإقلاع عن التدخين، ونصحها أصدقاؤها المقربون بتغيير الجو والذهاب إلى بلدة مثل تركيا لجوها الهادئ، ذهبت بالفعل مرة ، وفعلت ذلك بالسفر مرة أخرى، ولكن دون جدوى، إلى أن ساءت الأمور للأسوء على حد قولها..
وتكمل الطبيبة ما حدث لها وقامت بعرضه في الصحف البريطانية، بأنها اعتقدت أنها ستكتفي بسيارة واحدة باليوم..

السيجارة والهروين

تقول روس إن هناك أعداءً للنجاح ففي الطريق للوصول توجد الكثير من العقبات، فقد قام بعض المقربين منها إصابتها بالهلع؛ حيث أخبروها أن الإقلاع عن الهيروين أسهل من الإقلاع عن السجائر، ولكنها لم تستسلم لآرائهم وبحثت وعلمت أن هناك كثير من الأساطير الكاذبة، مثل أن النيكوتين أكثر إدمانًا من الهيروين ، وكل هذا ليس صحيحًا، وقالت لأصدقائها، عليكم فقط أن تلاحظوا ما يحدث لشخص مدمن على الهيروين في غرفة مغلقة ولم تعطه جرعة من الهيروين، و بالمقارنة شخص آخر مدخن سجائر في غرفة مجاورة بدون إعطائه أي سيجارة، وستعلمون من تأوهاتهم من الذي يعاني أكثر..
تنصح الطبيبة روس الناس بدعم كل من يريد الإقلاع عن أي شيء من شأنه يجعل الشخص مدمنًا، لأن المساعدة من المحيطين هي أول خُطى الإقلاع..

الطريق نحو الفشل

تستمر بيمبرتون سردها لأحد الصحف العالمية، أنها منذ تناول أول سيجارة وكانت تنتوي الإقلاع عن التدخين، لأنها تعلم جيدا مخاطره البالغة، وكأنها مسحورة عام يسحب عام، حتى قضت كثير من السنوات في التدخين، حتى شعرت حقا إنها فاشلة، وأصبحت تقول وهي متأثرة“ أن تكون فاترًا حيال أمر ما.. هو عين الفشل”..
وصفت الطبيبة استسلامها للأمر الواقع بالتوقف عن المحاولات بأنه فشل منها، حتى قالت لنفسها لن أقلع إلا حينما أجد سبب قوي حقًا للإقلاع عن التدخين، واستهانت بأمر صحتها التي تضيع وأموالها..

معجزة غير متوقعة

تؤكد روس أن زمن المعجزات أم ينتهِ بعد، فبعد اليأس من الأمر بالإقلاع عن التدخين، بعد 40سيجارة باليوم، ظنت إنها ستموت على ذلك، إلى أن مرضت إحدى صديقاتها وكانت نبضات قلبها مُتزايدة، وكانت تلك الصديقة مدخنة، فكانت تلاحظ أنها أثناء شرب السيجارة وبعدها ما يقارب ال20دقيقة يظل نبض قلبها سريعا، وبعد مرور النصف ساعة بالضبط يبدأ قلبها بالهدوء دونما تناول دواء، وبعد ثماني ساعات، تبدأ مستويات الأكسجين في التعافي.
فشغل الطبيبة مراقبة حال قلب صديقتها بعد إطفاء كل سيجارة تشربها، ووجدت نفسها في هم بسبب تلك الصديقة، كما قامت صديقة أخرى لهما بإحضار vaping ونصحتهما جاهدة بتناوله، جربته روس وهي غير مقتنعة تماما أنها أو صديقتها باستطاعتهما الكف عن تلك العادة؛ إلا أن المعجزة تمت، بملاحظة أنهما بدأتا تستغنيان تارة فتارة عن التدخين..
لم تصدق بيمبرتون ما حدث، ولكنها بعد تلك التجربة باتت تنصح كل من تقابله بمعرفة أن القلب يهدأ بعد 20 دقيقة فقط من إطفاء السيجارة الأخيرة، وسيقل معدل ضربات القلب.
وكذلك تكمل نصحها باستخدام Vapingكبديل نفسي يعوض المُدخن بشره عن تناول السجائر، إنه ليس نيكوتين، ولكنه يصنع ذلك الجو بما في ذلك شكل الدخان الذي يصدر من الأنف والفم ويهيئ للعقل أنه سجائر.

تلف الأوعية الدموية

وفي النهاية تتعجب الطبيبة النفسية، من تمسكها في تلك الفترة بالتدخين، ولكن كان الأمر أوضح حينما علمت أنه يضعف عضلة القلب ويتلف الأوعية الدموية ، مما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب أو تسارع ضربات القلب ، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية .

ولهذا السبب ، فإن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، بالإضافة إلى تلف الأعصاب الشمية في الأنف، والأعصاب المسؤولة عن كيفية شم الأشياء، والتي ترتبط أيضًا بكيفية تذوق الأشياء.
كما تشرح آلية عمل السيجارة بجسد المُدخن فتقول، إنه حينما يتم حرق التبغ ، فإنه ينبعث منه غاز أول أكسيد الكربون يحل الغاز، الذي ليس له طعم أو رائحة ، محل الأكسجين في دمك عندما تدخن، نتيجة لذلك ، يمنع أول أكسيد الكربون رئتيك من العمل بشكل صحيح ويجبر قلبك على العمل بجدية أكبر، إذا لم تدخن سيجارة لمدة ثماني ساعات ، فستبدأ مستويات الأكسجين في التعافي.

اقرأ أيضا:

زر الذهاب إلى الأعلى