حمدي نصر يكتب: وقفة بين عامين
نحمد الله على ما مضى ونسأله السلامة فيما بقى، مع غروب شمس عام وشروق شمس عام نودع عاما بما فيه من أفراح وأحزان وآمال وآلام، بما فيه من خير نسأل الله الأجر، وبما فيه من شر نسأل الله العفو، ونستقبل عاما نسأل الله فيه أفراحا تنتظر وآمالا تحقق وعونا على ما قُدِّرَ فيه من ابتلاء وألم.
اقرأ أيضا.. حمدي نصر يكتب: المحنة والمنحة
حمدي نصر يكتب: الزلزال.. رسالة من الجبار
لابد من وقفة، فالمسافر بين حين وآخر يقف فى طريقه فينظر خلفه ليرى ويقدر ما قطعه من مسافة، ثم ينظر أمامه ليستطلع ما تبقى له من مسافة ويتأمل ما بقى معه من زاد، وكلنا مسافرون إلى ربنا، فعلينا فى ظل سرعة الأيام وانقضاء الأعوام وفراق الأحباب أن نقف بين عامين.
عام مضى ننظر فى أمره ونقرأ صفحته بتأن وتأمل ونحاسب أنفسنا عن ما كان منه بصدق ودقة، ونتمعن فيما بين سطوره برفق لنأخذ منه زادا فى عامنا الجديد، فالكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وحساب الدنيا يخفف من حساب الآخرة، ونجتهد فى إصلاح ما وجدناه خطأ ونجاهد فى تأهيل ما وجدناه عيبا ونكثر مما وجدناه خيرا، ونستزيد مما وجدناه حسنا، وإلا دخلنا العام الجديد ونحن مفلسون من الزاد فنتعثر فى طريقنا.
وعلينا أن نحذر ما كان من قطَّاع الطرق، نحذرهم فى عامنا الجديد حتى نُسَّهِلَ على أنفسنا قطع الطريق، بين عامين لا بد من وقفة نلقى بها نظرة على عام كنا نود أن نحقق فيه أحلاما وندرك فيه آمالا، ونبحث فى معوقات أحلامنا وما حال بيننا وبين أمالنا، ونلقى على عام جديد نظرة ثاقبة متأنية كلها أمل فى ربنا أن نجتاز هذه المعوقات وأن نتخطى هذه الصعوبات لنحقق أحلامنا وندرك آمالنا .
إنها وقفة لتصحيح المسار وتعديل خارطة الطريق، ولنأخذ من ما مضى ما نصلح به ما بقى، هذا كله فى أمور الدين والدنيا ،
فأدركوا وانهضوا، فمع شروق شمس العام الجديد فرصة من الملك الجليل لنقول: “نعم بكل أمل”.
***حمدى أحمد نصر
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف