حمدي نصر يكتب: المحنة والمنحة

كلنا نعلم يقينا أن الدنيا دار ابتلاء واختبار وامتحان، وهذا لرفعة الدرجات وتكفير السيئات ومحو الزلات وتذكرة برب الأرض والسماوات، أى أن الابتلاء يقع على العبد فيرفع درجته ويغفر ذلته ويكفر سيئته إن كان فى طريق ربه، وإلا فيذكره بربه ليعود إليه من طريق الخطأ والنسيان ويصحح صفحة الذنب والعصيان ويستعد للقاء الواحد الدَّيَّان .

يهمك.. حمدي نصر يكتب: الزلزال.. رسالة من الجبار

وهذا الابتلاء يكون على قدر درجة الإيمان وقوته مناسبا لما وقر فى القلب من إيمان وما يجرى على المعاملات من إحسان كما علمنا النبى العدنان، فيشتد مع قوة الإيمان ، ويقلُّ بضعف الإيمان، لكن فى عز الابتلاء والمحنة تتولد المنحة.

فبصبرك وتحملك ورضاك وتسليمك لربك فى وقت المنحة يرضى عنك ويحول المنحة إلى منحة تؤجر عليها فبها

يغفر ذنبا

يكفر سيئة

يمحو زلة

يكشف كربا

يفرج هما

يرفع درجة

أو

تكون المحنة سببا فى ردع عن معصية ورد لمظلمة ودفع لحق وتصحيح لخطإ وتعديل صحبة وإصلاح ولد وصلة رحم وحسن علاقة ومحافظة على طاعة.

أى منحة أعظم من هذا ؟؟؟

أيها المبتلى فى دينه أو نفسه أو فى أحد من أهله أو فى أحد من أولاده أو فى زوجه أو فى ماله أو فى جاره أو فى صديقه أو فى غير ذلكا، صبر واستعن بالله وأكثر من الصبر والصلاة.

فأمر الله نافذ وقضاءه واقع ليكن حظك من هذه المحنة هذه المنحة ولا تضيع الفرصة على نفسك وفوتها على الشيطان الذى يريد لنا الخسران.

هل تعلم أن

فى مرضك منحة

فى فقرك منحة

فى غناك منحة

فى مرض أحد من أحبابك أو موته منحة

فى كل ابتلاء لك منحة

فاحرص عليها

بكثير من الرضا

وإن كانت نفسك لا تتحمل وأنا أسمعك تقول هذا ( لا طاقة لى )

ردد لا حول ولا قوة إلا بالله

فمن أين لنا بحول وقوة إلا منه ؟؟؟

اطلب من الصبر يصبرك

اطلب من الرضا يرضيك ويرضى عنك

علمنا كم هو الابتلاء جميل لأنه يقربنا من الملك الجليل ويجعلنا فى جوار الحبيب ،

فاستعينوا بالله ولا تعجزوا

وحولوا بحول الله وقوته المحنة إلى منحة

**حمدى أحمد نصر

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى