د. محمد إبراهيم بسيونى يكتب: مع الجائحة الثقة بالمجتمع الطبي ضرورية

من الطبيعي أن يكون هناك خلاف في الأراء الطبية خصوصا اذا ما شحت المصادر والمعلومات العلمية.. وهذا هو حال آراء العلماء منذ بداية جائحة كورونا حتى من قبل التطعيمات،

بداية كانت مع الكمامات، ثم الإغلاقات، ثم بعض التدخلات العلاجية ومع توفر الدراسات والمعلومات بدات الصورة تتضح أكثر فأكثر، فتجد إتفاق علمي اليوم على أهمية لبس الكمامة في الأماكن المغلقة، وفي المقابل تجد إجماع على عدم استخدام بعض العلاجات التي كانت تستخدم في البداية ولم تثبت فعاليتها وكذلك مع التطعيمات، على الرغم من وضوح البيانات منذ البداية على فعالية اللقاح.

وكان هناك بعض المخاوف حول سلامة اللقاحات، وبعد المزيد من البيانات اتضح نطاق سلامة اللقاحات، وأغلب المضاعفات المحتملة ونسبة حدوثها الضئيلة.

واليوم مع بيانات تمتد إلى سنتين تقريبا، على مليارات البشر تحت مجهر جميع الجهات الرقابية حول العالم، لم يعد هناك مجال للشك على ضرورة التطعيم للخروج من الجائحة بأقل خسائر.

و لكن، بطبيعة الجائحة، تبقى هناك أسئلة متجددة، كالحاجة للجرعات التعزيزية أو الحاجة لتطعيم الأطفال.

وحتى تكتمل الصورة، سيكون هناك إختلافات بسيطة في التوصيات بين الدول، ولكن مع المزيد من المعلومات، ستقترب التوصيات أكثر فأكثر.

لذلك شخصيا أجد تهكم بعض المختصين من الأطباء على بعض التوصيات ومحاولة الهمز واللمز على أن الدوافع باتت واضحة أنها سياسية أو اقتصادية، أمر مستنكر وغريب.

ويحق لك بدون شك نقد التوصيات برأي علمي نقدي ولكن ما يحصل اليوم فوضى.

ولا أحتاج أن أذكّر أحدا سواء مناصر أو معارض للتوصيات، أنك عندما تعرّف نفسك للناس بأنك دكتور فلان الفلاني فأنت خرجت من نطاقك المحدود إلى نطاق واسع عليه مسؤولية مجتمعية، خصوصا في مجتمع يتبع المسميات كمجتمعنا.

ثقة الأفراد بالمجتمع الطبي ضرورية لأن الطب خدمة مجتمعية أساسية.

لا أقصد هنا الهجوم على أحد أو الإساءة لأحد ولكن ملاحظات شخصية قولها إن لم يفيد، لن يضر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى