أسماء خليل تكتب: بلاغ للنائب العام
إذا أراد أحد الضباط المصريين تفتيش أي منزل – طبقًا للقانون المصري-لابد أن يحصل على إذن من النيابة لعمل ذلك، وإذا صور أي شخص واقعة ما في إحدى القضايا لا يُعتد به طالما أنه ليس بإذن من الشرطة، وتلك هي القوانين المنصفة بحق..
إنَّني أتقدم ببلاغ للنائب العام بتوقيع أقصى العقوبة لكل من يقوم بتصوير أي شخص دون علمه.. أي شخص يقوم بعمل بينه وبين نفسه لا يريد أو يتمنى أن يراه عليه أحد.. أي شخص يستره الله ويفضحه البشر.
لابد من سن قانون لمثل تلك الجريمة الإلكترونية البيغضة والشنعاء التي لا تتوافق – بأى شكل من الأشكال – مع حكمة الله ودينه الحنيف؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال النبي محمد – صلى الله عليه – “كل أمتي معافى إلا المجاهرين”، كأن يفعل المرء كثيرًا من الذنوب ليلَا ثم بالنهار يقول لقد فعلتُ البارحة كذا وكذا.
لقد أمر الله تعالى عباده بالستر في الأمر كله؛ فهل هناك أكثر من امرأة زنت وحملت من شخص غير زوجها، وحينما حاولت أن تتوب وتعترف لزوجها يقول لها الدين “الولد ابن الفراش” أي اصمتي والله هو الستير وهو أعلم بعباده وإمائه.
ما هذا الهزل المجتمعي واللاوعي المنبثق من غياب الدين والضمير!.. هل من العقل أنه إذا أراد أحد أن ينتقم من الآخر، يقوم بتتبعه ومراقبته بضع من الزمن، آملا أن يتصيد له أي خطأ، وليس هناك من شخص لا يخطئ، وحينها يصوره بذلك الشيء الصغير المحمول في كل يد، ثم يفضحه على الملأ!.
وكم لنماذج من البشر تم فضحهم على الملأ وتكالب عليهم المتنمرين بكل وسائل“ السوشيال ميديا.
.. فها هو المعلم الذي يقوم بالشرح لأبنائه الطلاب في إخلاص وضمير حي، ثم يأتي من يقوم بتصويره وهو في قمة العصبية نتاج قيامه بعمله بجد ورغبته في جعل الطلاب على أحسن حال، ثم يعرض ذلك الوغد تلك الصور أو الفيديوهات قائلًا؛ انظروا المعلم الشيطان يضرب الطالب بلا رحمة، ويتناسى العالم إبليس الذي قام بنشر الرذيلة!!..فما بال المعلم إذا كان بالفصل واضعا قدم على الأخرى ولا يشرح شيئًا، هل هناك ما يدعو لخروجه عن مشاعره إذن!!.
وانظروا إلى تلك المعلمة التي قامت بالرقص مختلسة بضع دقائق من الحياة.. أخطأت.. نعم.. فكل البشر خطاء.. ولكننا لسنا – الآن- بصدد الدفاع عنها، إننا نبحث عن الذي أو التي قامت بتصويرها، ربما زميلة كانت تغار منها لأنها حاصلة على درجة من الدراسات العليا وناجحة كمعلمة!.. وربما زميل كان يريد أن يفضحها أمام زوجها فيطلقها ليستحوذ عليها هو!.. فلقد علمتنا الحياة أن كل شيء جائز..
ما بال الله – سبحانه وتعالى – دعانا إلى عدم التجسس لقوله تعالى في محكم آياته بسورة الحجرات آية ١٢: “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”..
لا للتصوير.. لا للفضائح.. لا لهدم المجتمع.. كيف يتقدم مجتمع أصبح يتتبع عورات البشر.. عورات أخوته! .. يحب النميمة! .. يبحث جاهدا عن القيل والقال!.. عليكم بأنفسكم.. بقضاء تلك الأوقات في اكتساب المهارات.. في زرع الزهور.. في تعليم الأميين.. في مساعدة المحتاج.. في ممارسة الهوايات..في مساندة الثكلى.. في البحث عما يرتقي بالفرد والمجتمع.. في توجيه أبنائكم وأبناء العالم من حولكم.. فالله في عون العبد ما كان في عون أخيه.