حمدي نصر يكتب: الإسراء والمعراج والتكريم والترويح

الحمد لله الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى سدرة المنتهى
وبعد
لما أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق لينير به من الظلام ويهدى به من الضلال ويبصر به من العمى، واجه النبى صعوبات في تبليغ رسالته ونشر دعوته وابتلى ابتلاء شديدا فى رحلة دعوته ورسالته خاصة بعد فقد المعين والسند من أهله فى عام واحد سمى بعام الحزن هنا اشتد الأذى به وبأصحابه وترك النبى مكة وذهب إلى الطائف فكانت المعاملة أشد والإيذاء أقصى فلم ييأس.
وهنا علينا مهما كانت الأحوال والظروف ألا نيأس من رحمة الله ومن قدرته على حفظنا ورعايتنا وتفريج الهم وتنفيس الكرب لكن مع حسن الأخذ بالأسباب والتوكل على رب الأرباب وهكذا فعل نبينا فتحت له السماء أبوابها برحلة تكريم وتشريف وترويح وتعظيم له بدعوة من رب السماء كانت الرحلة بقيادة جبريل وهنا تغيرت نواميس الكون ووقف العقل عن الإدراك أمام قدرة الرحمن .
ودعى الرسول برحلة أرضية من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس فى حالة يعجز البشر عن تفسيرها لكن أنى للعقل أن يدرك قدرة الرب .
وفى بيت المقدس صلى النبى بالأنبياء معلنا الإمامة واكتمال الرسالة ومبينا مدى قوة الارتباط بين الأنبياء حيث أن رسالتهم واحدة وهى توحيد الله تعالى ونشر الخير بين الخلق واعمار الأرض بالحق وزرع الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة والمعاملات الحسنة بين الخلق .
ثم الرحلة السماوية وما فيها من إعجاز مع تسليم لقدرة الله المطلقة وهنا كأن الله يقول لحبيبه إن ضاقت بك الأرض فإن السماء ترحب بك وفى سدرة المنتهى كان نبينا قاب قوسين أو أدنى ورأى النبى بكل أدب جم ما رأى من ءايات ربه الكبرى ،
وعاد النبى بهدية بل أعظم هدية أهديت فكانت من محب لمحب على يد محب .
فكانت الصلاة من الله لأمة الحبيب على يد الحبيب
وإذا كان الله قد كرم نبيه بالإسراء والمعراج فقد كرم الأمة بالصلاة ، وإذا كان الرسول عرج به فى شدته وأزمته إلى السماء فقد علمنا فى شدتنا وأزمتنا أن نعرج بالصلاة أرحنا بها يا بلال ، فالإسراء والمعراج ءايتين من ءايات الله ومعجزتين عظيمتين عبر عنهما القرءان فى أول سورة الإسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من ءاياتنا ) وفى أول سورة النجم ( وهو بالأفق الأعلى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى )
( ولقد راءه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى )
هنا نؤمن إيمانا كاملا صادقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ،
أى تكريم وأى تشريف أعظم من هذا.

حمدى أحمد نصر
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

زر الذهاب إلى الأعلى