نجاح واسع لمشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة

كتب: على طه

حققت الدعوة التي أطلقها مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر وتونس.. الواقع والآمال” يوم 22 مارس الأسبوع الماضي، لتأسيس مدرسة علمية عربية جديدة صدى واسع للغاية، خاصة وأن كتاب أبحاث المؤتمر صدر بالتزامن مع انعقاد جلسات المؤتمر في حوالي 600 صفحة من القطع الكبير، وفي سبع محاور شملت 21 ورقة بحثية، وصدر الكتاب بعنوان: “فلسفة المشترك الثقافي.. نحو دراسات ثقافية عربية مقارنة”.

تم استضافة رئيس المؤتمر والذي دعا إلى فكرته الدكتور حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي والدراسات الثقافية المنتدب والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب في قناة “النيل الثقافية” للحديث حول المؤتمر، وتم استضافة الدكتور قاسم المحبشي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر للحديث حول المؤتمر في إذاعة “صوت العرب”، وتم عمل لقاء إذاعي جماعي مع العديد من المشاركين في المؤتمر لإذاعة “البرنامج الثقافي”.

وتمت تغطية أخبار المؤتمر في العديد من الصحف والمواقع المصرية والعربية، حيث أبرز بعضها كلمة السفير التونسي محمد بن يوسف التي أقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وأبرز البعض الآخر الحضور العربي الدبلوماسي في المؤتمر من اليمن ومن ليبيا، وسلط البعض الأضواء على أوراق المؤتمر النظرية التي تؤسس للفكرة.

وكان المؤتمر قد حظى بمشاركة عربية واسعة حيث حضره على نفقته الخاصة من العراق الدكتور عمر كامل حسن، وحالت الظروف وضيق الوقت من حضور الدكتور أحمد نسيم برقاوي عميد بيت الفلسفة بالفجيرة/ الإمارات، كما أن اللجنة العلمية للمؤتمر ضمت أسماءا من الجزائر وتونس ومصر والعراق واليمن.

وتميز المؤتمر بطرحه العلمي الواضح المتمثل في مدرسة علمية عربية جديدة تعمل في الحقل الثقافي العربي، تحت اسم “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” تنضبط وفق فلسفة “المشترك الثقافي”، بديلا عن مدرسة “الدراسات الثقافية الغربية” التي تحركت وفق مذهب “الانتصار للهوامش”، التي عند تطبيقها عربيا بدت وكأنها دراسات استعمارية تفجر التناقضات العربية المتعايشة بطبيعتها.

وخرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة منها توجيه الدعوة لجامعة الدول العربية ومنظمة الألكسو لإنشاء “معهد للدراسات الثقافية العربية المقارنة” يقوم على فلسفة “المشترك الثقافي”، ويهتم بالدعم العلمي لفكرة والترويج لها حيث أن المتعارف عليه في معظم الدول العربية؛ هو حضور المراجع الأجنبية المترجمة حول الثقافة وظواهرها وموروثها الشعبي إلى جوار المنجز الثقافي والدراسي الخاص بكل بلد، لكن قبل هذا المؤتمر لم يكن من المعتاد حضور المنجز والدراسات الثقافية والشعبية بشكل بيني فيما بين الدول العربية بعضها البعض.

وهذا هو المجال الجديد الذي يطرحه المؤتمر من حيث توفير المنجز والتراكم الثقافي الخاص بكل دولة عربية عند كل الدول العربية الأخرى، وتأسيس أقسام وكراسي علمية جديدة لمجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” تنتصر لفلسفة المشترك الثقافي في لحظة تاريخية عصبية يمر بها العالم أجمع، وتبحث فيها كل الجماعات البشرية عن نظريات جديدة للمعرفة والعبور للمستقبل.

وهو ما عبرت عنه دراسة حاتم الجوهري ذاتها التي تصدرت المحور النظري الأول لكتاب أبحاث المؤتمر (ص 19) حين قالت:
“في هذا السياق الحضاري وتلك الغاية تطرح هذه الدراسة منهجًا علميًّا جديدًا للتعامل مع التراث والثقافة العربية ومساراتها عمومًا، وهو منهج “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” ووفق مذهب وفلسفة واضحة وهي فلسفة “المشترك الثقافي”، للتأكيد على مساحة الاتفاق الطبيعية والحاضرة بين البلدان العربية بوصفها منصة تصلح للبناء عليها، وعبور اللحظة الراهنة للمستقبل بما يتفق مع الصالح العربي عمومًا ويضع الثقافة العربية ومساراتها في الوجهة الصحيحة. وتلك مهمة شاقة سيقابلها الكثير من التحديات العلمية والفكرية..”

والجدير بالذكر أن الجوهري قد أعلن عن المؤتمر ودعى إليه وتشكيل هيئته في نهاية شهر ديسمبر 2021م وتلقي الأوراق البحثية الكاملة في منتصف فبراير 2022م، في سياق العام الثقافي المصري التونسي 2021/ 2022م، ورغم ضيق المدة إلا أن المؤتمر استقطب 21 ورقة بحثية من مصر وتونس وكافة الدول العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى