بيان وتدبر: {24} سورة الماعون

حلقات تكتبها: رشا ضاحى

يقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه عن كتابه: { هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.

ويصف قرآنه: { هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }.

.. هذا هو القرآن الذى أنزله الله فى هذا الشهر رمضان على قلب عبده محمد صلى الله عليه وسلم، ليتخذه خلقه دستورا لدنياهم وآخرتهم.. فتعالوا نتدبر آياته ونبحث فى معانيها لنعمل بمراميها.

 {24}
سورة الماعون

نتحدث اليوم عن سورة الماعون وهي سورة مكية، ويطلق الماعون على الإعانة بالمال، وعلى ما يستعان به على عمل البيت من آنية وآلات طبخ وشد وحفر ونحو ذلك مما لا خسارة على صاحبه في إعارته وإعطائه.
ويتناول محور السورة: بيان أخلاق المكذبين بالدين والآخرة، تحذيرًا للمؤمنين من هذه الأخلاق السيئة .

بيان السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أَرَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدّينِ﴾ (1)
هل عرفت الذي يكذب بالجزاء يوم القيامة؟!
﴿فَذلِكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيمَ﴾ (2)
فهو ذلك الذي يدفع اليتيم بغلظة عن حاجته.
﴿وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسكينِ﴾ (3)
ولا يحثّ نفسه، ولا يحث غيره على إطعام الفقير.
﴿فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ﴾ (4)
فهلاك وعذاب للمصلِّين.
﴿الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ﴾ (5)
الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يبالون بها حتى ينقضي وقتها.
﴿الَّذينَ هُم يُراءونَ﴾ (6)
الذين هم يراؤون بصلاتهم وأعمالهم، لا يخلصون العمل لله.
﴿وَيَمنَعونَ الماعونَ﴾ (7)
ويمنعون إعانة غيرهم بما لا ضرر في الإعانة به.

وبعد هذا البيان المختصر للآيات نتعرف على بعض هدايات التدبر:

▪︎ (أَرَأَيتَ الذِي يُكَذب بالدين)
إذا لم يدفعك الإيمان لرعاية اليتيم والمسكين فقد كذبت بالدين! ما أعظم منهج الإسلام! منهج تكافل اجتماعي.
▪︎ (أَرَأَيتَ الذِي يُكَذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم)
التصديق بالدين ليس مجرد كلمة تقال وتذوب في أثير الهواء بل شعور يدفع بالقلب نحو العطف على كل محتاج.
▪︎ (فذلك الذي يدع اليتيم)
إذا أحسست بقسوة قلبك على اليتيم فراجع إيمانك.
▪︎ (ولا يحض على طعام المسكين)
هذا في الذين سكتوا عن حث غيرهم على الإنفاق فكيف بمن عرقلوا مشاريع الخير وصدوا عنها.
▪︎ (فَوَيْل لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلََاتِهِمْ سَاهُونَ)
إذا كان هذا الوعيدُ لمَن يُصلي لكن يُؤخِّرُها عَن وقتِها فكيف بمَن لا يصلي إطلَاقاً .
▪︎ (الَّذِينَ هُمْ عَن صَلََاتِهِمْ سَاهُونَ)
إعلم أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو إقبال القلب على الله.
▪︎ (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)
من عمى البصيرة وانتكاس الفطرة أن يصرف الرجل حق الله لسواه من البشر , ويمنع البشر حقهم من البر والرحمة !
▪︎ (الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون)
لا أحسنوا عبادة الله , ولا أحسنوا إلى خلق الله ,حتى ولا بإعارة ما ينتفع به من المتاع وغيره .
▪︎ (الذين هم يرآءون ويمنعون الماعون)
خلل العقيدة يتبعه خلل في الأخلاق .
▪︎ (عن صلاتهم ساهون .. ويمنعون الماعون)
تنضبط الأخلاق بانضباط الصلاة .
▪︎ (ويمنعون الماعون)
لا تحتقر أي معروف مهما صغر وعود نفسك البذل والعطاء , فإن منع الماعون من صفات المنافقين الأشقياء , فأربأ بنفسك أن تشابههم .
نلتقي غدا بإذن الله.. دمتم في رعاية الله وأمنه.

اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:

زر الذهاب إلى الأعلى