عبدالحليم قنديل يكتب: الحرب التى تنتظرنا

هل تعاود شرارة الحرب انتقالها إلى أراضيها المفضلة، وتعود لاشتعال فى ديارنا بعد هجرة موقوتة إلى أوروبا مع حرب أوكرانيا الجارية فصولها لا تزال ؟!.

ربما يكون الجواب بنعم هو الأقرب للظنون ، وربما تتخذ الحرب المتوقعة طابعا دينيا مموها، فالكيان الإسرائيلى فى أزمة متفاقمة، وحكومته على كف عفريت، والطبعة اليمينية الدينية من الصهيونية فى مركز الحوادث، والاستفزازات “اليهودية” من حول “المسجد الأقصى” تتصاعد، واتفاقات التطبيع “الإبراهيمية” لن تنقذ “إسرائيل” ، والتحرش المتبادل بين إيران والكيان إلى ازدياد ، وضيق موسكو من “إسرائيل” تراكمت أماراته فى الفترة الأخيرة ، وواشنطن تبدو عاجزة عن التصرف ، برغم كلام يثارعن احتمالات زيارة الرئيس الأمريكى “جو بايدن” للمنطقة بعد أسابيع .

وبالجملة ، لا تبدو الصلة بعيدة بين حرب أوكرانيا ومنطقتنا العربية الإسلامية ، فالحرب هناك تتخذ طابعا عالميا مطردا ، وأمريكا حشدت أربعين دولة فى الصدام العسكرى مع روسيا ، وتعتبر أن “إضعاف روسيا” هو الهدف ، وأن السماح بانتصار روسى علامة نهاية لتفرد واشنطن بالقيادة الكونية ، وبرغم الضخ الهائل للسلاح الغربى والحليف فى الميدان الأوكرانى ، وسلاسل العقوبات الاقتصادية والتجارية والمالية المريعة ضد موسكو ، وبما قد يعيق التقدم العسكرى الروسى لشهور ، فإن النتائج النهائية قد لا تكون على الأغلب فى صالح أمريكا ، والحرب تحولت إلى مسألة حياة أو موت عند موسكو وواشنطن معا ، وهو ما وضع الكيان الإسرائيلى فى مأزق ، حاولت حكومة “نفتالى بينيت” الهشة التعامل معه بحذر ، وذهب “بينيت” للقاء الرئيس الروسى “فلاديمير بوتين” ، وعرض أدوار وساطة مع الرئيس الأوكرانى “فولوديمير زيلينسكى” ، ومن دون نجاح يذكر ، فالرئيس الأوكرانى يهودى صهيونى ويحمل الجنسية الإسرائيلية ، ويزايد على الكيان الإسرائيلى نفسه ، ويعلن أن أوكرانيا بمثابة “إسرائيل كبيرة” فى مواجهة الروس ، وينتظر من حكومة الكيان ، ومن “اللوبى الصهيونى” فى العالم كله ، أن يقف متحدا معه فى الصدام ضد موسكو وبوتين ، لكن “تل أبيب” حاولت إمساك العصا من المنتصف ، فبرغم توحدها واندماجها الاستراتيجى مع مؤسسات القوة الأمريكية ، وبرغم افتخار “بايدن” بصهيونيته الأصيلة ، فإن “تل أبيب” خشيت الذهاب إلى أبعد مدى فى التصادم مع موسكو ، واكتفت بمواقف دبلوماسية مواتية للرغبة الأمريكية فى إدانة روسيا بالأمم المتحدة ، وبتقديم خوذات حماية ومستشفى ميدانى ومساعدات إنسانية للاجئين الأوكران ، ومن دون استجابة ملموسة معلنة لرغبة “زيلينسكى” فى تزويده بأسلحة إسرائيلية ، ثم تبين أن الأسلحة ذهبت دون إعلان إلى “كييف” ، وبما دفع موسكو إلى تشديد اللهجة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلى ، ووصفه عن حق بأنه “أقدم احتلال فى العالم” ، ثم كانت الصدمة الكبرى لإسرائيل ، حين أشار وزير الخارجية الروسى إلى ارتباط نازية هتلر نفسه بأصول دم عائلية يهودية ، وإلى أدوار ليهود تعاونوا مع النازى وعادوا “السامية” ، وهو ما أثار هياجا عند الحكومة الإسرائيلية ، التى طلبت اعتذارا لم يأت من الوزير “سيرجى لافروف” ، بل جاء الرد أعنف على لسان “ماريا زاخاروفا” المتحدثة باسم الخارجية الروسية ، التى اتهمت الكيان الإسرائيلى بدعم ما أسمته نظام النازيين الجدد فى “كييف” ، وكشفت عن وجود مرتزقة عسكريين إسرائيليين يحاربون مع كتائب نازية أوكرانية مثل “آزوف” وغيرها ، وليس بوسع أحد أن يزايد على تضحيات الروس بالعهد السوفيتى فى الحرب ضد هتلر والنازية ، وقد فقد الروس وحدهم 25 مليون قتيل فى الحرب العالمية الثانية ، لكن “تل أبيب” قد لا تتوقف كثيرا عند رمى “لافروف” هو الآخر بتهمة معاداة السامية ، ربما لأنها تريد مواصلة العمل باتفاقات أمنية سابقة جمعتها مع موسكو ، تكفل لها قدرا من حرية حركة صواريخها وغاراتها فى سماء سوريا المنكوبة ، وبدعوى ضرب أهداف وتحركات إيران و”حزب الله” ، وهو ما لا تبدو موسكو حريصة عليه مع تطورات صدامها ضد واشنطن ، وقد كانت طرفا مشاركا وراعيا فى اتفاقات موسكو وتل أبيب الضمنية ، التى صارت احتمالات تداعيها واردة أكثر ، خصوصا مع اصطفافات عالمية جديدة مواكبة لحرب أوكرانيا ، قد تجعل موسكو راغبة أكثر بأخذ المصالح الإيرانية الحليفة فى الحسبان السياسى والاستراتيجى .
فى الوقت نفسه ، تبدو أزمة الاتفاق النووى الإيرانى ماضية إلى تعقيد مضاف ، فقد توقفت مباحثات “فيينا” بالتواقت مع العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا ، بعد أن كانت القطوف دانية أوائل مارس 2022 ، وبعد أن كان الاتفاق شبه جاهز للتوقيع على تجديد العمل بما يسمى “الخطة الشاملة المشتركة” ، التى جرى التوصل إليها عام 2015 ، وانسحبت منها واشنطن على عهد الرئيس الأمريكى السابق “دونالد ترامب” عام 2018 ، الذى أعاد فرض العقوبات الثقيلة على طهران ، وأضاف إليها تصنيفا “إرهابيا” للحرس الثورى الإيرانى ، طلبت طهران من إدارة بايدن إزالته كشرط لتجديد اتفاق التقييد النووى ، وقدمت تسهيلات فى التفاوض غير المباشر مع واشنطن ، تقبل فيه إيران بالاقتصار على وضع “فيلق القدس” ، وليس الحرس الثورى كله ، فى قائمة الإرهاب الأمريكية ، لكن واشنطن بدت مترددة فى قبول المقترح الإيرانى ، فروسيا دخلت على الخط نكاية فى أمريكا ، وطلبت التزاما خطيا من واشنطن ، يستثنى علاقاتها التجارية والنووية مع طهران من دواعى العقوبات المستجدة على روسيا ، وأبدت واشنطن قدرا من الليونة الاضطرارية تجاه مطلب موسكو ، فروسيا طرف أساسى فى الاتفاق النووى الإيرانى والتزاماته العملية ، ولا يمكن توقيع الاتفاق فى غيابها ، وطهران أعادت توثيق العلاقة مع موسكو ، بعد تحفظ وضجر طارئ من محاولة روسيا وضع العصى فى العجلات وإعاقة تجديد الاتفاق ، الذى يضمن لإيران استعادة موارد مالية هائلة ، وحرية فى تصدير بترولها وانعاش وضعها الاقتصادى ، لكن مشكلة طهران العارضة مع موسكو توارت ، فيما تزايد إحباط إيران من الموقف الأمريكى ، الذى تراكمت مشكلاته الداخلية ، ومعها مخاوف بايدن من هزيمة مرجحة لحزبه فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس أوائل نوفمبر المقبل ، والتراجع المطرد لشعبية بايدن نفسه ، برغم مغالاته فى دعم أوكرانيا بعشرات المليارات من الدولارات ، ومحاولاته الظهور كصقر متصلب فى مواجهة حرب بوتين ، وهو ما لا يعارضه “الجمهوريون” المتأهبون لوراثة بايدن وحزبه “الديمقراطى” ، لكنهم يوالون انتقاد بايدن بشراسة ، ويعتبرون أن تجديد الاتفاق مع إيران كأنه عمل إرهابى ، يعادى مصالح الحليف الإسرائيلى المقدس ، الذى يواصل خططه وتحضيراته لضرب إيران عسكريا ، وبدعوى التخوف من إنتاج إيران الوشيك لقنبلتها النووية ، ويحاول جر واشنطن للمشاركة معه فى حملة عسكرية على إيران ، ويحظى بدعم عواصم عربية خليجية ، سارع بعضها لتحالف علنى مع كيان الاحتلال الإسرائيلى ، بعد التطبيع “الإبراهيمى” ، وإن جاءت الرياح بما لا تشتهى سفنهم ، وعادت القضية الفلسطينية إلى حضور باهر ، مع توالى عمليات المقاومة ، وبسالة المرابطين المدافعين عن “المسجد الأقصى” أولى القبلتين ومسرى النبى محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
وقد بدت هذه التطورات المتسارعة لصالح إيران ، ولصالح سياسة التيار المتشدد الحاكم فى طهران اليوم ، صحيح أن طهران محبطة لتأجيل التوقيع على تجديد الاتفاق النووى ، لكنها قد لا ترى فى ذلك خسارة أكيدة مستديمة ، وعلاقاتها النامية مع موسكو وبكين تتيح قدرا من التعويض عن خسائر العقوبات الأمريكية ، وربما يمكنها الانتظار حتى تستبين مصائر إدارة بايدن ومواقفها المتلعثمة ، ويمكنها مواصلة تطوير برنامجها النووى بغير قيود ، وهى تحاول خفض توتراتها المزمنة مع عواصم الخليج العربية ، ومع السعودية بالذات ، عبر “مفاوضات ظل” تجرى فى بغداد وفى غيرها ، وعبر إطالة عمر الهدنة فى حروب اليمن ، مع توجيه البوصلة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلى ، وتصعيد حروب التحرش العسكرى ، وتهديد إسرائيل بدمار شامل ، إن فكرت الأخيرة فى الهجوم على منشآتها النووية ، وبالاتفاق مع واشنطن أو بدونه ، وكان لافتا للأنظار ، أن طهران أرسلت لإسرائيل صورا أرضية حديثة لمخازن سلاح العدو النووية والبيولوجية والكيماوية ، وكانت إسرائيل غيرت مواقعها خشية هجوم إيرانى ، وجرى الإرسال التحذيرى عبر مخابرات دولة أوروبية ، وبدا التحذير صادما للكيان ، المهددة حكومته بسقوط وارد ، لتلاشى أغلبيتها الحرجة فى “الكنيست” ، فيما تشعر إسرائيل كلها بتزايد الخطر على وجودها ، وبالذات من طهران وجماعاتها الحليفة المسلحة شمالا وجنوبا ، وبإنذارات حرب صريحة من “حسن نصر الله” زعيم “حزب الله” فى لبنان ، ومن “يحيى السنوار” قائد حركة “حماس” فى غزة ، وكان “السنوار” قد توقع نشوب ما أسماها حربا “دينية إقليمية شاملة” ، تتواجه فيها إيران مع الكيان الإسرائيلى ، وبالأصالة وبالوكالة ، وهى حرب تنتظرنا جميعا ، حتى وإن تلكأت مواعيدها ، مع استمرار أغلب حكام العرب كالعادة فى نومة أهل الكهف .

[email protected]

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى
يقدم لك موقعنا مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو الإباحية المجانية. كل مقطع فيديو عبارة عن فيديو إباحي جديد، وهو دائمًا مجاني ومحدث كل ساعة. عاهرة عراقية تتلقى الجنس الشديد من خلال مؤخرتها في الوقت نفسه، تمت مراجعة كل شريط فيديو على موقعنا بعناية من قبل محررينا وخبرائنا. إنها مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو في أنواع مختلفة، تتراوح من الهواة اللطيفين إلى نجوم الإباحية المحترفين. بعض مقاطع الفيديو تشبه إلى حد كبير المرة الأولى لفتاة المدرسة، في حين أن البعض الآخر أكثر خبرة ويعرفون ما يفعلونه.
إذا كنت تحب المواد الإباحية الخاصة بك بشكل منتظم، فستحب Campost.new. يقدم هذا الموقع مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو الساخنة التي ستبقيك مستيقظًا في الليل. إذا كنت شابًا وقرنيًا ومستعدًا للذهاب، فهناك الكثير من مقاطع الفيديو المتاحة لك. اثارة وجنون في العالم الاباحي: استمتع بمؤخرة أنجيليس آريانا اللذيذة في جلسة جنسية مثيرة لذلك، إذا كنت من محبي الإباحية، فمن المرجح أن تجد شيئًا يرضيك على هذا الموقع. مع كل شيء وأي شيء، لن يترك شيء يريد. لذا، إذا كنت تبحث عن بعض المواد الإباحية الساخنة والمثيرة والمتشددة، فهذا هو الموقع الذي تريد التحقق منه!
يتم تحديث الآلاف من مقاطع الفيديو الإباحية الجديدة تلقائيًا في خدمة الاستضافة المجانية كل ساعة على موقعنا على الإنترنت. المحتوى كله حصري ويحتوي على مجموعة واسعة من الفئات. لا يوجد شيء أفضل من مشاهدة مقطع فيديو إباحي عندما تكون في أمس الحاجة إليه. مع أكثر من 2000 تحديث لمقاطع الفيديو الجديدة كل يوم، لن ينفد المحتوى أبدًا. ستبقيك المجموعة النهائية من مقاطع الفيديو الإباحية المجانية مستمرة طوال اليوم.
Transen-Falle.com هي خدمة استضافة مجانية لمقاطع الفيديو الإباحية. يمكنك إنشاء حساب المستخدم الذي تم التحقق منه لتحميل مقاطع الفيديو الإباحية على موقعنا الإلكتروني بعدة تنسيقات مختلفة. أم هندية تتخلص من ساريها وتنورتها لتتعرض للجنس وتدعب كسها ستتم معالجة كل شريط فيديو إباحي تقوم بتحميله في غضون 5 أيام عمل. يمكنك أيضًا استخدام رمزنا المضمّن لمشاركة مقاطع الفيديو الإباحية الخاصة بنا على مواقع الويب الأخرى. في Transen-Falle.com ستجد أيضًا إنتاجات إباحية حصرية تم تصويرها بأنفسنا. استسلم لخدمة الاستضافة المجانية وقم بتحميل مقاطع الفيديو الإباحية المفضلة لديك بأي تنسيق تريده. سنقوم بمعالجة مقاطع الفيديو الإباحية الخاصة بك في غضون 5 أيام عمل مجانًا كل يوم!
Arab-Freesex.com هي دائما موطن لمقاطع الفيديو الجديدة والجديدة. هذا الموقع هو مكان رائع للعثور على جميع أنواع الإباحية. يمكنك استكشاف القائمة الكاملة للخيارات على هذا الموقع والعثور على جميع مقاطع الفيديو التي تريدها وتحتاجها. هناك فئات مختلفة لمحتوى مختلف، لذا يمكنك العثور على ما تريد بسرعة وسهولة. arab-freesex لتحقيق أقصى استفادة من هذا الموقع، تأكد من التحقق من العديد من النماذج المختلفة وأنواع المحتوى المختلفة. ستجد مجموعة واسعة من أنواع مقاطع الفيديو المختلفة، من الجنس الشرجي إلى الفكين والمزيد. لذا، إذا كنت في حالة مزاجية لوقت ممتع، فهذا الموقع هو السبيل للذهاب.