طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (37) زومبى العلاقات
لا تستهينوا بمشاعر الآخرين واحذروا من اللعب بالنار.. لا تخدع أحد ولا تسخر من أحد لا تتعامل إلا بصدق وأمانة.. هذا لكل شخص فتى أو فتاة يلعب بمشاعر شخص آخر يشعر أن هذا الشخص معجب به ويحبه فيستغله ويبتز مشاعره، ولا يعطيه جواب فصل فلا هو يريده ولاهو يريده أن يذهب .
يستفيد من حبه له ، يقبل منه هدايا ، ويجعله فى خدمته، لا يكن له أى مشاعر حب لكنه يستمتع بكونه مرغوبا فيه بشدة من هذا الشخص، أو يجعله احتياطيا فى حالة غياب اللاعب الأساسى حتى لا يجد نفسه فارغا بدون حبيب أو رفيق، هذا الشخص المتلاعب به سيكون قنبلة موقوتة، سيمل يوما من المعاناة فهو يشعر بحقيقة مشاعرك تجاهه ولكنه يتعلق بأمل تعطيه انت له بوعد أو كلام موارب، وفى النهاية سيواجهك ويطلب منك أن تفى بوعدك أو وعودك له بعد كل ما عانه معك وقدمه لك وقتها ستضطر لمصارحته وعدم حبك له وأنه ليس الشخص المناسب لك وأنه مجرد أخ أو صديق، وكأنك تسخر من مشاعره المتأججة تجاهك تسخر من تعلقه وارتباطه بك والذى لم يكن ليحدث لو لم تسمح له أنت بذلك من البداية ، وما كان ليحدث لو صارحته من البداية ولو لم تقبل منه الإهتمام الزائد بك وبكل شؤونك ثم تأتى فى النهاية وتصارحه بعدم حبك أو تفكيرك به من الأساس عندها سيشت عقله ويجن جنونه ويعتبر انك كنت تخدعه بطريقة أو بأخرى.
صالح شاب جارنا من أسرة بسيطة يعمل سائق سيارة خاصة لدى رجل أعمال، كان معجبا بجارته واسمها شذا شابة جميلة حديثة التخرج مثله، وبحكم الجوار كان يعرض عليها كل يوم أن يوصلها لعملها بسيارة عمله الفارهة كنوع من المجاملة.
وفرح كثيرا عندما قبلت توصيله لها فهو معجب بها وبجمالها ويتمنى القرب منها، لذلك أصبح كل يوم ينتظرها ويأخذها معه وفى بعض الأحيان يحضر لها الورود وأحيانا قطع الحلوى والشيكولاتة فكانت تفرح بها وباهتمامه بها وتشكره وتحسن إليه بكلام الشكر وتمتدحه وتمتدح مروءته.
كانت مشاعره فى اتجاه ومشاعرها فى اتجاه آخر تماما، لكن تطور الأمر حتى أصبح ينتظرها بعد انتهاء عملها ليوصلها للبيت وأحيانا يدعوها لتناول الغذاء وكانت الفتاة ترحب بكل هذا وتتباسط معه، ربما بعفوية بإعتبار معرفته من الحى ومعرفة بيته وأسرته.
حتى تجرأ يوما وصارحها بحبه لها وأنه يرغب فى الارتباط بها فأفاقت الفتاة من غفوتها فهى لم تفكر يوما فى الارتباط به ولا تكن له أى مشاعر، وشعرت بالحرج بعد كل اهتمامه بها، لكنها تحرجت أن تصدمه وتجيبه بالرفض القاطع فلم تعط له إجابة وافية وطلبت منه أن يظلا اصدقاء وأخوة.
الشاب لم تقنعه هذه الإجابة فهو يريدها.. يريد أن تكون حبيبته وزوجته وراح يلح عليها بطلبه هنا لم تجد الفتاة مفرا من مصارحته ورفضه والإمتناع عن مقابلته وتوصيله لها بل وحتى الحديث معه وتجاهله.
أحس الفتى أنه طعن فى كرامته وأنها تلاعبت به وأصبحت عقدة بالنسبة له فراح يطاردها فى كل مكان بطريقة مجنونة ويسبب لها مشكلات فى الحى وفى العمل وحدث خلاف كبير بين أسرة صالح وأسرة شذا وأصبحت مشكلة تبحث عن حل .
رأيت أمثلة كثيرة لفتيات أو فتيان يطمعّوا فتيان أو فتيات آخرين فيهم أو فيهن عن عمد أو بدون عمد، وربما للتنزه وقضاء الوقت، وبدون أن يحسبوا أن مشاعر هؤلاء تتعلق بهم يوما بعد يوم حتى تأتى اللحظة الحاسمة التى يضطرون فيها للانسحاب من التجربة ومواجهة طلب الإرتباط بالرفض، فتتعقد مشاعر هؤلاء الذين تعلقوا بهم عقدة تستعصى على الحل.
والمشاعر مثل الخيوط الرفيعة اذا اشتبكت وتلبكت تسبب جلطة لكنها جلطة شعورية تسبب إنهيارا نفسيا، لا تستطيع النفس تخطيها تتوقف فيها المشاعر عن التدفق الطبيعى و ولا تستطيع تخطى هذه العلاقة أو هذا الشخص، فكثيرا ما تقول لإنسان أو إنسانة انسى هذا الأمر أو هذا الشخص، فيقول لك لا استطيع، حاولت ولم أنجح، لا أقدر، هذا الشخص أصبح عقدة بالنسبة لى، اذا استمرت هذه العقدة بدون حل وبدون علاج يفقد الإنسان عقله وتوازنه ويكون عرضة لارتكاب كل الحماقات والجرائم.
لا تستهينوا بمشاعر الآخرين احذروا التلاعب فى العلاقات احذروا اللعب بالنار فالعواقب أحيانا تكون وخيمة.
نكمل فى يوم اخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.