طارق السيد متولى يكتب: يوميات زومبى (36) زومبى الجماهير

بعد الفرح الأسطورى لنهى أابنة صاحب الشركة، وطلب السيد عمران بتخفيض عدد الموظفين استطاع الأستاذ منصف مدير مكتبنا أن ينقذنا أنا وزملائى فى المكتب من المذبحة التى طالت بعض الموظفين فى فروع اخرى للشركة وهذا مما يحسب له فهو للأمانة يحبنا جميعا ويرعى مصالحنا ويدافع عنا دائما .

لكن بعد حوالى عشرة أيام من الزفاف فوجئنا بتعيين السيد خالد زوج نهى مديرا ثان فى مكتبنا مع الأستاذ منصف بعد أن أصبح فردا من العائلة المالكة للشركات .

الحقيقة الأستاذ خالد كان شخصاً خلوقا جدا وعلى قدر كبير من الثقافة والأناقة يتكلم بهدوء وأدب جم وعرفنا أيضا أنه بطل من أبطال رياضة الفروسية، والحقيقة أنه لم يكن بيننا وبينه اى إهتمامات مشتركة فالثقافة مختلفة تماما فكان بعض الموظفين ينظرون إليه وكأنه كائنا فضائيا، أتى من عالم أخر لذا لم يكن يتدخل فى شؤون العمل أو يتعامل معنا مباشرةً أو يدخل معنا فى حوار ، لكننا بالطبع شعرنا بقدر من التضييق فالرجل على صلة مباشرة برئيس الشركة وابنته.

لكن بعد شهر وعدة أيام اختفى ولم يعد يحضر إلى المكتب وعرفنا أنه إنفصل عن ابنة صاحب الشركة وبالطبع ترك الوظيفة فى شركته، بعد الحفل الأسطورى والأموال التى أنفقت عليه ولكن كل شىء نصيب.

المشكلة أن مزاج رئيس الشركة تعكر بسبب طلاق ابنته فأوقف صرف المكافآت وعمولات البيع للعاملين فى الشركة كلها.. يبدو أننا بطريقة أو بأخرى ندفع ثمن الحفل وثمن حضورنا إياه.

لا تركز فى عالم الزومبى حتى لا تفقد عقلك .

بعد العمل كنت فى طريقى لزيارة أخى فريد فى مدينة نصر وأمام مبنى الأمن الوطنى بالتحديد شاهدت اغرب موقف فى حياتى حيث كانت تقف لجنة من رجال شرطة المرور للتأكد من تراخيص السيارات والقيادة وضبط المخالفين.

كان أمامى تاكسى قديم أوقفه رجال الشرطة وطلبوا منه إظهار رخصة السيارة والقيادة فجأة بدون مقدمات انطلق السائق مسرعا بالسيارة وأصاب اثنين من رجال الشرطة بجانب السيارة فأوقعهم على الأرض وحاول رجل شرطة أخر أن يقف أمام السيارة ليوقفه لكنه لم يتوقف فابتعد رجل الشرطة عن طريقه حتى لا يدهسه وانطلق السائق بأقصى سرعة ، وبسرعة أيضا انطلقت سيارة شرطة كانت على جانب الطريق خلفه لتطارده ونهض الإثنين اللذين وقعا على الأرض وكانا بخير والحمد لله وإختفت السيارتين عن ناظرى وأنا لا اصدق ما رأيته.

وأتخيل لحظة القبض على هذا السائق الذى كاد أن يتسبب فى مقتل شرطيين أو ثلاثة بلا أى مبرر، وأتسآل أى جريمة ارتكبها هذا الرجل جعلته يتصرف هذا التصرف الجنونى ؟ وماذا سيكون مصيره ؟

مع إنتشار ظاهرة الزومبى أصبح التعامل مع الجماهير أمر بالغ الصعوبة

كان الله فى عون من يعملون مباشرة مع الجمهور وسوف احدثكم عن هذا الموضوع فى الحلقة القادمة بإذن الله.

نكمل فى يوم آخر من يوميات زومبى فإلى اللقاء.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى