فادي عيد وهيب يكتب: هل تصبح أفريقيا ساحة معركة الطاقة القادمة ؟

بعد تصاعد الأزمة بين روسيا الاتحادية وأوروبا بسب أمدادات الغاز، صارت كل الدول الغربية الآن تبحث عن بدائل للبدائل (إن وجدت) للغاز والنفط والحبوب.. وشراء الذهب.. ولذلك كان الاتحاد الأوروبي شغوف بدعم مصر من أجل الحصول على غاز شرق المتوسط الواقع في المياة الاقتصادية المصرية من جانب، وتلطيف الأجواء مع الجزائر من جانب أخر بعد الصدام الذي حدث مؤخرا بين الجزائر وأسبانيا جراء اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء.

طالع المزيد:

وعلى ذكر كلمة “الذهب” لا يفوتنا إعلان حكومة أوغندا مؤخرا اكتشاف مكامن من الذهب الخام تحتوي على نحو 31 مليون طن، بقيمة تفوق 12 تريليون دولار، وبرغم أن الخبر لم يسلط عليه الضوء إلا أنه غاية الأهمية ولا يمر أمامنا مرور الكرام، وسنتوقف أمامه قليلا.

والحقيقة نحن لا ننسى جهود وزارة الطاقة وتنمية المعادن في أوغندا خلال العامين الماضيين، واللذان شهدا جهود ضخمة في عمليات استكشاف من الجو في جميع أرجاء أوغندا، أعقبها بعد ذلك عملية مسحة ضخمة بجانب تحاليل جيوفيزيائية وجيوكيميائية، وهو ما تسعى له حكومة الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني لتعزيز الاستثمار في التعدين لتطوير موارد مثل النحاس وخام الحديد والكوبالت والفوسفات.

ومعلومة هامة وخطيرة لكم وهي حتى الآن الصين أبرز ان لم تكن الوحيدة التي تنشئ مناجم التعدين هناك، فالصين أنشأت منجماً لتعدين الذهب في منطقة بوسيا بشرق أوغندا، ومن المتوقع أن تبدأ الإنتاج هذا العام، والمعلومة الأهم أن لا أحد يستورد الذهب من أوغندا سوى الإمارات، ما يكشف لكم تواجد وحضور الإمارات القوي في قلب القارة السمراء.

وأخيرا وليس أخرا لو تحقق مجلس الذهب العالمي أو بالأدق المخابرات الغربية من اكتشافات أوغندا الهائلة من الذهب، فحينها ستشاهدون أخبار وتقارير عن وضع الحريات وحقوق الأنسان في تلك الدولة ليل نهار.

والكل يعرف السر فيما تتعرض له الدول التي يوجد بباطن أرضها ثروات ومصادر للطاقة منذ منتصف القرن الماضي من مؤامرات ودسائس، فالنفط كان السر الخفي في أغلب الحروب التي دارت وتدور الأن في المنطقة.
والآن الغاز هو المحرك الأول في الحرب الروسية الغربية لا الحرب الروسية الأوكرانية كما تبدو للعين المجردة، واليورانيوم والذهب كان سر عدوان طيران الناتو على ليبيا في 2011، وسر عناد فرنسا في عدم الخروج من مالي، برغم كل ما تفعله مالي للتحرر من قبضة الاستعمار الاقتصادي الفرنسي، وكذلك هو سر وجود الفاجنر الروسي في غرب أفريقيا.

[email protected]

………………………………………………………………………………………………………………………………………………

الكاتب: محلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

 

زر الذهاب إلى الأعلى