خاص: شبح كورونا يخيف القارة العجوز والصين تحتج علي الإجراءات الأوروبية

إكرامى هاشم

رسالة أوروبا: إكرامى هاشم

يبدو أن كابوس فيروس كورونا لم ينته بعد علي الرغم من مرور ثلاثة أعوام منذ بداية انتشاره.

وعلي الرغم من الإجراءات المستمرة من قبل السلطات الصحية لدول العالم لمكافحته بدءا من سياسات الإغلاق التي اتبعتها أغلب الدول في العام 2020 والعام 2021 وصولا إلي حملات التلقيح ضد الفيروس؛ إلا أن افيروس الغامض يبدو أنه  مازال لديه القدرة علي التحور والتحول، كما يبدو أنه يستعد لشن حملة هجوم جديدة علي البشر.

ولعل الشئ الملحوظ أنه يستعد للهجوم من نفس نقطة انطلاقه الأولي التي خرج منها منذ ثلاثة أعوام و هي دولة الصين.

وما أن بدأ العالم يتنفس الصعداء، ويتعايش مع الفيروس حتي تفاجأ بموجة إصابات جديدة تجتاح الصين ولاسيما أكبر مدنها “شنجهاي”، والتي بحسب وسائل الإعلام الصينية الرسمية قد أصيب حوالي 70% من سكانها أي حوالي 18 مليون شخص خلال شهر ديسمبر الماضى.

وكانت السلطات الصحية الصينية قد اعترفت بأنه من المستحيل تحديد مدى تفشي المرض، لأن اختبارات الفحص لم تعد إلزامية والبيانات غير مكتملة.

ولم يمض وقت طويل على النظام الصحي، حيث غمرت الصيدليات طلبات الأدوية المضادة للحمى ومحرقة الجثث مع تدفق الموتى.

وكان تقرير صحي قد صدر من منظمة الصحة العالمية ينذر باحتمالية إصابة مايقرب من 250 مليون شخص في الصين ووفاة أكثر من مليون بسبب الفيروس خلال الأشهر الأولي من العام الحالى 2023 .

وعلي الرغم من تلك البيانات إلا أن الأرقام الرسمية تحيد عن الواقع وفي الوقت نفسه، ومع مراجعة السلطات لمعايير عزو حالة وفاة واحدة إلى كوفيد ، تم الإبلاغ عن 15 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس فقط في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة منذ بداية ديسمبر، الرقم الذي يبدو أنه لا يعبر عن الواقع تماما.

وتنبهت الدول الأوروبية مبكرا للخطر المحتمل، فبدأت في اتخاذ بعض الإجراءات الإحترازية كخطوة إستباقية لمنع تكرار سيناريو 2020.

وجاءت إيطاليا علي رأس الدول الأوروبية التي أعلنت عن خطة لمنع إنتشار الفيروس علي أراضيها بأن فرضت عمل تحليل علي القادمين من الصين في مطاراتها بدأت في تطبيقه منذ الأسبوع الماضي علي أكبر موانئها الجوية و هما مطار “فيوميتشينو” بالعاصمة روما، ومطار “مالبينسا” في العاصمة الاقتصادية للبلاد “ميلانو”.

طالع المزيد:

وكانت المفاجأة أنه مع الأيام الأولي من تطبيق الإجراءات تم الكشف عن نتيجة الاختبارات التي أجريت علي القادمين والتي كانت نتيجتها إيجابية بنسبة 50% أي واحد من كل اثنين خضعا للاختبارات، مصابا بالفيروس، وعلى الفور فرضت السلطات الصحية الإيطالية أجراءات العزل الصحي علي الحالات الإيجابية .

وكانت بعض الدول الأوروبية الأخري قد حذت حذو إيطاليا في إجراءتها الاحترازية كفرنسا وأسبانيا والمملكة المتحدة، ولكن علي ما يبدو أن تلك الإجراءات من جانب الدول الأوربية قد أغضبت الحكومة الصينية التي رأت فيها أنها إجراءات تمييزية ضد الصينيين، وأنه ليس هناك ما يستدعي الخوف و التحيز في افتتاحية لصحيفة “جلوبال تايمز” التابعة للحزب الشيوعي عنوانها: “إنها إجراءات تمييزية”.

و كانت وزارة الخارجية الصينية قد أدانت عشرات الدول التي تفرض اختبارات كوفيد على المسافرين من الصين علي لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينج إن “بعض الدول وضعت قيود دخول تستهدف المسافرين الصينيين فقط. وليس لهذا أساس علمي وبعض الممارسات غير مقبولة ” ، مضيفة أن بكين قد “تتخذ إجراءات مضادة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.

البروفيسور فؤاد عودة
البروفيسور فؤاد عودة

و عن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية و الطفرة الجديدة في الإصابات بالفيروس في الصين، قال البروفيسور فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية وخبير الفيروسات و البكتريا بروما لمراسل “بيان” في إيطاليا: “إن السبب في عودة إنتشار فيروس كورونا في الصين هو سبب سياسي بالدرجة الأولي بعد فشلها في برنامج “صفر كوفيد” وإصرارها علي إعادة الفتح بدون تدريج و لا فرض إجراءات للتباعد في ظل نقص كبير في عدد جرعات اللقاحات المتاحة في البلاد ونسبة تطعيم منخفضة لم تتجاوز ال 25%”.

كما أشار عودة الي النقص الكبير الذي تعانيه الصين في عدد الأطباء والممرضين و الضغط الكبير علي المستشفيات يوميا وإدانته للإجراءات المتبعة هناك حيث يري عودة أنها حتي الآن إجراءات سياسية و ليست صحية.

وأشار خبير الفيروسات و البكتريا، إلي ضرورة تدخل منظمة الصحة العالمية لاسيما أن الصين لم تعلن في الفترة الأخيرة إحصائيات الإصابة بفيروس كورونا يوميا.

وعن وصف المتحور الجديد من الفيروس ب “متحور يوم القيامة” أوضح أن الغرض منه بث الرعب و الخوف بين الناس مردفا أنه كذبة و أنه إحدي متحورات أوميكرون و لا يسبب أعراض خطيرة و أن العالم بات في مرحلة التعايش مع الفيروس وذلك بفضل التطعيم و الأدوية.

زر الذهاب إلى الأعلى