8 جثث على مركب هجرة غير شرعية بينهم مصريين وأم تلقي برضيعها في البحر
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
مازال البحر يبتلع ضحايا الهجرة غير الشرعية إلي سواحل أوروبا فلا يكاد يمر أسبوعا حتي تقع حادثة غرق جديدة لمهاجرين قادمين من سواحل شمال إفريقيا حاملين أحلام الهجرة و الحياة في أوروبا و لاسيما إيطاليا كونها بوابة أوروبا من ناحية الشمال الإفريقي .
ومع كل حادثة غرق تنتشر الحكايات، وتحمل الحكايات داخلها مآسي الضحايا الذين راحوا ينشدون الحياة الأرحب، ففقدوها بالكلية.
أمس الخميس أعلنت قوات خفر السواحل الإيطالية عن تمكنها من إنقاذ قارب في مياه “سار مالطا” وعلي متنه 46 من المهاجرين القادمين من بلدان إفريقية مختلفة، ولكن العدد الأكبر كان لدول تونس و مصر و الكاميرون والسنغال و كان من بين المهاجرين الذين تم إنقاذهم 14 أمرأة من جنسيات إفريقية مختلفة علاوة علي طفلة قاصر .
صدمة !!
والشئ الصادم الذى تم الكشف عنه فى أعقاب عملية الإنقاذ، كان إعلان دورية خفر السواحل التي قامت بالعملية، العثور علي 8 جثث علي متن القارب في حالة تحلل كامل من بينها ثلاث جثث لنساء إحداهن كانت حاملا.
وتم إنزال المهاجرين الـ 46 في مركز لإيواء المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا بجنوب إيطاليا .
وحسب رواية الناجين من قارب الموت أنهم غادروا مدينة صفاقس التونسية في الساعة 3 صباح يوم السبت الماضي علي متن القارب الذي يبلغ طوله 6 أمتار بعد إحتجازهم في أحد الأماكن بمدينة المهدية لعدة أشهر عانوا فيها من العزلة والمعاملة غير الآدمية من قبل المهربين الذين كانوا يمارسون عليهم أنواع مختلفة من التعذيب والسادية .
وكشف الناجون أن الضحايا الثمانية لقوا حتفهم أثناء الرحلة بسبب البرد و الجوع، وأن أحدي السيدات التي كانت بينهم توفي طفلها الرضيع بين ذراعيها فقامت بالتخلص من جثته بالقاءها في مياه البحر بينما حاول أحد المهاجرين الآخرين إستعادة جثة الطفل بأن القي بنفسه في مياه البحر ولكنه لم يستطع انتشالها، وكاد أن يغرق هو الآخر، كما توفيت والدة الرضيع بعد ساعات قليلة من إلقاء طفلها في الماء.
عملية الإنقاذ
وكان قارب المهاجرين الذي تم إنقاذه قد شوهد من قبل قارب صيد تونسي يعمل بين إيطاليا ومالطا، وبمجرد رصد الصيادون للقارب طلبوا على الفور الإنقاذ من السلطات البحرية، عبر الراديو، موضحين فر رسالتهم أنه ربما كانت هناك جثث على متن السفينة.
ونظرًا لأن هذه مياه سار مالطية، فقد تم تفويض جهود الإنقاذ إلى مالطا فى البداية، وفي وقت متأخر من بعد الظهر تم تقديم طلب المساعدة من مالطا رسميًا إلى القيادة العامة لهيئة ميناء روما والتي، أرسلت بدورها زورق الدورية CP324، لتنفيذ عملية الإنقاذ.
تحقيقات في الحادث
وفتح مكتب المدعي العام في أجريجينتو ملفا للتحقيق في هذه المأساة الأخيرة التى وقعت فى البحر ، وجاء في سياق التحقيق أن فرضيات الجريمة، التي تستهدف مجهولين حالياً، تساعد وتحرض على الهجرة غير الشرعية والوفاة نتيجة جريمة أخرى.
ويقوم المدعون، من خلال قوات الشرطة الموجودة في الجزيرة الآن بجمع المعلومات حول ما حدث على ذلك القارب الذي لا يزيد طوله 6 أمتار والذي غادر من صفاقس.