د. محمد ابراهيم بسيوني: استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب.. الفوائد والعيوب

كتب: على طه

هل يمكن للذكاء الاصطناعي في مجال الطب، والتقنيات الحديثة وأنظمة المعلومات، أن تشكل يوما ما بديلا عن الخبرات البشرية في الرعاية الصحية، وبالأخص خبرات الطبيب؟

يجيب على السؤال السابق د. محمد ابراهيم بسيوني، أستاذ متفرغ بطب المنيا فيقول:

بالتأكيد الطبيب هو الأدرى بحالة المريض وهو الخبير بالتشخيص، ولا يمكن الاستغناء عن دوره في المنظومة الصحية مع ذلك تتغير ممارسة الطب بسرعة نتيجة اعتماد السجلات الصحية الإلكترونية، والتقنيات الجديدة لرعاية المرضى، وتطور المعايير المجتمعية.

ويؤكد د. بسيونى أن الذكاء الاصطناعي حقق تقدمًا كبيرًا في العديد من الجوانب الطبية، مثل: التشخيص، والأدوية، والتكنولوجيا الحيوية. أدى ذلك إلى تعديل دور الطبيب وتقديم الابتكارات التكنولوجية فرصًا بالإضافة أيضا إلى التحديات، فقد قام الذكاء الاصطناعي، الذي يتمتع بإمكانات كبيرة، بتحويل بعض المهام بالفعل لصالحه، لا سيما تلك التي تتضمن تفسير الصور.

ويضيف أستاذ الطب أن الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت من قبل الأطباء والمرضى على حدٍ سواء، يقدم بالتأكيد فوائد كبيرة، حيث يتمتع المرضى ومقدمو الخدمات بإمكانية الوصول بسهولة إلى جميع المعارف البشرية تقريبًا، ولكن هناك أيضا عيوب، منها مثلا أن بعض مواقع الويب ملوثة بالمعلومات المضللة ويواجه العديد من الأشخاص صعوبة في التمييز بين الأدلة القوية البيانات والكذب.

وأدى 
انتشار أجهزة الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الألكترونية المتصلة بالإنترنت، إلى تأمين قاعدة هائلة من البيانات عن سلوك وحياة البشر، مما يمكن من استخدام هذه البيانات الضخمة في الرعاية الصحية، وهو مجال جديد مثير للاهتمام مليء بأمثلة عن حالات واعدة، ولكنه ليس مختبراً بطريقة علمية بخلاف أغلب الأنظمة الطبية والصحية.

ويواصل د. بسيونى أنه على الرغم من البشائر الكبيرة، فإن هناك أيضاً مشاكل عملية يجب العمل على حلها كي تتمكن هذه التقنيات من أن تلقى قبولا لدى المجتمع الطبي، مثل قضايا خصوصية البيانات وملكيتها وخطر إساءة استخدامها الذي قد ينشأ عن وضع الكثير من البيانات الشخصية في أيدي الشركات أو الحكومات، مما قد يؤدي الى توظيفها سياسيا أو ماديا.

وما نعرضه هنا ليس خيالا علميا ولا ترفا فكريا (الكلام للدكتور بسيونى) فقد قطعت معظم هذه التقنيات والتطبيقات مسافات كبيرة من التطور والنضوج في مختلف الاتجاهات، وإن كنت لا أستطيع الجزم بمآلاتها على المدي القريب ولا المتوسط من حيث الاعتماد والقبول، غير أن إمكانيات الاستفادة منها كمساعد رئيسي للمنظومة الطبية، والمؤسسة العلاجية، وللطبيب بشكل خاص، باتت أمرا قريب المنال لا بل حقيقة واقعة.

فوائد الذكاء الاصطناعي

ويقول د. بسيونى أما فوائد الذكاء الاصطناعي في الطب فمكن أن نجملها في الآتي:

1. تشخيص الأمراض

في العديد من الحالات يستغرق تشخيص المرض فترات طويلة أو سنوات، وهي عملية شاقة وتستهلك وقتًا طويلًا، وقد تكون سببًا في صعوبة إنقاذ حياة المريض، كما أنها عملية تضع الاطباء تحت الضغط. في المقابل ساعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تحقيق تقدم كبير في التشخيص، إذ أصبحت العملية أكثر سهولة وأقل تكلفة.

ومن طرق التشخيص التي طورها الذكاء الاصطناعي: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالأشعة السينية، والجينوميات والبروتيوميات (Genomics and Proteomics).
أما بالنسبة للتقدمات التي أحرزتها هذه الطرق التشخيصية فهي كالآتي:
– دور الأشعة المقطعية CT scan في الكشف عن سرطان الرئة والسكتة الدماغية.
– دور مخطط كهربية القلب Electrocardiogram والتصوير بالرنين المغناطيسي للقلب Magnetic resonance imaging of the heart في تقييم مخاطر الموت القلبي المفاجئ أو مخاطر أمراض القلب الأخرى.
– دور التصوير بالأشعة radiography في تصنيف الأمراض الجلدية.
– دور تصوير العينين Photographing the eyes في تحديد مؤشرات اعتلال الشبكية السكري.
– تحسين قدرة الطبيب على كتابة ملفات وبيانات المرضى. ومن المهم التنويه له على الرغم من هذه التطورات الكبيرة إلا أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الطبيب في التشخيص.

2. تطوير الأدوية

من المعروف أن عملية اكتشاف وتطوير الأدوية عملية طويلة وتتطلب الكثير من الوقت، كما أنها مكلفة، إلا أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب ساعد على جعلها أكثر كفاءة، ذلك من خلال الآتي:
– تحديد الجزء من الجسم الذي يعتبر الهدف في العلاج، أو تحديد أصل المرض البيولوجي.
– تحديد الأدوية المرشحة للعلاج من خلال تتبع أثر المركبات على الجزء المستهدف من العلاج، ثم اختيار الدواء المناسب.
– تسريع عملية التجارب السريرية، إذ تساعد في اختيار مرشحين مناسبين لإجراء الدراسات، وتحسين عملية مراقبة التأثير الدوائي، وبالتالي تطوير الدواء.
– تحديد المؤشرات الحيوية Vital signs خلال عملية تشخيص المرض وتجريب الدواء.

3. تحسين خطة العلاج

من الجدير ذكره أن استجابات المرضى للأدوية والخطط العلاجية مختلفة بناءً على العديد من العوامل. وما أحدثه الذكاء الاصطناعي في هذا المجال أنه ساعد على تحديد الخطة العلاجية للمريض بناءً على تحديد الخصائص التي تجعل المريض أكثر استجابة لعلاج معين، مما يساعد على وضع خطط علاجية خاصة بالمرضى وتحسين الكفاءة العلاجية.

4. تعديلات الجينات

تعد عمليات تعديلات الجينات Gene modifications عملية صعبة ومكلفة، لكن ساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين عملية تحرير الجينات وتعديلها مع ضمان التعرض لأقل آثار جانبية.

زر الذهاب إلى الأعلى