د. محمد ابراهيم بسيوني: السرطان وعمل اللقاحات فى علاجه (1 من 2)

كتب: على طه

السرطان هو السبب الرئيسي للوفيات في العصر الحديث، لكن يؤكد د. محمد ابراهيم بسيوني الأستاذ الزائر بجامعة المنيا أن اللقاحات العلاجية في علاج السرطانات تطورت تطورا كبيرا فى الآونة الأخيرة

ويضيف ويضيف “د. بسيونى” فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن أنواع ومراحل السرطان زادت بمرور الوقت وكذلك جهود علاج السرطان، وحاليًا، هناك حوالي 369 دراسة لقاح السرطان جارية في جميع أنحاء العالم.

يجب أن نعرف أن اللقاحات ضد السرطان ليست جديدة بل بدأ البحث عنها منذ أكثر من ثلاثين عامًا، باستخدام تقنيات الRNA وال viral vector التي استخدمت لتطوير لقاحات كورونا. تطوير هذه اللقاحات بسرعة والقيام بتجربتها على ملايين البشر سيسمح أيضاً بتسريع الأبحاث على اللقاحات في مجال السرطان.

تجربة سريرية

ويقول د. بسيونى إنه منذ أشهر مثلاً، بدأت شركة بيونتيك تجربة سريرية لدى البشر تستخدم لقاح للسرطان يعتمد علي تقنية الRNA. ومنذ أيام، أعلنت اوكسفورد عن بدء تجربة لدى البشر للقاح ضد السرطان الذي يعتمد علي تقنية الناقل الفيروسي viral vector، بعد أن أظهر اللقاح حين استخدم جنبا الى جنب مع علاج مناعي للسرطان نتائج واعدة لدى الحيوانات.

ولكى نفهم عمل اللقاحات في السرطان (والكلام للدكتور بسيونى) يجب في البداية أن نفهم ما هو العلاج المناعي للسرطان أو Immunotherapy.

العلاج المناعي يقتضي ليس بمهاجمة المرض نفسه انما بإعادة توجيه الجهاز المناعي للمريض لمحاربة المرض بفعالية عبر توجيه الخلايا المناعية التائية القاتلة CD8 نحو الورم.

العلاجات المناعية

وأشهر العلاجات المناعية anti-PD1 تلك التي تثبط البروتين PD-1، و هو بروتين موجود على سطح الخلايا المناعية التائية T cells، وارتباطه ببروتين آخر هو PDL-1 الذي يوقف عمل الخلايا التائية ويمنعها من مهاجمة خلايا الجسم.
للأسف، تمتلك الخلايا السرطانية أيضاً وبشكل كبير PDL-1 على سطحها ما يسمح لها بوقف عمل جهاز المناعة ويمنع الخلايا التائية من مهاجمتها.
العلاج المناعي anti-PD1، يمنع الخلية السرطانية من تضليل الجهاز المناعي عبر منع ارتباط PD-1/PDL1 وجعل الخلايا التائية قادرة من جديد على أن تنشط وتهاجم الورم السرطاني في حين كان هذا العلاج فعالاً عند كثير من المرضى، ولم يظهر فعالية لدى مرضى آخرين، وظهر أن السبب هو عدم وجود عدد كاف من الخلايا المناعية التائية T cells لدى هؤلاء المرضى. يهدف لقاح اوكسفورد للسرطان الى رفع عدد الخلايا التائية القاتلة killer T cells واستحداث رد مناعي قوي ضد الخلايا السرطانية.

أجهزة إنذار

لتحقيق هذه الغاية، يستهدف اللقاح بروتينات antigenes موجودة على سطح الخلايا السرطانية بشكل محدد تسمى MAGE. تعمل هذه البروتينات كأجهزة انذار تجذب الخلايا المناعية إلى الورم حيث ان ارتفاع عدد هذه الخلايا يساهم برفع فعالية العلاج المناعي anti-PD1.
بقي نقطتان حول بروتينات MAGE:
⁃ هي موجودة بشكل محدد على سطح الخلايا السرطانية وغير موجودة في الخلايا السليمة ما يسمح بالحد من الآثار الجانبية لهجوم الجهاز المناعي على الخلايا السليمة.
⁃ وهي موجودة في عدة أنواع من السرطان ما يسمح بتوسيع التقنية العلاجية إلى أكثر من نوع واحد. تجربة اللقاح العلاجي المناعي لدى حيوانات التجارب أظهرت نتائج جيدة لحيث انخفض حجم الورم وبقيت الفئران على قيد الحياة لمدة أطول.

طفرة

لا يوجد لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية HIV} Aids} اليوم، لكن اللقاحات العلاجية يمكن أن تكون طفرة بالنسبة لفيروس نقص المناعة البشرية. مثل هذه اللقاحات من شأنها أن تعزز جهاز المناعة لدى المرضى المصابين لمكافحة المرض.

اقرأ أيضا:

د. محمد إبراهيم بسيوني: مقاومة المضادات الحيوية إحدى أكثر المشكلات الطبية الآن

د. محمد إبراهيم بسيوني يوضح: كيفية التعامل مع موجة كورونا السادسة

يحاول العديد من الباحثين تطوير واختبار لقاحات علاجية لفيروس نقص المناعة البشرية من أجل إبطاء تقدم فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.

عادةً ما يكون الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم فيروس نقص المناعة البشرية بمستوى غير قابل للكشف، والذي يتم اكتشافه باستخدام العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART). إذا نجحت اللقاحات العلاجية لفيروس نقص المناعة البشرية، فسيتم إنقاذ العديد من الأرواح. يتم إجراء العديد من التجارب السريرية للقاحات العلاجية لفيروس نقص المناعة البشرية، مثل تلك التي أجراها AIDS info.

كل هذا يمكن أن يشكل نقلة نوعية في مجال علاج السرطان واستخدام التقنيات في لقاحات كورونا بنجاح سيسمح بتسريع التجارب وبرفع الثقة باللقاحات العلاجية على أمل أن تتوصل التجارب الى نتائج جيدة تحسن من طرق علاجنا للسرطان وتقدم للمرضى خيارات علاجية أوسع ونوعية حياة أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى