م.محمد فؤاد يكتب: كيف تتعامل مع المرأة العربية

إن المرأة هي نصف المجتمع، بل هي المجتمع بأكمله، ولها حقوق وواجبات، فهي الأم والزوجة والابنة والجدة والخالة والعمة، فهل يتخيل أحد العالم بدون امرأة؟!..ذلك المخلوق الحنون ؟!..فالبيت الذي يخلو من الفتاة يفتقد أعظم شيء بالوجود،،

إن المرأة في كل مراحل نموها تضيء البيت بهجة، إنها شريكة الحياة، ليس فقط بالمنزل ولكن أيضا بالعمل، فالنجاح ليس مقصورا على جهد الرجل وحده، بل تسانده بالحياة امرأة، إنها تدفع الرجل كزوج بحنوها وعطفها ومساندتها وطاعتها لمزيد من التقدم ،،

وإذا تطرقتُ إلى مناقشة حقوق المرأة، وهل حصلت على كل حقوقها أم لا؟!..فبحق سأكون منصفًا للمرأة، فهناك العديد من النساء ما تزال بحاجة إلى استحقاقات، فليست المعايير منضبطة، إذ هناك من حصلت على حقوقها وهناك لا!..ولكن إلى حد كبير هناك تطور في ذلك الملف،،

ولا شك أن وسائل الإعلام لعبت دورًا كبيرًا في حصول كثير من النساء على مزيدا من الحقوق..إنني رأيت بالمجتمع كثيرا من القيادات النسائية، وكن فُضليات جدا وناجحات وعادلات وتنصف الجميع، فكم من رجال يظلمون غيرهم!..

إن كل المجالات زاخرة وعامرة بالكثير من النماذج النسائية الناجحة، والتي تقدم لمجتمعها وبيتها مزيدا من العطاء، ما يؤثر على المجتمع بمنحه طاقة إيجابية فعالة،،

وإذا نظرنا حولنا، من الذي يسهر على رعاية الأبناء؟!..من الذي يستذكر دروسهم ؟!..من الذي يربيهم ويوليهم رعاية واهتمام؟!..من الذي يساندهم نفسيا ويسمع مشكلاتهم بكل آذان صاغية؟!..من الذي يمنحهم كل شيء؟!..أوليست المرأة؟!!..

إذا شعرت المرأة بالأمان والمؤازرة وجبر خاطرها من قِبَلِ الرجل؛ سوف تمنح أكثر، فليس من الإنصاف أن تتحمل المرأة كل تلك الأعباء ويأتي الرجل ليضايقها ويسبب لها ألمًا نفسيا؟!..وليس من الإنصاف أن تجتهد المرأة وتنجح، وكلما تتقدم يعرقلها الرجل لمجرد فرض رجولته عليها؟!..

وإنني لأتعجب كل العجب من ظاهرة لاحظتها بالآونة الأخيرة، وهي أن بعض الرجال يجعلون المرأة تقوم بكل شيء حتى الإنفاق عليه وعلى المنزل بأكمله!!..لا بأس من التراضي بمشاركة المرأة في الإنفاق، نظرا للظروف الاقتصادية التي تجتاح العالم، ولكن أن يكون هناك إجبار وإكراه، فهذا حقا ما يدعو للدهشة، إن ذلك ظلم للمرأة باعتبارها زوجة وأم ،،

لابد بحق من رعاية المرأة منذ طفولتها، وإعطائها حقوقها الاجتماعية والنفسية، وجعلها منطلقة الفكر غير خائفة أو مُرتابة من شيء، فإنه بإمكانها خلق إبداعات تفوق الوصف، ولكن فقط بعضا من الاهتمام والعطف والاحترام وإشعارها بدورها في المجتمع؛ لكي تستطيع أن تمنح المجتمع كل حب واحتواء ما ينعكس على الجميع بالسعادة والتقدم.

………………………………………………………………

كاتب المقال: مدير عام تنفيذى بإحدى شركات وزارة البترول ومحاضر معتمد من مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة عين شمس وخبير الطاقة.

اقرأ أيضا للكاتب:

مهندس محمد فؤاد يكتب: الغلاء بين الصبر والتغيير

زر الذهاب إلى الأعلى