إسلام كمال يكتب:الدروس المستفادة من فتنة ليلة القدر السودانية!

إيران وليبيا ولبنان وسوريا واليمن والعراق وإسرائيل والشيشان، كلها نماذج شهيرة لدول شهدت ميلاد الميلشيات العسكرية، فكانت مدمرة لجيوشه الرسمية، أو على الأقل مستنفزة له.

وأحدث الضيوف في هذا الملف رغم قدمها، إسرائيل التى خصصت حوالى نصف مليار دولار، لميليشيا من ألفي عنصر تحت إمرة وزير الأمن القومى الصهيونى إيتمار بن جفير، تلك الميلشيات التى لا تختلف كثيرا عن الحرس الثورى الإيرانى والچانوجايد وحزب الله وأنصار الله وداعش وغيرها.

قوات الدعم السريع هي مليشيا شبه عسكرية مشكّلة ومكّونة من مليشيات “الچانجويد” القبلية ذات العلاقات الإخوانية، والتي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في دارفور.

وكانت تدار قوات الدعم السريع من خلال جهاز المخابرات والأمن الوطني وهذا الأخير يقبعُ تحت قيادة القوات المسلحة السودانية و تأتمرُ قوات الدعم السريع بأمرِ محمد حمدان دقلو المعروف أيضًا باسمِ حميدتي الذي برزَ كثيرا بعدَ سقوط نظام البشير ، رغم إنه من أوجده، وحوله من تاجر جمال لتاجر سلاح حتى صار قائدا لميلشيا الچانچويد، التى كانت تشبه المرتزقة.

وصارَ حميدتى في وقتٍ لاحقٍ نائب رئيس المجلس العسكري الذي يقود السودان في الفترة الانتقاليّة وبعدَ سقوط نظام البشير صارَ لقوات الدعم السريع صلاحيات أكبر، لكن بعد التوافقات السياسية الأخيرة، تم التوافق بين الجيش السودانى بقيادة عبد الفتاح البرهان والقوى المدنية على ضرورة دمج قوات الدعم السريع، في الجيش السوداني تحت إمرته، وبدأ فتيل الأزمة من هنا، لرفض حميدتى أن يكون تحت قيادة البرهان!

إنه بالفعل، صراع مسلح للوصول الى الحكم فى السودان بين طرفين مسلحين، أى حرب أهلية يتورط فيها طرف ثالث أيضا هم فلول البشير. الكيزان، ولا يهم أحد منهم الشعب السودانى الذي سيدفع الثمن للاسف ، وبالفعل سقط منه شهداء مدنيين قيل ان يكون قتلى عسكرية.

وعن محاولات توريط مصر في الأزمة، وإتهام البعض لها بالوقوف مع طرف ضد طرف، فبالفعل القوات المصرية المتواجدة بالسودان تتمركز فى قاعده مروي شمالي السودان، والقصة عبارة عن مئات العناصر والمقاتلات، وكانت تجرى تدريبات مشتركه دوريه مع الجيش السودانى.

وقد قامت قوات ميلشيات الدعم السريع بمهاجمه الجيش السودانى المتمركز فى ذات القاعده والقوات المصريه جميعها بخير، وسيتم عودتها لمصر قريبا، ووفق البيان الذى أصدره الدعم السريع فإن جميع العناصر المصرية فى امان ولا علاقة لهم بالخلاف الواقع مع الجيش السودانى كما اصدر المتحدث العسكرى المصرى بياناً للتاكيد على متابعة الموقف لتأمين القوه المصريه .

وفي خضم كل ذلك، فإن اعتذار محمد حمدان دقلو أو حميدتى قائد قوات الدعم السريع على المشاهد والفيديوهات المهينة، مرفوض، رغم تأكيده أن القوات المصرية في مكان آمن وتتلقى معاملة محترمة، معتذرا للقيادة السياسية والشعب المصري عما صُدر من بعض “الصغار” حسبما وصف.

وبالفعل أصيب القائد العسكرى أحمد عمر، في ظروف غامضة، وهو الذي كان مسؤولا عن واحد من الفيديوهات المهينة للجنود المصريين، فيما تتسارع خلال الساعات الأخيرة لاستعادة مصر قواتها، وتتزايد الاتصالات والاجتماعات بين الجامعة العربية والأمم المتحدة في محاولة للتهدئة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه!.

اقرأ أيضا للكاتب:

إسلام كمال يكتب: تصورى للرد على الواشنطن بوست واخواتها!

إسلام كمال يكتب: التحالف السري بين نتنياهو ونصر الله!

زر الذهاب إلى الأعلى