إسلام كمال يكتب: محاكمة التاريخ يامبارك !

تذكرت خلال هذه الساعات، آخر خطاب لمبارك في ذكرى عيد تحرير سيناء الذى تلته بحوالى ٩ اشهر فوضى يناير.
سيحكم التاريخ بما لك وعليك يا مبارك، كما قلت، فأنت كنت مصرا على إعادة كل شبر من أرض مصر مهما كانت الظروف، بالحرب والسلام والتحكيم الدولى.. وكان يهابك الإسرائيليين.

وأنت أيضا كنت للأسف المرشد الروحى للإخوان بسكوتك المخيف منهم، حتى لا تلقي مصير السادات، أو هكذا كان بهددك الخارج دائما.

وأنت من قدت مصر للضبابية في فترة حاكمة فعاونت أعداء الوطن في فوضاهم في يناير باستغلال آلام الناس، الذى بعضهم يترحم عليك الآن، وأنت من حافظت على سيادة مصر وأراضيها رغم كل التحديات الصعبة، وأنت أيضا من أبعدتنا عن عدة أعماق استراتيجية منها الإفريقي، لكن يشهد الحق إنه لم يتجرأ أحد ببناء السد الإثيوبي إلا مع فوضي يناير، وكأنه كله مخطط له.

ولا يمكن أن أنسى وانت تقف رأسا برأس لكل الرؤساء الأمريكان، حتى إنك إنصرفت من كلمة بوش لعدم تقديرك للكلمة، وأتصور أنه منذ وقتها كتبت نهايتك، وأنت نفسك كنت تعرف، لكن العجز عطلك عن الكثير أنت وفريقك.
ومع كل اختلافي مع ناصر والشاذلى، إلا إنك كما كنت تخفي اسمهما في زمنك، اسمك يخفي الآن في زمن آخر، وتدور الدوائر.

ولن أنسي إنك سمحت لى، وأنا أصغر صحفي أن أصورك بكاميرتى الديچيتال الخاصة بى عن قرب لامنى عليه الكثير ومنهم صفوت الشريف، رحمه الله، ولم تلومنى أنت، صور تصدرت الصفحة الأولى في جريدة روزاليوسف عدة مرات فور صدورها.

.. والحديث يطول، لكنى أقول ذلك بمناسبة تصدرك التريند أنت وإبنك الذي يسمونه شعبيا الآن “البرنس علاء”، كل التقدير لك كقائد عسكرى وكرئيس فترة غير قصيرة من سنوات حكمك، مع تحفظاتى التى ذكرتها وغيرها، وبالذات رعايتك غير المباشرة للإخوان، فثرواتهم الكبري كانت في عصرك، وتمدداتهم غير التقليدية استمرت في عهدك، ودفعنا نحن ولازلنا ندفع الثمن، وعندما كنا نتحدث في هذا السياق وخلافه، كنتم تقولوا إنكم مبالغون، وأحيانا إنها موائمات مضطرون لها.

وعندما طالبنا بحسم قضية الترشح من عدمه في بداية عام ٢٠١٠، كان يرد علينا بكلام غير مفهوم بالمرة، ضاعف الضبابية، ويعلم الله إننا حذرنا من ذلك على كل المستويات، بالذات بعد ظهور ملصقات السيد عمر سليمان رحمه الله، الذي لم يعرف حتى الآن من كان يريد تصفيته فور وقوع فوضي يناير.

لك الله يامصر

اقرأ أيضا للكاتب:

إسلام كمال يكتب: السودان..ما بين الحرب والفوضى

 

زر الذهاب إلى الأعلى