قصة صعود وسقوط أصغر مليارديرة عصامية فى العالم.. إليزابيث هولمز 

كتب: إسلام فليفل

اسمها اليزابيث هولمز، امرأة أمريكية نالت شهرة عالية فى أمريكا وخارجها حيث تم تصنيفها أصغر امرأة مليارديرة عصامية فى العالم، بل أشهر إمرأة تم محاكمتها بتهمة النصب والاحتيال على عشرات الشركات العالمية وكذلك مشاهير المستثمرين من رجال الأعمال والسياسة فى أمريكا .. فما هى تلك القصة والحكاية؟.
فى يوم ٣  فبراير من عام ١٩٨٤ ولدت إليزابيث  هولمز  فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، و تعد رائدة أعمال أمريكية، وبدأ نبوغها منذ الصغر.

فى سن التاسعة من عمرها، كتبت إليزابيث الصغيرة رسالة إلى والدها تعلن فيها أن ما تريده حقاً من الحياة هو أن تكتشف شيئا جديدا، لم تكن البشرية تعتقد أنه قابل للتحقيق.

وعندما صار عمرها ١٦عاما التحقت بجامعة ستانفورد، (كان ذلك فى عام  2002) لدراسة الهندسة الكيميائية، وتوصلت إلى فكرة عن لاصق يمكنه أن يكشف أى التهابات لدى من يضعه، وإطلاق المضادات الحيوية حسب الحاجة.

 

حلم المليار دولار الأولى

كانت تحلم أن تحقق رقم  مليار دولار فى عمر  ١٩ عاما، وسعت إلى ذلك وإستطاعت أن تكون هى المدير التنفيذى لشركة ثيرانوز،  شركة اختبارات دم أسستها عام ٢٠٠٣، وتلك الشركة هى التى أسستها، وكانت هى الأداة لتحقيق حلم المليار دولار الأول لها.

كانت الشركة بُنيت أساسا على براءة اختراعها لتشغيل ٣٠  معمل اختبارات للدماء المأخوذة من الإصبع، باستخدام علم الموائع الدقيقة أو تقنية مختبر على رقاقة طريقة أسرع وأرخص بكثير من المعامل التقليدية.

وبحلول عام ٢٠١٤ ، وفرت الشركة  ٢٠٠ اختبار، كان مرخص لها بالعمل فى كل الولايات الأمريكية، وكانت قيمتها تقرب من الـ ١٠ مليار دولار أمريكى.

دخلت شركة هولمز “ثيرانوز” شراكة مع سلسلة صيدليات وولجرين لبناء الألاف من مراكز الصحة بدأت فى كاليفورنيا وأريزونا لتوفر قائمة كاملة لإختبارات الدم مباشرة للمستهلكين بثمن يمثل ربع العشر للثمن الذى يقدمه المنافسون للشركة.

واعتبارا من عام  ٢٠١٤ استطاعت هولمز أن تحصل على براءة وامتلاك ١٨ اختراع أمريكي، و ٦٦ براءة اختراع أخرى خارج الولايات المتحدة، وصُنفت كمخترع مشارك فى أكثر من مئة براءة اختراع، وهى أيضا أصغر مليونيرة عصامية فى قوائم الفوربس ٢٠١٤  مع ثروة تقدر بعدة مليارات دولار أمريكى .

وبعد أشهر تركت هولمز الدراسة الجامعية وغادرت ستانفورد حين كانت فى الـ ١٩  من عمرها، وأطلقت شركتها “ثيرانوس”، لكن هذه المرة جاءت بفكرة ثورية على ما يبدو، لفحص الدم عن طريق وخز بسيط في الإصبع.

خدعت مشاهير السياسيين

افتتن بها الكثير من النافذين ورجال الأعمال، واستثمروا فى شركتها من دون الاطلاع على أية وثائق، ومنهم وزير الخزانة الأمريكى جورج شولتز، ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، وعائلة والتون التى تعتبر أغنى عائلة أمريكية، كانوا من بين مؤيديها وداعميها.

ماذا قال عنها هنرى كيسنجر؟.

ومن شاهير أمريكا الذين استثمروا فى شركتها وعملوا معها الدكتور هنرى كسنجر وزير الخارجية الأمريكى سابقًا، وعضو فى مجلس إدارة ثيرانوز، وصفها بأنها “رؤية تقنية ومدهشة، فى بعض الأحيان أثيرية وإرادة حديدية”، “هى تكرس حياتها للرعاية الصحية فى كل العالم”.

عميد طب هارفارد

قال عنها الدكتور جيفرى فلاير، العميد السابق لكلية الطب بجامعة هارفرد، الذى التقى بها في عام ٢٠١٥ :”كنت أعلم أنها جاءت بهذه الفكرة الرائعة، وأنها تمكنت من إقناع كل هؤلاء المستثمرين والعلماء”.
وقال” لقد كانت واثقة من نفسها، ولكن عندما سألتها أسئلة عدة حول التكنولوجيا التى تستخدمها، لم تبد أنها على دراية وفهم بها، بدا الأمر غريباً بعض الشىء، لكن لم يخطر فى ذهنى أنها عملية احتيال”.

إنتهى الأمر بالدكتور فلاير بدعوتها للانضمام إلى مجلس زملاء كلية الطب، الأمر الذي أبدى أسفه حياله، على الرغم من أنه عاد واستبعدها بعد الفضيحة، وخاصة بعد أن بدأ الوضع بالتدهور عام ٢٠١٥  عندما أثار البعض مخاوف بشأن” إيديسون”، جهاز الاختبار الرائد فى شركة هولمز.

الصحافة كشفت الحقيقة

وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال سلسلة من التحقيقات السلبية، تزعم أن النتائج التى صدرت عن شركة هولمز غير موثوقة، وأن الشركة كانت تستخدم فى معظم اختباراتها آلات متاحة تجاريا، صنعتها شركات أخرى.

تراكمت الدعاوى القضائية، وقطع الشركاء العلاقات مع شركة ثيرانوس التى أسستها هولمز، ومُنعت هولمز عام ٢٠١٦  من تشغيل خدمة فحص الدم لمدة عامين، وتم حل وفض الشركة فى عام ٢٠١٨.

فى مارس عام ٢٠١٨  تمكنت هولمز من التوصل لتسوية، بخصوص التهم المدنية المقدمة من قبل المنظمين الماليين، بأنها جمعت عن طريق الاحتيال ٧٠٠  مليون دولار من المستثمرين.

القبض على هولمز

ولكن بعد ثلاثة أشهر، قُبض عليها بتهم الاحتيال والتآمر، وأنها ضللت المرضى عن عمد بشأن الاختبارات، وبالغت إلى حد كبير في مستوى أداء الشركة لدى الداعمين لها، لكن أُفرج عن هولمز بعدها بكفالة، وفى عام  ٢٠١٩   تزوجت من ويليام بيلى إيفانز، وريث سلسلة فنادق إيفانز هوتيل غروب، ورزقا بطفل فى يوليو العام الماضى.

صدور الحكم بحبسها رغم اعتذارها

وقبل نهاية العام الماضى ٢٠٢٢  أصدرت المحكمة قرارا بحبس اليزابيث هولمز  ١١  سنة بتهة الاحتيال والنصب وهو ما تم اثباته من المحكمة، وفى كلمة اعتذار وجهتها اليزابيث أمام المحكمة أن اعتذارها واجب عليها فى تلك القضية، لكن  القاضى اصدر قرار الادانة والحبس احدى عشر عاما.

زر الذهاب إلى الأعلى