حزب ميلونى يستفز مشاعر مسلمي إيطاليا.. وجالية العالم العربي تتصدي
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
أقدمت الحكومة الإيطالية والتي تترأسسها اليمينية جورجيا ميلوني زعيمة حزب أخوة إيطاليا علي خطوة من شأنها إستفزاز مشاعر المسلمين في إيطاليا، حيث كلفت لجنة قامت بتشكيلها بحصر المراكز الثقافية الإسلامية في مختلف المدن الإيطالية والتي تعمل بترخيص كجمعيات ثقافية وفي الوقت نفسه تستثمرها كدور للعبادة، وكلفت اللجنة بإغلاق تلك الدور والتي غالبا ما تتخذ من أماكن غير مجهزة مقرا لنشاطها.
لن نسكت
وفي تصريحات خاصة لـ “موقع بيان” أكد البروفيسور فؤاد عودة رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا أن الجالية ستتبني تلك القضية ولن تتخلي عن التصدي لأي مساس بحرية العقيدة.
وأكد رئيس الجالية العربية أنه سوف يدرس الأمر مع المجلس الإداري، ورئيس لجنة الحوار و الاحترام المتبادل بين
الأديان التي تحمل اسم: (#مسحيونفيالمسجد) وفضيلة الإمام مصطفي صوفي (في مدينة جزينة) ورؤساء الجاليات العربية و المساجد و الجمعيات الاسلامية في إيطاليا لتوحيد الصوت العربي و الإسلامي.
ووواصل عودة أنه سوف تتم دراسة الموضوع ووضع تصور تفصيلي لمقترحات يتم تقديمها للحكومة، موضحا “كم قدمنا في السابق”.
القضية و أسبابها
علي الرغم من وصول تعداد الجالية المسلمة في إيطاليا إلي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة إلا أن إيطاليا حتي الآن لا تعترف بالعقيدة الإسلامية كعقيدة دينية رسمية علي الرغم من إعترافها بـ 13 معتقدا دينيا أخر .
وعلى الأساس السابق، لا يتم منح تراخيص لإنشاء دورا للعبادة لأبناء الجالية المسلمة، وعوضا عن ذلك يقوم أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا بالحصول علي تراخيص تحت مسمي جمعيات ثقافية ويضطرون للصلاة في أماكن غير مكشوفة كالجراجات أو المحلات التجارية المنخفضة عن الأرض وهو الأمر الذي تتذرع به الحكومات اليمينية دائما لمحاربة تلك الجمعيات.
ومنذ عدة سنوات أثيرت هذه القضية، من قبل حزب رابطة الشمال الذي يتزعمه اليميني المتطرف ماتيو سالفيني وتراجع الحزب أمام الانتقادات الواسعة التي واجهها وقتها من قبل الأحزاب اليسارية و الجالية المسلمة.
جدل واستنفار
وجاء قرار تشكيل اللجنة التى أمرت به حكومة ميلونى، ليفجر حالة شديدة من الجدل في الأوساط الدينية والسياسية في إيطاليا، ويخلق حالة إستنفار فى أبناء الجالية المسلمة هنا فى إيطاليا.
وجاءت أولي ردود الأفعال علي تشكيل تلك اللجنة، فى شكل تصريحات صدرت عن البروفيسور فؤاد عودة رئيس جالية العالم العربي، أدلى بها لصحيفة “لاروبوبليكا” أكبر الصحف الإيطالية والذي أصدر مكتبها الإعلامي بيانا على لسان رئيس الجالية جاء في مقدمته:
“رئيس جالية العالم العربي يتصدي للهجمة الشرسة من جانب حزب اليمين الحاكم على المراكز الإسلامية في إيطاليا كوماي؛ نداء الى جميع الجاليات، الجمعيات و المساجد العربية و الإسلامية للتعاون معا بوحدة لتقديم اقتراحات للحكومة الإيطالية”.
مسئولية
وواصل البيان: “إيمانًا من جالية العالم العربي في إيطاليا (كوماي) بمسؤوليتها تجاه أبناءها المقيمين في إيطاليا بمختلف معتقداتهم وتمسكها بمبدأ حرية التعبد والعقيدة وتأكيدًا علي مبدأ التعايش واحترام الآخر وهي الأسس التي تأسست عليها جالية العالم العربي في إيطاليا.
وبناءا عليه بادرت الجالية بالتصدي للهجمة الشرسة التي تقودها حكومة ميلوني وحزبها ضد دور العبادة الإسلامية في إيطاليا، وقيامها بتشكيل لجنة هدفها تصفية تلك الدور بحجة عدم حصولها على الترخيص اللازم من أجل الصلاة داخلها والتي تشكلت تحت مسمي جمعيات ثقافية”.
وجاء الرد القوى من رئيس الجالية البروفيسور فؤاد عودة، فى صورة البيان الذى نشرته صحيفة La Republica والذى أعرب فيه عن رفضه لتلك المحاولة وتلك التصرفات التي تستفز مشاعر أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا والتي يبلغ تعدادها أكثر من ثلاثة مليون نسمة.
تحذير ومطالبات
كما حذر رئيس الجالية في تصريحاته من عواقب المساس أو العبث بدور العبادة وطالب بدلا من التذرع بحجة عدم حصولها علي التراخيص بضرورة الإعتراف بها كأماكن للعبادة ومنحها السند القانوني اللازم .
كما طالب رئيس الجالية، الحكومة الإيطالية بضرورة فتح حوار مع المجتمع المسلم في إيطاليا وضرورة فتح المجال نحو الاعتراف بالعقيدة الإسلامية كعقيدة رسمية ضمن المعتقدات الدينية المعترف بها في إيطاليا و حل جميع الأمور التي تخص المسلمين؛ مثل: الختان ،ترخيص بناء المساجد في جميع المحافظات و المدن الإيطالية، منح شهادات معترف فيها لأئمة المساجد ، الغذاء في المدارس ، العمل في شهر رمضان، واعتبار الأعياد التي تخص المسلمين، أيام عطلة لهم على الأقل.
.. ومناشدة
كما ناشد عودة مسؤولي المساجد و المراكز الإسلامية في إيطاليا بضرورة التوحد والعمل معا بشكل جماعي ومنظم والإتفاق على شخصيات تتحدث بإسمهم وليس التحدث كلا بشكل منفرد .
فهل هتشهد إيطاليا صداما في الفترة القادمة بين الحكومة الحالية و أبناء الجالية المسلمة أم سترضخ الحكومة لأصوات المعارضة لقرارها.. هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة.