مواطنو قنا يحلمون بوصول قطار التأمين الصحي الشامل.. “علشان يرحمنا من البهدلة”

شهادات من رحله العذاب لعيادات التأمين الصحي بقنا.. مسؤول بالتأمين الصحى: لا أحد يستطيع محاسبة الطبيب في حالة عدم حضوره

كتب: محمود محمد

أصبح لجؤ المواطن القنائى إلى التأمين الصحي، لطلب الخدمة، أشبه برحلة عذاب ومعاناة، حيث تبدأ هذه الرحلة – بالنسبة للمواطن – غالبا، من الساعة السابعة صباحا،و فى هذا الوقت المبكر يجب على طالب خدمة، الوقوف على باب التأمين الصحي بقنا حتى يأخذ دوره قبل الزحام، ويتسنى له العرض على الطبيب، أو صرف الدواء، أو الحصول على خدمة أخرى.

المعاناة

وقد تطول معاناة الانتظار لساعات وتنتهي آخر النهار بعبارة باتت مكررة وكريهة م موظفى التأمين: “معلش يا جماعة الدكتور مش جاي.. النهاردة اعتذر… تعالوا بكرة أو الأسبوع الجاي في نفس الميعاد أحنا أسفين”.

طالع المزيد:

الانتظار أصبح سمة غالبة ومسيطرة دوما، فالموظفين مشغولين بالأوراق، والطوابير.
والمرضى وفيهم أصحاب أمراض مزمنة لرجال، ونساء ممن قضوا عمرهم في خدمه الحكومة، وأحيلوا على المعاش، لا أحد يعطيهم إجابات محددة على استفساراتهم، والمريض لا يعرف لمن يتوجه بالسؤال، إلا أن يرشده نظير له بالوقوف في طابور لتسجيل بطاقته الصحية، وعندما يأتى عليه الدور يقوم بدفع مبلغ جنيه مقابل طابع يتم وضعه داخل البطاقة، وبعدها يدخل فى دوامة البحث عن مكان العيادة التخصصية التى ينشدها لتوقيع الكشف الطبي عليه، وعندما يصل إليه سوف يجد آخرون كثر قد سبقوه فينضم إليهم فى انتظار الطبيب الممارس، ويجلس مع باقي الجالسين في انتظار الفرج.

حالات

في البدايه قال (على م. م) بالمعاش إنه بعد خدمة ٤٠ عاما في العمل بالقطاع الحكومي يقوم بصرف المعاش على الأدوية ولا يتبقى منه سوي القليل، ويأتي إلى “التأمين” لصرف العلاج الذي لا يستطيع شراؤه من الصيدليات الخاصة والعلاج يشمل أدوية الضغط والسكر، إلا أن طول الانتظار ونقص الأدوية وعدم حضور الطبيب جعله يفكر في عدم الحضور مرة أخرى للتأمين الصحى.

سهير محمود (٤٥ عاما) موظفة، قالت لـ “بيان” إنها أتت لعيادة التأمين الصحي لصرف العلاج الشهري من أدوية المخ والأعصاب، والعرض على الطبيب الاستشاري، وأضافت “لكنه لم يحضر هذا الأسبوع، وبعد أن حجزت رقم للكشف على الموقع الخاص بالتأمين الصحى، مش عارفه الحجز كده اتلغي ولا أيه؟!”.
وأضافت: “سوف أعود الاسبوع القادم”.

أما عم منصور محمد (٦٣ عاما) فقال: “الحضور هنا بجد رحلة عذاب” وتساءل: “متي يدخل التأمين الصحي الشامل علشان يرحمنا من البهدلة”.
عم منصور أكد فى شكواه أن العيادات الخارجية الخاصة أرحم، وأضاف مستدركا: “لكن من يقدر على دفع ٢٠٠ جنيه للكشف ؟!”
عم منصور كان قد أتي لتركيب سماعات للأذن لانه يعاني من ضعف السمع، ولكنه اكتشف أن عليه الذهاب لمستشفى الجامعة لعمل مقاس سمع، والرجوع مره أخرى للتأمين الصحى مره أخرى.

مسئول يرد

ومن جانبه صرّح مسؤول بالتأمين الصحى رفض ذكر اسمه أن نظام التأمين يختلف عن نظام المستشفيات بالنسبة للأطباء، حيث أن الطبيب يعمل هنا بنظام التعاقد بمعنى أنه لا أحد يجبره على الحضور بصفة مستمرة، وهذا النظام لايلزم الطبيب بالحضور بانتظام أو في مواعيد رسمية ولا يجازي على عدم الحضور.
وأضافالمسؤول، أن الطبيب يستطيع في أي وقت أن يعتذر عن الحضور، ولا يتم احتساب هذا اليوم من حسابه حيث يتم محاسبته بعدد من تم توقيع الكشف الطبي عليهم.

نصيحة

ونصح المصدر بتغيير هذا النظام بالتعيين، وتكليف الأطباء لسد العجز، وهذا بجانب أن العيادات تستقبل الآلاف يوميا من مختلف أرجاء المحافظة وهذا يمثل ضغطا كبيرا علي العيادات، بسبب نقص الأطباء.
وأضاف المسئول عن شكوى البعض من نقص الأدوية قائلا: “بالنسبة لنقص الأدوية فهذا يرجع إلى الشركات المتعاقدة مع التأمين الصحي وهي المسؤولة عن توريد الأدوية وفي حالة وصول الأدوية يتم الصرف للمرضى بانتظام”.

وجدير بالذكر أن لجنة الصحة بمجلس النواب، وافقت منتصف شهر مايو الماضى، على زيادة الإعتماد المالي الخاص بمديرية الصحة بقنا بمقدار 15 مليون جنيه.، وهذه الزيادة التي تقررت بالموازنة المالية سوف تساهم في مواجهة الصرف على الأنشطة والخدمات الطبية المختلفة المقدمة من خلال قطاع الصحة التابع للمديرية خلال العام المالي الجديد، حسب تصريحات صحفية للدكتور راجي تاوضروس صالح وكيل وزارة الصحة بقنا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى