رفعت رشاد يكتب: قوة إسماعيل ياسين
كانت ثورة 23 يوليو تسعى بكل قواها لإعادة تشكيل المجتمع فى كل المجالات واهتمت اهتماماً كبيراً بالسينما التى كانت دورها تنتشر فى كل مكان بالمدن مستقطبة جماهير كبيرة تعشق الفن السابع.
كان يصعب أن تجد فيلماً دون مشاركة إسماعيل ياسين الذى صنع شخصية خاصة به لا يمل منها الجمهور حتى لو تشابهت أدوارها.
كانت قضية التجنيد تشغل بال قادة الثورة، فالتجنيد كان قبل يوليو غير إجبارى ومن لا يرغب فى أداء الخدمة العسكرية يسدد مبلغاً من المال فيتم إعفاؤه.
قررت الثورة شحذ همم المجتمع واعتبار التجنيد خدمة إجبارية يؤديها الشاب، فقد كانت الثورة تطبق أحد أهم مبادئها التى قامت من أجلها وهو إقامة جيش قوى.
اللافت هو اختيار إسماعيل ياسين لدعم توجه الدولة وقتها فى سعيها لترغيب الشباب فى أداء الخدمة العسكرية التى كانت فى ذلك الوقت غير محببة ويؤديها أبناء الفقراء، بينما يسدد الأغنياء البدل المالى ويعفون من أداء واجب وطنى يفخر به كل شاب.
كانت التفرقة فى أداء الخدمة العسكرية تعمق التفرقة فى مختلف جوانب الحياة داخل المجتمع.
بدأت سلسلة من الأفلام بطلها إسماعيل ياسين الذى أدى شخصية الشاب الذى يتم تجنيده فى كل أفرع الجيش، فهو إسماعيل ياسين فى الجيش وإسماعيل ياسين فى الطيران وإسماعيل ياسين فى الأسطول وإسماعيل ياسين فى البوليس وإسماعيل ياسين بوليس حربى وإسماعيل ياسين بوليس سرى.
كان حدثاً لافتاً فى السينما العربية فى مصر أن تنتج الأفلام بعناوين هى اسم ممثل أو نجم.
صنعت الأفلام بإتقان وصيغت بالطريقة الكوميدية على نهج إسماعيل ياسين فأحب الناس مشاهدتها والتفاعل معها، وضمت شخصيات محبوبة لدى الجمهور، فأحياناً رياض القصبجى، المعروف بالشاويش عطية، وكان اجتماعه مع إسماعيل ياسين فى أى فيلم يزيد من إقبال الجمهور، كما كان فريد شوقى ومحمود المليجى وثالثهما توفيق الدقن.
ضمت أفلام إسماعيل ياسين عبدالمنعم إبراهيم، الكوميدى سريع الطلقات، وممثلين آخرين لهم معجبوهم مثل أحمد رمزى الذى كان محبوب الشباب. وبالفعل أتت أفلام إسماعيل ياسين أثرها وحققت الثورة أهدافها من تلك الأفلام.
كان إدراك قادة يوليو أهمية وتأثير السينما مقدراً، فالعالم يستغل السينما فى تحقيق أهداف سياسية.
كان السوفيت سباقين من خلال المخرج العبقرى أيزنشتاين فى هذا الأمر فأخرج فى البدايات فيلم «المدرعة بوتمكين»، التى شهدت ثورة على متنها بسبب الظلم والتفرقة بين طاقمها القيادى وصغار البحارة.
أما السينما الأمريكية فهى العنصر الأكثر تأثيراً فى نقل الثقافة الأمريكية ونمط الحياة الأمريكى إلى العالم.
وقد حدد جوزيف س – ناى، صاحب مصطلح «القوة الناعمة»، الثقافة الأمريكية كعامل أول فى تأثير أمريكا على العالم، ومن أهم عناصر الثقافة الأمريكية السينما التى كانت تجوب العالم فى دور العرض وحالياً تنتقل عبر المنصات.
نادراً ما يوجد إنسان فى العالم لا يعشق السينما، ذلك العالم الخيالى الذى يزيد من متعتنا بالحياة.