الهند فى صراع الاستقطاب بين الغرب والشرق.. دور اللوبى الصهيونى

تقرير يكتبه: عاطف عبد الغنى

تأتى زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، تحت مسمى “زيارة دولة”، وهو ما يعكس، احتفاءا، وتكريما أميركيا رسميا كبيرا، بالضيف الهندى، حيث لم يقم بهذا النوع من الزيارة منذ وصول بايدن للحكم إلا رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، والرئيس الفرنسى ماكرون.

وزيادة فى الاحتفاء يتحدث مودي إلى البرلمان الأمريكى “الكونجرس” في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ.

وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن، قد أقام بالأمس عشاء عائلي خاص بالبيت الأبيض، لرئيس الوزراء الهندي، عشية بدء زيارته للولايات المتحدة، تناولا فيه الرئيس الأمريكى، وضيفه أطعمتهما المفضلة إضافة للمثلجات، حسب بيان للبيت الأبيض.

يأتى هذا التقارب المريكى الهندى، والذى بدأ تدريجيا خلال السنوات التسع الماضية، فى أعقاب فترة زمنية سادها الجفاء الدبلوماسى، وشبه قطيعة مع الأدارة الأمريكية فى عهد الرئيس الأسبق، جورج بوش الأبن، مع رئيس وزراء الهند الحالى، حتى أنه في 18 مارس مارس 2005، رفضت الخارجية الأميركية منح مودي -رئيس وزراء ولاية غوجارات الهندية آنذاك – تأشيرة دبلوماسية لزيارة الولايات المتحدة.

واليوم يبرر عدد من المعلقين، هذه السياسات الودية للغاية من إدارة بايدن تجاه مودي بموقفهما المشترك مما يرونه من تهديدات صينية كبيرة لمصالحهما حول العالم، وينظر بايدن إلى الهند باعتبارها شريكا إقليميا مهما- لمعالجة هذه المخاوف بطريقة ما خلال زيارة مودي.

ومنذ وصول للحكم قبل عامين، ونصف العام، بدأ بايدن، تبني خطوات تهدف لتطويق الصين عسكريا في إطارها الإقليمي، عن طريق بناء شبكة تحالفات عسكرية متعددة ومتداخلة.

وقاد بايدن تحالفا رباعيا مع اليابان والهند وأستراليا لكبح طموحات الصين التوسعية في منطقة المحيطين الهادي والهندي.

وفى اتجاه أخر، يرى محللون أن زيارة  الضيف الهندى ستكون أيضا اختبارا لإدارة الرئيس بايدن التي جعلت من نفسها “حامية الديمقراطية” ضد امتداد نفوذ النظم التسلطية حول العالم، بينما تغض الطرف على ما يبدو عن انتهاكات نيودلهي المزعومة لحقوق الإنسان.

بعيدا عن المشهد الأمريكى، وصولا إلى منطقة الشرق الأوسط ، ومع تطوير إسرائيل لعلاقاتها مع الهند، على مدار السنوات العديدة الماضية – دون النظر لسيايات واشنطن – لمد جسور لها فى الشرق لتطويق التهديد الإسلامى المتمثل فى باكستان، التى تملك سلاحا نوويا، فمن المرجح أن تكون اللوبيات اليهودية المؤثرة على صناعة السياسة الخارجية الأمريكية، وراء الدفع بالإدارة الأمريكية لاحتواء الهند، ومد أواصر العلاقات على أساس خلق مصالح مشتركة تضمن ولاء الهند للمعسكر الغربى، وإسرائيل، على حساب دعمها التاريخى للقضية الفلسطينية، وخصما من العلاقات الهندية التى كانت تربطها بالدول العربية، وخاصة مصر أواصر صداقة كبيرة، وتاريخ مشترك فى مكافحة الاستعمار، يمتد عمقه لحقبة تكوين كتلة “عدم الانحياز” والصداقة التى ربطت بين الرئيس المصرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والزعيم الهندى جواهر لال نهرو، ومن بعده رئيسة الوزراء الأسطورة أنديرا غاندى.

زر الذهاب إلى الأعلى