رفعت رشاد يكتب: مصر والهند

بيان

لاشك هى زيارة مهمة تلك التى يقوم بها رئيس وزراء الهند لمصر، وهذا المقال للكاتب الكبير رفعت رشاد، يلقى الضوء على أهمية هذه الزيارة للحاضر والمستقبل، وللبلدين مصر والهند .. المقال منشور فى صحيفة “الوطن” وهذا نصه:

يزور مصر ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند، ويلتقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى. زيارة «مودى» لمصر الأولى منذ توليه السلطة فى عام 2014. يحظى «مودى» بشعبية كبيرة فى بلاده، حيث فاز حزبه بالأغلبية البرلمانية لدورتين وهى ظاهرة لم تتكرر منذ ما يقرب من أربعين عاماً.

زيارة «مودى» لمصر تعد امتداداً للعلاقات الوثيقة بين دولتين من رموز حركة عدم الانحياز التى قادتها مصر والهند ويوغوسلافيا فى فترة الخمسينات من القرن الماضى.

كانت العلاقات بين الزعيمين جمال عبدالناصر ونهرو متينة، حققت من خلالها الدولتان تعاوناً موسعاً وقوياً فى مختلف المجالات.

تعاونت مصر والهند فى مجالات التسليح والسيارات والتجارة المتبادلة. والآن تواصل الدولتان تعاونهما فى ظل ظروف دولية وإقليمية تتطلب دعم وتقوية هذا التعاون.

كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد زار الهند عدة مرات، آخرها عندما دُعى لاحتفال الهند بيوم الجمهورية، وهو اليوم الوطنى الذى أعلنت فيه الهند العمل بدستورها الجديد الذى صدر عام 1950 وذلك بعد استقلالها عن بريطانيا، وكان ذلك فى يناير الماضى 2023، كانت الزيارة مؤشراً على حرص الهند على تأكيد مدى قوة علاقاتها مع مصر ومدى ترحيبها برئيسها.

وتأتى زيارة رئيس الوزراء الهندى بعد زيارة للولايات المتحدة الأمريكية تؤكد استقلالية القرار الهندى الذى يعبر عن رغبة الهند فى شغل مكانها ومكانتها اللائقة بها فى المجتمع الدولى وبين الأمم القائدة.

وفى إطار سياسات الهند وتوجهاتها كان الحرص على زيارة مصر ذات التأثير الإقليمى المهم وكذلك حرصاً من الهند على تفعيل الشراكة الاستراتيجية المتفق عليها من قبل مع مصر والتى وسعت مجالات التعاون بين البلدين.

اتفقت الدولتان على تقوية التعاون فى المجال السياسى والأمنى والاقتصادى والتعاون العلمى والأكاديمى والاتصالات والنشاط الثقافى. كما تم الاتفاق على دعوة مجتمع الأعمال الهندى لاستكشاف فرص الاستثمار فى مصر المتاحة فى مختلف القطاعات والمناطق.

والعمل على الوصول بحجم التجارة المتبادلة إلى 12 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة، مع العلم أن الهند هى شريك فى المرتبة الثالثة مع مصر فى حجم التجارة المتبادلة.

كما ستتم دراسة تخصيص مساحة من الأراضى بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس للصناعات والاستثمارات الهندية، والاستفادة من التجربة الهندية فى مكافحة الفقر باستخدام التكنولوجيا وتعميق التعاون فى مجال الزراعة والخدمات المرتبطة بها لتحقيق الأمن الغذائى.

ستشهد زيارة رئيس وزراء الهند مباحثات بشأن تعزيز التعاون فى مجال الصناعات الدفاعية والاستفادة من خبرات الهند فى مجال صناعات الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية. ويضم الوفد المرافق لـ«مودى» شخصيات مهمة فى الحكومة الهندية تشكل وفداً رفيع المستوى.

يعيش فى مصر عدد كبير من الهنود يشكلون جالية مؤثرة سيلتقى معها رئيس الوزراء «مودى»، كما يوجد فى مصر ما يزيد على خمسين شركة هندية تعمل فى مختلف المجالات.

وقد أطلق «مودى» تصريحات حماسية قبل مجيئه تعبر عن حرصه على دعم علاقات بلاده مع مصر، كما سيؤكد حرص بلاده على دعوة مصر لتكون ضيف الشرف فى قمة العشرين التى ترأسها الهند هذا العام.

اقرأ أيضا للكاتب:

رفعت رشاد يكتب: الثقافة مرة أخرى

رفعت رشاد يكتب: أرملة البحر المتوسط

زر الذهاب إلى الأعلى