شريف عبد القادر يكتب: ادفع 20 جنيه وحج بها.. مقترح للأزهر

بيان

أحد أيام أوائل سبعينيات القرن الماضى، كنت فى شقة زميل لى بالدراسة، واسمه محمد أمام وكانت والدته تجلس معنا، عائدة قبل أيام من رحلة الحج، وتجتر ذكريات سابقة عن الرحلة التعبدية وذكرت أن المطوفين السعوديين كانوا يأتون لمصر ويعرضون مميزات خدماتهم فى الحج للفوز بعدد ممن ينتون الحج.

فى هذا الوقت كان المصريون الأغلبية العظمى ممن يؤدون الحج والعمرة. ومع مرور السنين وعقب انتهاء فترة تجنيدى التحقت بالعمل فى شركة سياحة عريقة بقسم السياحة الدينية، وكانت نسبة  راغبى العمرة والحج وخاصة أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات كبيرة جداً ، وأيضا كانت الأسعار   معقولة.

فى هذا الوقت أيضا كان متاحا مايعرف بتأشيرة وتذكرة حيث كان بعض المعتمرين، والحجاج المصريين يفضلون السفر والإقامة والانتقالات هناك بمعرفتهم، وبعضهم لهم أقارب يعملون هناك ويستضيفونهم.

ومع مرور السنين أصبحت رحلات العمرة والحج شاملة الإقامة، وتم إلغاء التأشيرة والتذكرة وأن كان المصريون يحرصون على أداء العمرة والحج ومنهم من يحرص على توفير المال سنوياً بقصد أداء الحج أو العمرة ويعدون من أكثر الجاليات (عدداً)، ولا يهابون السفر لأداء العمرة أو الحج عندما تحدث نزاعات عسكرية أو أزمات سياسية مثل فترة حرب العراق وإيران وغزو العراق للكويت ثم تحرير الكويت وغزو العراق ففى تلك الفترات دول كثيرة امتنع رعاياها عن السفر لأداء العمرة أو الحج .

ومؤخراً أصبحت قيمة رحلات العمرة والحج مرتفعة جداً وفوق طاقة من كان بإمكانهم أداءها، ونسبة كبيرة من المصريين فقدوا الأمل فى أداء الفرض أو النافلة.

ولذلك أقترح فكرة تسهم فى إمكانية أداء “فاقدو الأمل” على وجه الخصوص للحج، بأن يخصص حساب بنكى يتبع فضيلة شيخ الأزهر الشريف ويضع كل من يتمنى الحج عشرون جنيها بهذا الحساب .

ولو افترضنا مشاركة مليون مواطن ستكون الحصيلة كافية لإعانة كثيرين على أداء الفريضة، على أن يتم إجراء قرعة علنية لاختيار عدداً من المشاركين فى الحساب البنكى.

ويشرف على الحساب البنكى والإنفاق فضيلة شيخ الأزهر الشريف بصفته، وبإشراف، ومرافقة من مندوب أزهرى، على أن يشمل الإنفاق على من فازوا فى القرعة ، والإنفاق يكون فى كل الوجوه، بما فى ذلك إطعام الحاج فترة أداء الحج .

وعلى من يتم اختيارهم بالقرعة وأدوا الحج ، يستمرون فى دفع العشرون جنيها كل عام طوال حياتهم دون مشاركة فى القرعة، حتى يتثنى لغيرهم الاستفادة.

وبالطبع التأشيرات الخاصة بهذا المقترح تخصص من المملكة السعودية لهذا الغرض ولا تؤثر على عدد تأشيرات الداخلية والتضامن والسياحة.

ما رأى الأزهر الشريف؟!

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى