تحليل | خاص: عدوان إسرائيلي يستهدف محيط دمشق.. في أي سياق يمكن وضعه؟

 

 

 

من سوريا: أشرف التهامي

يخوض الكيان الإسرائيلي “معركة بين الحروب”، أطلقها منذ عام ٢٠١١ عبر دعم مجموعات مسلحة استهدفت قواعد الدفاع الجوي السوري، خصوصا جنوب البلاد، قبل أن يبدأ أولى غاراته في يناير عام ٢٠١٣، عندما نفذ عدوانا جويا في جمرايا بريف دمشق، زعم معلقون إسرائيليون، يومها، بأنه هدف إلى منع نقل سلاح “كاسر للتوازن” إلى المقاومة في لبنان.

تصعيد

لاحقا، صعد الإسرائيليون من أهداف الحملة، وبعد فرص قواعد اشتباك تميل لمصلحتهم بشكل كبير، بدأوا الحديث عن استهداف “تموضع” إيراني، كما عملوا في ذات الوقت على تحقيق هدف إقامة منطقة “حزام أمني” مشابهة للوضع الذي كان قائما في جنوب لبنان قبل تحريره عام ٢٠٠٠، وفشل في تحقيق هذه النقطة بعد تحرير الجيس وحلفائه جنوب البلاد عام ٢٠١٨ ووصولهم إلى آخر نقطة عند منطقة ما يعرف ب “فض الاشتباك” الفاصلة بين الجولان المحتل والاراضي السورية المحررة عام ١٩٧٣.

سلاح كاسر للتوازن

وفيما يتعلق بما يسميه “منع وصول سلاح كاسر للتوازن إلى لبنان، فقد فشل في هذه النقطة، وهو ما يعترف به قادته، وما يُستنتج من خلال التوصيات لمجلس الأمن القومي، وكذلك ما تعلنه المقاومة وما أظهرته من قدرات في لبنان.
أما مسألة ما يسميه الاسرائيليون “التموضع الإيراني”، فهي نقطة ليست واضحة خصوصا أن ما يظهره الاسرائيليون يصور بأنهم يتعاملون مع جيش إيراني يتموضع في سوريا، وفي الواقع يتموضع هناك مستشارون، لا قواعد عسكرية لهم.
يبقى مسألة، وهي من ضمن إهدافه، تتعلق بالقدرات التسليحية الاستراتيجية للجيش السوري، سواء ما يتعلق بالصواريخ الدقيقة، أو أنظمة الرادار والدفاعت الجوية، وكذلك مواقع مفترضة للتصنيع العسكري على امتداد الساحة السورية.

يعمد العدو منذ شهر مارس – آذار من عام ٢٠٢٢، إلى تكثيف ضرباته ، خصوصا بعد فشله عبر ضغوطات مارستها دولة عربية على دمشق في محاولة لثني الأخيرة على تخفيف علاقاتها الأمنية والعسكرية مع طهران، لكنها باءت بالفشل.
وطول العام ونيف الماضيين، يصب العدو جهدا لاستهداف تموضعات الرادات العسكرية السورية، وما يفترضه من مواقع مستحدثة، أو أخرى تم ترمميها، والهدف منع سوريا من استعادة كامل قدراتها السابقة. في هذه المسألة، من المبكر جدا الحديث عن منجز إسرائيلي، خصوصا أن دمشق تناور في هذه المسألة، وتواصل العمل على إعادة ترميم قدرات جيشها وهي لم تتوقف عن ذلك يوما رغم الضربات.

الغارة الأخيرة

ما حصل في الغارة الأخيرة التي استهدفت نقاطا في قدسيا بريف دمشق الجنوبي الغربي يمكن وضعه في ذات الإطار أعلاه، أي استهداف مقدرات عسكرية سورية، ومواصلة عمل العدو على التأثير على الجيش السوري وتموضعه، وما يراه الاسرائيليون أنه يتعلق بالتحضير لحرب شاملة قد تقع في المنطقة في أي وقت.

طالع المزيد:

الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوم على الأراضي السورية

زر الذهاب إلى الأعلى