ملفات اللاجئين والمياه ودعم “بعض” دول الجوار للإرهاب.. هموم مشتركة بين دمشق وبغداد (تقرير)

 

 

 

من سوريا: أشرف التهامي

دمشق وبغداد، تجمعهما وشائج عديدة، أولها العروبة، والأخوة، والجوار، ومن ضمنها الهموم المشتركة، من مكافحة الاستعمار والإرهاب، والتطرف، إلى العمل الدؤوب لاستعادة كامل سيادة ومقدرات الدولة الوطنية.

قبل ساعات التقى الرئيس بشار الأسد ، رئيس الجمهورية السورية، شقيقه، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في زيارة رسمية، تتضمن مباحثات مع الرئيس الأسد حول عدة ملفات..

وعلى هامش اللقاء ، هاجم رئيس الدولة السورية، ما وصفهم بـ “بعض” دول الجوار من خلال ملفى المياه، ودعمها لفصائل المعارضة.

وقال الأسد في مؤتمر صحفي عقده مع السوداني اليوم، عقب جلسة مباحثات: “إن زيارة الأخير مهمة في سياق مكافحة الإرهاب الذي لا يموت بسبب إمداد بعض الدول”.

وتحدث الرئيس السورى عن ملفي المخدرات والمياه بين العراق وسوريا، وأرسل تحيات إلى “الحشد الشعبي” العراقي.
كما اعتبر الرئيس الأسد أن كلًا من سوريا والعراق لم يسمحا على مدى عقود بانطلاق علاقتهما كما يجب، في إشارة إلى العلاقات المتوترة بينهما إبان حكم الراحلين حافظ الأسد وصدام حسين.

الهجوم على “بعض” دول الجوار

الأسد الذي لم يستقبل أسئلة من الوفدين الإعلاميين، السوري والعراقي، اللذان تواجدا في القاعة، إلى جانب الوفود الرسمية، هاجم تركيا دون ذكرها بالاسم، بقوله إن “بعض دول الجوار دعمت الإرهاب لأسباب توسعية أو عقائدية متخلفة”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها الرئيس الأسد في لقاءاته إلى تركيا ودورها، وتشابهت مع ما ذكره في كلمته في اجتماع القمة العربية في جدة، أيار – مايو – الماضي.
وقال الرئيس الأسد حينها خلال الحديث عن مشكلات المنطقة، إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لافتًا إلى جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين، و”خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”.

وتسرق تركيا حصة سوريا والعراق من مياه نهر الفرات، وهو ما سيؤدي إلى جوع وعطش ووضع كارثي للمحاصيل وتفشي الأوبئة، فيما اعتبر السوداني أن شح المياه وجفاف الأنهار وتأثير هذا الأمر على المناخ والبيئة، يعد من أبرز التحديات، مشددًا على الحديث مع تركيا لضمان حصص سوريا والعراق.

تحيات إلى الحشد الشعبي

الرئيس الأسد وجه خلال حديثه في المؤتمر، التحية للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، واعتبر أنهما قدما التضحيات في “مواجهة الإرهاب” بالتعاون مع القوات السورية والقوات الرديفة في سوريا.
وترتبط قوات الحشد الشعبي بشكل مباشر بإيران، وله صلات واسعة وتجركات كبيرة داخل سوريا.
وسبق أن كرّم الأسد عبر وزير الإدارة المحلية، حسين مخلوف، رئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي، “لدوره الكبير بدعم الشعب السوري في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلاد”، وذلك في شباط – فبراير- الماضي.
وتضم “هيئة الحشد الشعبي” عدة فصائل مدعومة من إيران، وخاضت عدة معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابي في العراق.

ملفا المخدرات واللاجئين

وفي حين تحدث الرئيس الأسد حول ملف المخدرات ، التي اعتبر أنها لا تختلف عن الإرهاب، أشار السوداني إلى أن سوريا والعراق يحتاجان لمزيد من التنسيق الأمني وخصوصًا في المناطق الحدودية.
وقال السوداني إنه يؤيد الرئيس الأسد فيما تشكله المخدرات من تحديات، مفصلًا المباحثات في هذا الصدد.
ووفق السوداني تم الاتفاق على “آليات للتنسيق والتعقب والمتابعة” باعتبارها الأسلوب الأمثل لمكافحة المخدرات.
ويتهم المغرضون و أصحاب الاجندات الخارجية الدولة السورية بتصنيع وتهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن ودول الخليج و هذا عار عن الصحة.

طالع المزيد:

وفي 27 من حزيران – يونيه – الماضي، كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن صلات مباشرة بين تجارة “الكبتاجون” وضابط رفيع في قوات الفرقة الرابعة التابعة لجيش الدولة السورية في إطار الحملة الدعائية المغرضة ضد الدولة السورية.
ولم يشر الرئيس الأسد إلى نقاشه مع السوداني حول ملف اللاجئين السوريين في العراق وعودتهم، إلا أن السوداني تحدث عن الأمر، وقال إنه من المهم “العمل بشكل مشترك لمعالجة مشكلة اللاجئين وضمان العودة الآمنة والكريمة حال استتبات الأوضاع في مناطقهم”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في العراق، 263 ألفًا و941 شخصًا، وفق أرقام الأمم المتحدة.

وكشف السوداني أن زيارة المقداد في حزيران – يونيه -الماضي تناولت استعادة العراق لمواطنيه من مخيم “الهول”.

وقال إن بغداد التزمت من جانبها باستعادة مواطنيها وفق الآلية المتفق عليها، دون ذكر أعداد من استعادتهم أو الآلية المتبعة.

وفي حزيران – يونيه الماضي قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إن الحكومة العراقية استعادت ألف و393 عائلة، بواقع خمسة آلاف و569 شخصًا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع).

كما تحدث السوداني عن أهمية ضمان وصول المساعدات لجميع فئات الشعب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى