شريف عبد القادر يكتب: نواب برلمان على الفرازة
بيان
بمناسبة الحوار الوطنى الحالى نتمنى فى انتخابات البرلمان والشيوخ القادمة، أن تكون بالنظام الفردى فقط وأن يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل جامعى وأدى الخدمة العسكرية بالنسبة للذكور وأن تكون اقامتة بالدائرة المترشح فيها ، مضت عليها عشر سنوات، وأن يتم – أيضا – التأكد من ذلك من خلال مصلحة الأحوال المدنية.
أتمنى أيضا أن تنحصر الدعاية فى مكان معين بكل دائرة لكل المترشحين وتخصص مساحة موحدة لكل مترشح يضع بها صورتة ونبذة عن مؤهلاتة وخبرتة العملية وتحديد أوقات معينة لكل مرشح إذا أراد التحدث للمواطنين وعقاب من يحاول إثارة المشاكل لإفساد حديث المترشح .
وفى حالة لجوء المترشح لمنشورات فلابد أن يوضح بها مؤهلاتة وخبرتة العملية وبرنامجة الانتخابى وانتماءه الحزبى .
وأن تكون رسوم التقدم للترشح فى متناول البسطاء الذى تنطبق عليهم الشروط.
وقبل الموافقة على الترشح أن يخضع المتقدمين للإجراءات المتبعة مع المتقدمين للكليات العسكرية والشرطة والالتحاق بالنيابة لأنه ليس من المنطقى أن يكون مترشح لها قريب درجة أولى أو ثانية مسجل مخدرات أو بلطجة إلخ.
كما نتمنى إلغاء الحصانة لأن بعضهم يخوضون الانتخابات من أجلها لاستغلالها استغلال سىء.
إن إتاحة الفرصة للمواطنين عموماً بالترشح للانتخابات دون الاحتياج لأموال طائلة سيصب فى صالح الشعب لأن المترشح الفائز لن يهتم بجمع ما هو أكثر من الأموال التى انفقها وسيهتم بتشريع قوانين تفيد المجتمع.
إن ما يحدث منذ عقود فى الانتخابات لا يلقى استحسان من أغلب المواطنين ولذلك كان أغلبهم لا يهتم باستخراج بطاقة الانتخابات خلال الفترة المسموح بها كل عام وكنت أنا واحد من هؤلاء.
حيث كنا نشاهد أكاذيب فى اللافتات وتشوية الجدران بالملصقات وهتيفة مستأجرين وبلطجية مأجورين لقطع وتشوية ملصقات بعض المترشحين وسماسرة جلب ناخبين مقابل مبلغ لكل ناخب ويرتفع المبلغ قبل إغلاق لجنة الانتخاب بساعة واحدة.
ونجد من لدية القدرة المالية على إنفاق ملايين الجنيهات وهذا لا ينفق من أجل مصلحة الوطن أو أهل دائرته ولكن من أجل استعادة أضعاف ما انفقة.
ومترشح أخر تجد من ينفق علية سرا وعندما يفوز تجد من أنفق عليه يسخره لتحقيق مكاسب من خلاله .
وطبعاً لا ننسى تاجر المخدرات المدعو عزت حنفى ببلدة النجيلة بالصعيد حيث كان ينفق على مترشح بمجلس الشعب وعندما فاز بالعضوية كان يستغل حصانته فى نقل المخدرات بسيارتة التى تحمل شعار المجلس ويقود له السيارة لجميع المحافظات وعندما توحش تاجر المخدرات يسبب حصانة العضو السائق الخاص به تم القضاء عليه.
كما أتذكر عام ٢٠٠٥ أن دعانى صديق (رحمه الله) للعشاء لدى كبابجى بميدان السيدة زينب وأثناء جلوسنا قال لى سأتصل بأعضاء فى مجلسى الشعب والشورى بمناسبة وجودهم بحى بالقرب من حى السيدة .
وهذا الصديق بداية معرفتى به كان قريباً لصديق منذ سنوات الدراسة، وكان يعمل بجهة حكومية ثم أصبح رجل أعمال متعدد الأنشطة.
المهم فوجئت بوصول أربع أشخاص ثلاثة منهم أعضاء بمجلس الشعب والرابع عضو بمجلس الشورى وجميعهم أعضاء بالحزب الوطنى وأثناء حديثهم شعرت اننى أجلس مع مسجلين خطر وجميعهم يتسابقون فى سرد حكايات ليدخلوا البهجة على صديقى وأغلب حكاياتهم كأنهم مراهقين وتعجبت معقول هؤلاء يشرّعون لنا القوانين المنظمة لحياتنا يسردون حكاوى ساخرة وناقمة على رئيس المجلس وأمين الوطنى، ورئيس التنظيم (فى فترة ما قبل 25 يناير) وغيرهم.
ومن ضمن الحكايات عن عضو بمجلس الشعب عن دائرة بالصعيد كان قادما من محافظته بسيارته الخاصة وفوجىء عند باب مجلس الشعب بوجود كلب بوليسى وكان استخدام الكلب حديث فسأل بيشم إيه الكلب ده فقالوا سلاح ومتفجرات فقال لهم يشم براحتة، وكان يخشى أن يكون الكلب “بيشم المخدرات” لأنة كان يحمل معة حشيش وأفيون فى سيارته لمنحها هدايا على سبيل المجاملة لبعض زملائه بالمجلس.
وفى نهاية جلسة عشاء الحكاوى اتجه أحد أعضاء مجلس الشعب لسيارتة الجيب الفاخرة وأحضر منها شنطة نايلون واعتقدت أن ما بالشنطة “فصوص لبان دكر” لزوم المساعدة على الهضم ، وراح يضع لكل منا ملء قبضة يده وفوجئت بأن الفصوص قطع حشيش الذى كنا نسمع عنه.، فقلت له: “دا حشيش!!” ، فضحك وقال: “أيوه” ، فأشرت بيدى له تجاه قسم الشرطة فضحك وقال لى إحنا حصانة، فرددت له ما اعطانى أياه وقلت له: “أنا مش حصانة ومبدخنوش” .
واتضح أن صديقى يعطيهم مبالغ كبيرة عند الترشح فى الانتخابات وعندما يفوزون يستخدمهم لمقابلة وزير أو إحضار موافقة إلخ.
إن وضع ضوابط للترشح وتكون فى مقدرة البسطاء من الجامعيين المثقفين سيوفر نائب يهتم بمصلحة الوطن والمواطنين ولن تكن عينه مكسورة من صاحب مال يبحث عن مزيد من الثراء، أو تاجر مخدرات يريد مزاولة نشاطه، من خلال حصانة.
ولا يفوتنا منذ عقود نواب “الكيف والتأشيرات وسميحة” وغيرهم ممن لا تحضرنى أسماءهم.
اقرأ أيضا للكاتب:
– شريف عبد القادر يكتب: بالأسماء الطبعة الحديثة من الخونة والمأجورين
.