من البيعة إلى المقتل.. سلسلة خلفاء تنظيم داعش الإرهابية  

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

اعترف تنظيم داعش الارهابي في 3 أغسطس الجارى 2023، رسمياً بمقتل زعيمه الارهابي أبي الحسين الهاشمي، عَبْر كلمة صوتية للمتحدّث باسمه، الإرهابي أبي حذيفة الأنصاري بعنوان “فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به”، وجاء ذلك الاعتراف متأخراً 4 أشهر عن إعلان تركيا سابقاً تحييده في عملية وصفتها بالاستخباراتية.

تأخير الإعلان

وتأخير الإعلان مرتبط – غالباً – بتعيين خليفة جديد للتنظيم الإرهابي إضافة للنواة الصلبة التي يُشكّلها مجلس الشورى، خصوصاً بعد مقتل مسؤول التنسيق بين الولايات البعيدة ومجلس الشورى الارهابي أبي سارة العراقي (عبد الرؤوف المهاجر) في ريف إدلب الشمالي مطلع مارس 2023، والذي أدى لاختفاء أعضاء المجلس الإرهابي.

استمرّت الكلمة الصوتية للمتحدّث باسم التنظيم الإرهابي 30 دقيقة، وركّزت على 6 قضايا رئيسية هي: تعيين زعيم جديد له، والاعتراف بمقتل زعيمه السابق، وكشف علاقة هيئة تحرير الشام بمقتله، وأهداف التنظيم الإرهابي ، ومصير المعتقلين الإرهابيين من عناصره وعوائلهم، وتهديد الولايات المتحدة.

حاول التنظيم الإرهابي التسويق لعدم قدرة الدول على معرفة طبيعة عمل التنظيم الإرهابي وهيكليته، كذلك عدم القدرة على تفكيكه وإنهائه بمجرّد مقتل شخص فيه وإنْ كان زعيمه؛ كون الأيديولوجيا والمظلومية هما المحرّك الأساسي له، حيث قال المتحدّث الارهابي باسمه: “إن داعش الإرهابي يقوم على الأشلاء”.

وكان التنظيم الإرهابي قد نفى رواية تركيا الرسمية التي أعلنت مقتله في 29 إبريل 2023، عبر عملية أمنية في ريف عفرين شمال حلب، وأكّد أن الخليفة المزعوم، قُتل في اشتباك مع هيئة تحرير الشام الإرهابية التي وصفها بـ “الردّة”، حيث قامت أيضاً بأسر الإرهابي حمزة المهاجر الناطق الرسمي السابق باسم داعش الإرهابية.

ويُشير خطاب التنظيم الإرهابي إلى احتمال وجود توجُّه لديه لتصعيد عمل الخلايا التابعة له في مناطق سيطرة الهيئة الإرهابية ؛ بعدما كان عدد من قادته الإرهابيين يتحرّكون فيها بأمان نسبيّ عَبْر طرق مختلفة.

إلا أن مقتل معظمهم في الفترة الأخيرة – كالارهابي أبي سارة العراقي مسؤول التنسيق بين الولايات وزعماء التنظيم الارهابي وهم: أبو الحسين الهاشمي و أبو إبراهيم القرشي و أبو بكر البغدادي – سينعكس سلباً على الحالة الأمنية في مناطق إدلب.

قد يُترجَم هذا التهديد بتصاعُد عمليات الاغتيال ضدّ القيادات الأمنية والعسكرية في الهيئة الإرهابية، والشخصيات الإرهابية الاقتصادية الفاعلة فيها، من المحتمل أن يحدث تفاهُم بين خلايا التنظيم، وبقايا مجموعات أو عناصر تنظيم حراس الدين الإرهابي ، والشخصيات الناقمة على الهيئة الارهابية ، للعمل على تهديدها أمنيّاً.

الزعيم الجديد

أمّا زعيم التنظيم الإرهابي الجديد فهو الإرهابي أبو حفص القرشي، وتُشير المواصفات التي أطلقها المتحدّث عنه إلى أنّه من طبقة تلاميذ الإرهابي الزرقاوي والدائرة التي أسست التنظيم الإرهابي في مرحلته الثانية بين عامَيْ 2006 و2008 – على الأقل – ، مما يؤكد انتماءه للصف الأول من القيادات الإرهابية المتبقية في صفوفه، مما يشكل شرعيّة مضافة له على منافسيه – في حال وجودهم – داخل التنظيم.

ومن المرتقب أن تتوالى أخبار بيعته – كما قام عناصر من التنظيم الارهابي في عدة بُلدان كالعراق ومالي – ترسيخ وجوده، رغم عدم معرفته لعموم العناصر الإرهابية ، حيث استند المتحدث على قضية قتاله القوات الأمريكية، واستخدمها لتسويغ إخفاء اسمه الحقيقي والاكتفاء بكنية مستحدَثة له.

أخيراً إنّ طلب التنظيم الإرهابي من أنصاره إعلان البيعة لزعيمه الجديد يأتي في سياق إصراره على الاستمرار بذات الخلفية الفكرية والنهج العسكري والأمني لأعماله، خاصة مع التأكيد على عمل قيادة داعش الإرهابية على تخليص معتقلي التنظيم الارهابيين من الأسر، بشتى الطرق المتاحة، ويُفترض أن تكون هناك كلمة قريبة رسمية لزعيمه الاإرهابي الجديد، يبيّن فيها خطّته ووصاياه لعناصره الارهابين والإستراتيجية العامة التي سيلتزمها.

إدلب.. “الأمن العام” ينفي قتل زعيم تنظيم “الدولة” وتسليمه إلى تركيا

نفى الإرهابي ضياء العمر، المتحدث باسم “جهاز الأمن العام” العامل في إدلب، صحة ادعاء تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بأن “هيئة تحرير الشام” الإرهابية مسؤولة عن استهداف زعيم التنظيم الإرهابي “أبو الحسين القرشي”.
وقال الارهابي العمر في تصريح نشره أول من أنس الجمعة، 4 من أغسطس، إن “الأمن العام” الإرهابي ينفي ادعاءات استهدافه وتصفيته لزعيم التنظيم الارهابي وتسليمه للجانب التركي، “جملة وتفصيلًا”.

وأكد المتحدث باسم “هيئة تحرير الشام” موقف “الأمن العام للهيئة” من “تنظيم الدولة وجرائمه”، والسعي لكف شره عن الأهالي في المنطقة حسب وصفه، لافتًا إلى أنه في حال قُتل الارهابي “خليفة” التنظيم على يد “الأمن العام”  للهيئة لكان “بشّر بذلك المسلمين وأعلنه مباشرة”.

ولم يذكر الإرهابي العمر أي معلومات عن أسر “تحرير الشام” الإرهابية للمتحدث الرسمي لتنظيم “الدولة” الإرهابي “أبو عمر المهاجر” في إدلب.

وأكد موقع “عنب بلدي” المعارض صحة البيان الذي نشره الإرهابي العمر، والإعلام الرديف لـ”الهيئة” الإرهابية ومراسلون عسكريون إرهابيون مقربون منها.

ويأتي نفي “الأمن العام” الإرهابي (يعمل في مناطق سيطرة “الهيئة” الإرهابية وينفي تبعيته لها) بعد يوم من إعلان تنظيم “الدولة” مقتل زعيمه الإرهابي “أبو الحسين القرشي”، واتهامه لـ”تحرير الشام” الإرهابية بقتله.

اقرأ أيضا:

د. رفعت سيد أحمد يكتب: عندما يستثمر داعش والإخوان الصراعات الأفريقية لنشر الإرهاب

هجوم إرهابي من داعش على ضريح السيدة زينب بدمشق وسقوط قـ ـتلى ومصابين

وقال المتحدث الجديد للتنظيم الارهابي “أبو حذيفة الأنصاري” إن الارهابي “أبو الحسين” قُتل بعد مواجهة مباشرة مع ما أسماها “هيئة الردة والعمالة” الارهابية في إشارة إلى “تحرير الشام” الارهابية ، في إحدى بلدات ريف إدلب إثر محاولتهم أسره وهو على رأس عمله، فاشتبك معهم بسلاحه حتى قُتل متأثرًا بجراحه، وفق المتحدث.

وأعلن التنظيم الارهابي تعيين “أبو حفص الهاشمي القرشي” خلفًا للإرهابي ”أبو الحسين”، من خلال كلمة صوتية لـ”الأنصاري” الارهابي نشرتها مؤسسة “الفرقان” التابعة للتنظيم الارهابي في 3 من أغسطس.
وذكر أن عناصر “الهيئة” الارهابية ، ترصدوا في مكان قريب لمتحدث التنظيم الارهابي “أبو عمر المهاجر” الإرهابي مع بعض إخوانه بينما “يسيّرون بعض المهام ومكروا به وأثبتوه أسيرًا، وأسروا الحرائر وساوموهم على بعض الملفات والأسرار خدمة لأردوغان واستجداء له”، وفق “الأنصاري” الإرهابي.

وأضاف “الأنصاري” أن “الهيئة” الإرهابية سلمت “أبو الحسين” إلى الحكومة التركية “قربان وفاء وولاء”.

وفي 30 من إبريل الماضي، أعلن أردوغان، أن جهاز الاستخبارات التركية (MIT) “حيّد الارهابي أبو الحسين” بعملية في مدينة جنديرس شمالي حلب، في 29 من الشهر نفسه، قائلًا إن جهاز الاستخبارات كان يتعقبه منذ فترة طويلة.

واستمرت فترة تولي الإرهابي “أبو الحسين القرشي” زعامة “الدولة الإسلامية” الإرهابي أربعة أشهر، منذ تعيينه نهاية توفمبر 2022 حتى إعلان “تحييده”، وهو “الخليفة” الرابع للتنظيم.

واعتاد التنظيم الإرهابي بعد العمليات التي استهدفت زعماءه الإرهابيين الإعلان عن مقتل “الخليفة” وتعيين زعيم إرهابي خلفًا له بتسجيل واحد، وتراوحت الفترة بين عملية القتل وإعلان تعيين البديل بين أربعة أيام ونحو شهر.

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية الإرهابي في العراق والشام”، قد أعلن في 30 من يونيه 2014، قيام ما وصفها بـ”الخلافة الإسلامية” الارهابية ، وتنصيب الارهابي عبد الله إبراهيم السامرائي المعروف بـ”أبو بكر البغدادي”، “إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان”، بحسب رواية التنظيم.
وتعاقب على قيادة تنظيم “الدولة” الإرهابي خمس شخصيات تولى كل منها السلطة بعد مقتل من سبقه.

وكما اعتاد التنظيم الإهابي بعد العمليات التي استهدفت زعماءه الإعلان عن مقتل “الخليفة” وتعيين زعيم خلفًا له بتسجيل واحد.

وتراوحت الفترة بين عملية القتل وإعلان تعيين البديل بين أربعة أيام ونحو شهر، في حين استغرق الإعلان عن خامس “خليفة” نحو ثلاثة أشهر.

وتأتى سلسلة خلفاء ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” كالتالى:

الإرهابي “أبو بكر البغدادي”

يعد الارهابي “أبو بكر البغدادي” أول زعماء التنظيم الارهابي ، واستمرت فترة قيادته خمس سنوات وأربعة أشهر.
قُتل الارهابي “البغدادي” بعملية إنزال جوي نفذتها القوات الأمريكية في منطقة باريشا بريف إدلب الشمالي، في 27 من اكتوبر 2019.
وأسفرت العملية عن مقتل سبعة أشخاص مدنيين (ثلاثة رجال وثلاث نساء وطفلة).

الإرهابي عبد الله قرداش

تولى الارهابي عبد الله قرداش (أبو إبراهيم القرشي) قيادة التنظيم الارهابي بعد الارهابي “البغدادي”، واستمرت فترة تزعمه ثلاث سنوات وخمسة أشهر.
وقُتل في 3 من فبراير 2022، بعملية إنزال جوي أمريكية على منزل في قرية أطمة الحدودية، وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء.

الإرهابي “أبو الحسن القرشي”

يعد الارهابي “أبو الحسن القرشي” ثالث “خليفة” يتسلم قيادة تنظيم “الدولة” الارهابي ، واستمرت فترة زعامته نحو ثمانية أشهر.
وقُتل بعملية لـ”الجيش السوري الحر” الارهابي بمحافظة درعا جنوبي سوريا، في اكتوبر 2022، وفقًا للمتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم)، جو بوتشينو.

الإرهابي “أبو الحسين القرشي”

تسلم  “أبو الحسين الحسيني القرشي” قيادة التنظيم الارهابي ، واستمرت خلافته نحو أربعة أشهر.
وتوجد روايتان لمقتل “الخليفة” الرابع، الارهابي الأولى بعملية على يد الاستخبارات التركية في 29 من ابريل الماضي، في جنديرس بريف حلب وفق ما قاله الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
الرواية الثانية خلال اشتباكات مع “هيئة تحرير الشام” الارهابية في إحدى بلدات إدلب وفق المتحدث الجديد للتنظيم الارهابي “أبو حذيفة الأنصاري”.
بدورها نفت “تحرير الشام” الارهابية صحة استهدافها للإرهابي ”أبو الحسين” وتسليم جثته لتركيا.

الإرهابي “أبو حفص”

في 3 من اغسطس الحالي، أعلن التنظيم الارهابي تعيين الارهابي “أبو حفص الهاشمي القرشي” زعيمًا خامسًا له، عبر كلمة صوتية للمتحدث الجديد الارهابي “أبو حذيفة”، ولا توجد أي تفاصيل متاحة عن الزعيم الارهابي الجديد.
وجاء في الكلمة الصوتية، أن الارهابي “أبو حفص” هو “إمام مشرف ومحارب قديم في الجهاد قاتل الصليبيين والمرتدين”، وخاطبه المتحدث بأنه “الشيخ المجاهد الشجاع”.

زر الذهاب إلى الأعلى