الجغرافيا التى تسيطر عليها القوات التركية داخل الأراضى السورية (تقرير)

 

 

 

تقرير: أشرف التهامي

احتلّت القوات المسلحة التركية والقوّات التّابعة لها عدّة مناطق من محافظات حلب، الرقة والحسكة شمال سوريا، خلال الحرب على الإرهاب بسوريا.
وعلى الرغم من أن هذه المناطق تعترف اسميًا بحكومة تابعة للمعارضة السورية، فإنها تشكل في الواقع كيانًا سياسيًّا منفصلًا تحت حكم السلطة المزدوجة للمجالس المحلية اللامركزية والإدارة العسكرية التركية.
المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا مساحتها 8835 كم² وتضمّ أكثر من 1000 بلدة، بما في ذلك مدن مثل عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، أعزاز، دابق، جرابلس، جنديرس، راجو وشيخ الحديد.
تم الاستيلاء على غالبية هذه المناطق بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ، وشنّ عمليات عسكرية ضد مناطق قوات سوريا الديمقراطية، إذ تعتبر الحكومة التركية كل من داعش وقوات سوريا الديمقراطية, منظمات إرهابية، لكن على الرغم من الهجمات ضدهما للاستيلاء على الأرض إلا أن بعض البلدات مثل أعزاز كانت بالفعل تحت سيطرة المُعارضة السورية قبل التدخل التركي.
وانتقلت الحكومة السورية المؤقتة إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا وبدأت في بسط سلطة جزئية هناك، مثل تقديم الوثائق للمواطنين السوريين، ومنذ مايو 2017، بدأت تركيا في اعتبار المنطقة منطقة آمنة (د)
وتقع أراضي المنطقة الخاضعة للسيطرة التركية بالكامل داخل المناطق الشمالية من محافظة حلب، حيث يقع الطرف الجنوبي من المنطقة على بعد 40 كم شمال شرق حلب. في 26 فبراير 2018 أصبحت الأرض متصلة بمحافظة إدلب التي تخضع لسيطرة المتمردين من قوّات المُعارضة وجبهة النصرة.
استولت القوات المدعومة من تركيا على مساحة 2225 كيلومتراً مربعاً أثناء عملية درع الفرات , شملت المناطق التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية قرى تقع بين أعزاز والراعي ، مثل كفر كلبين، كفرة، صوران، إحتيملات، دابق تركمان بارح ، كفر الورد، الغوز، غيطون، أخترين، الباروزة، تلتانة، كلجبرين، قبة التركمان، غندورة، عرب حسن صغير، المحسنة، قباسين، وحلونجي.
في أعقاب عملية غصن الزيتون، وسّعت القوات المدعومة من تركيا منطقة الاحتلال مع الاستيلاء على منطقة عفرين بأكملها بالإضافة إلى مركزها الإداري عفرين، تضم المنطقة بلدات مثل بلبل، معبطلي، راجو، جنديرس، شران وشيخ الحديد حسب الإحصاء السوري لعام 2004، كان عدد سكان المقاطعة 172,095
ظهرت أطماع أخرى من جانب الحكومة التركية للاستيلاء على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من خلال هجومها غرب الفرات لضمّ تلك المناطق إلى المنطقة الآمنة وذلك يشمل عدة مدن مثل منبج و العزيمة.
حافظت تركيا نسبيا على عدد مواقعها العسكرية في سورية البالغ 125 خلال الفترة ما بين منتصف عامي2022 و 2023 باستثناء إنشائها موقعا واحدا جديدا فقط.

والمواقع العسكرية التركية في سوريا عبارة عن12 قاعدة عسكرية و 113 نقطة و تنتشر هذه المواقع في شمال و شمال غرب سورية ضمن المحافظات التالية:
يقع غالبيتها في محافظة حلب التي ينتشر فيها57 موقعا, في حين يوجد 51 موقعا في إدلب و 10 مواقع في الرقة و 4 في الحسكة و موقعا وحيدا في حماة و موقعين في اللاذقية.
تنتشر المواقع العسكرية التركية على شكل خطوط صد و دفاع, بحيث تكون الوحدات و القوات قادرة على تنفيذ الاعمال العسكرية , و تتميز هذه المواقع بالترابط فيما بينها لتأمين الدعم اللوجستي للقوات التركية, و باختصاصات مختلفة (هندسة و قوات خاصة و مدفعية و صواريخ و اتصالات و اشارات) مدعومة بالمدفعية والدبابات و المدرعات و مضادات طيران و كاسحات الغام إضافة إلى اجهزة اتصالات عسكرية.
كما تقوم تلك القواعد بأعمال الرصد والاستطلاع المسيرة التي تمكنها من جمع المعلومات و استهداف مواقع سورية الديمقراطية “قسد” إضافة لقيامها بالمهام الموكلة إليها و المنصوص عليها في التفاهمات المشتركة مع روسيا, كما هو الحال بما يتعلق بالدوريات الروسية التركية المشتركة شرق الفرات.

انتشار القوات التركية

وتنتشر في مناطق خفض التصعيد حالياً 7 ألوية عسكرية للقوات التركية، موزعة على 49 قاعدة عسكرية رئيسية، بواقع: 13 قاعدة في ريف حلب الغربي، و30 قاعدة في ريف إدلب، منها 11 في ريف إدلب الشرقي، و13 في ريف إدلب الجنوبي، و6 نقاط في ريف إدلب الغربي، و3 قواعد في ريف حماة، و3 في ريف اللاذقية.
وترتبط بتلك القواعد عشرات النقاط العسكرية تحيط بالقواعد الرئيسية، لتأمين الدعم اللوجيستي للقوات التركية، ويتألف كل لواء مقاتل من 1500 جندي، أي إن العدد الكامل للقوات التركية في تلك المناطق يصل إلى 10 آلاف و500 جندي بكامل عتادهم.
وأشار التقرير إلى أن كل قاعدة عسكرية تحوي عشرات الجنود وقد يصل العدد إلى المئات، باختصاصات مختلفة (هندسة – قوات خاصة – مدفعية وصواريخ – اتصالات وإشارة) مدعومة بقطع مدفعية ودبابات ومدرعات ومضادات طيران، وكاسحات ألغام، إضافةً إلى أجهزة اتصالات عسكرية وأبراج للهواتف النقالة للشبكات التركية.
وتدعم القوات التركية قواعدها في تلك المناطق بـ200 دبابة، و400 عربة مدرعة، و800 ناقلة جند مصفحة، إضافة إلى عشرات الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي.
كما تتمركز غالبية القوات التركية جنوب طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم4)، بنحو 25 قاعدة عسكرية، أي إن أكثر من نصف القوات التركية ينتشر بمحاذاة وجنوب الطريق.
وتتوزع القوات التركية في قرى وبلدات ريف حلب الغربي، هي: كفر نوران، وكتيان، وأبين، والأتارب، وتقاد، ودير سمعان، والفوج 111، وجبل بركات، والأبزمو، وكفركرمين، وكفرناصح، وجبل صلوة.
وتوجد القوات التركية في ريف إدلب الشرقي، في مطار تفتناز، وآفس، ومجارز الصالحية، وبنش، وتل صندل، وسرمين، ومعارة عليا، والنيرب، ومجدليا، ومعر بليت، وكدورة.
أما في ريف إدلب الجنوبي، فتوجد القوات التركية في المسطومة، ونحليا، وجبل الأربعين، والرويحة، وبينين، وشنان، وتل النبي، وأيوب، وكنصفرة، والبارة، وبليون، وقوقفين، ومعراتا، وسيغاثا. وفي ريف إدلب الغربي، في قرى: اشتبرق، وفريكة، والكفير، وجنة القرى، وعين البيضا، والناجية.
وتوجد القوات التركية في ريف حماة الغربي في قسطون، وخربة الناقوس والقرقور، وفي ريف اللاذقية في كل من تلال الكبينة، وتل الحدادة، والزيتونة.
وبدأت القوات التركية، قبل يومين، الانسحاب من النقطة العسكرية في بلدة قسطون جنوب طريق «إم 4»، باتفاق مع روسيا، وقامت بنقل الكتل الإسمنتية من النقطة الواقعة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي باتجاه النقاط الشمالية، حيث عبرت الشاحنات التركية جنوب طريق «إم 4» متجهةً إلى شماله.
وتقع نقطة قسطون العسكرية في منطقة سهلية، تفصلها بضعة كيلومترات عن مواقع قوات الدولة السورية في ناحية جورين، ومن شأن انسحاب القوات التركية من منطقة سهل الغاب تسهيل الوصول للطريق والسيطرة على مدينة جسر الشغور. وأنشأت القوات التركية هذه النقطة في يناير (كانون الثاني) 2021، وأخرى بالقرب من قرية آفس الواقعة شمال مدينة سراقب، الخاضعة لسيطرة قوات الجيش السوري وميليشيات موالية لها من جنسيات غير سورية، شرق إدلب، وأعقب ذلك إنشاء نقطة في جسر الشغور في أبريل (نيسان) من العام ذاته.
وكانت تحركات تركية في إدلب لفتح طريق (إم 4) قد بدأت، مؤخراً، تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقَّعة مع روسيا في موسكو في 5 مارس (آذار) 2020 فيما يمكن أن يكون الخطوة الفعلية الأولى للتقدم في مسار التطبيع بين أنقرة والدولة السورية برعاية روسيا، التي تبذل جهوداً للحفاظ على قوة الدفع في هذا المسار.
وبدأت أنقرة عقب اجتماع وزراء الدفاع في موسكو في 28 ديسمبر /كانون الأول الماضي، التركيز على ملف فتح طريق حلب اللاذقية الدولي (إم 4)، الذي كان استمرار إغلاقه نقطة سلبية سجّلتها موسكو على الجانب التركي منذ توقيع مذكرة التفاهم في موسكو في مارس 2020، ووضع الملف مرة أخرى على الطاولة خلال محادثات ولقاءات التطبيع بين تركيا والدولة السورية. وأفادت مصادر من المعارضة السورية وتقارير إعلامية بأن تركيا ترغب في تشغيل الطريق بإشراف ثلاثي منها مع روسيا والدولة السورية، الذي لطالما تمسك بأن تكون له السيطرة الكاملة على الطريق الذي تسيطر قواته بالفعل على معظمه، بينما تسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها على قطاع صغير منه.
وكشفت تقارير أن مسؤولين من الجيش والمخابرات التركية، أبلغوا الفصائل بالاستعداد لتشغيل الطريق، وأن تركيا تريد، أولاً، عدم تسليم الطريق بالكامل قبل اختبار فاعلية آلية التعاون الثلاثي، على أن يتم تسليمه للدولة السورية وسحب النقاط التركية منه بعد التأكد من أنه لن تقع اشتباكات ومعارك جديدة على الطريق تتسبب في موجة نزوح جديدة باتجاه أراضيها، وهو ما سيفاقم مشكلة اللاجئين التي تعد بنداً أساسياً في المحادثات مع الدولة السورية وروسيا.
وأفادت تقارير بعقد اجتماعين، الأسبوع قبل الماضي، بين مسؤولين أتراك وقيادات في «هيئة تحرير الشام» الارهابية، تناولت حماية وتأمين نقاط المراقبة التركية على الطريق وعدم الاقتراب منها (كما حدث مؤخراً في اقتحام متظاهرين بعض تلك النقاط احتجاجاً على التقارب مع الدولة السورية)، كما أكدت عدم القيام بأي أعمال تؤدي إلى إفشال خطة فتح الطريق في حال الاتفاق مع دمشق وموسكو. وأضافت التقارير ذاتها أن تركيا طرحت خطة لتشغيل طريق «إم 4» وفتح طريق الترانزيت عبر سوريا، من خلال إعادة تشغيل معبر «باب الهوى» الخاضع لسيطرة «هيئة تحرير الشام» الارهابية، والذي تطالب الدولة السورية بالسيادة عليه والإشراف على تشغيله.
وجاءت التحركات التركية على طريق «إم 4» في وقت كشفت فيه وزارة الخارجية الروسية عن مشاورات جرت بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ومساعد وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي، بشأن إقامة «حوار بنّاء» بين تركيا والدولة السورية.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو تدعم اهتمام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بتسوية وتطبيع الأوضاع بشكل عام بين الجارتين، تركيا وسوريا، وإنه تم التوصل إلى اتفاقية تهدف إلى مشاركة إيران في هذه العملية (محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق)، معتبراً أنه «من المنطق أن تكون الاتصالات المقبلة مخصصة لتطبيع العلاقات التركية – السورية بوساطة من روسيا وإيران الدولتين الضامنتين مع تركيا لمسار آستانة
وجاءت تصريحات لافروف بشأن إشراك إيران في مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، بعد أقل من يوم واحد على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد فيها أن هناك ضرورة لاستمرار اللقاءات بين بلاده وروسيا وسوريا، مع إمكانية انضمام إيران، من أجل الوصول إلى تحقيق الاستقرار في شمال سوريا.

العتاد المستخدم في سورية

قام الجيش التركي بإدخال عدد كبير من الدبابات والعربات المصفحة، وتضمّنت الترسانة المدرعة دبابات ليوبارد 2 الألمانية نسخةA4 ، والدبابات التركية m60 صابرا، ودبابات إلتاي التركية المطورة، بالإضافة إلى عربة m113 الأمريكية المجنزرة، وآليات “هامفي” صغيرة الحجم، وآليات “هامفي” كيربي مصفحة العجلات .
كما استقدمت القوات التركية رادارات أرضية من نوع سرهات، وعربات اتصال كوبرا، وتركسات تومسون لإزالة الألغام، وعربات دفاع جوي ستنجر محمولة على عربات m113، وصواريخ متوسطة من نوع بورا، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع مع مناظير ليلية.
كما ينشر الجيش التركي منظومات صواريخ أرض – أرض من طراز “كاسيرغا 300″، والتي يتراوح مداها بين 80 و100 كيلومتراً، مخصصة لاختراق التحصينات والتجمعات العسكرية، ويصل مدى التدمير لرأس الصاروخ حتى قُطر 70 متراً.
وتعدّ قاعدة “مطار تفتناز” شمال شرق إدلب من أهم القواعد التي تقدم الإسناد للعمليات البرية في شمال وشرق إدلب وجنوب حلب، حيث تتمركز فيها 9 مدفعيات عيار 155 من طراز “فيرتينا”، بالإضافة إلى سرية مدرعة.
ومنذ 22 شباط / فبراير 2020؛ باتت القوات البرية التركية تحظى بمساندة من الطائرات بدون طيار “بيرقدار TB2″، وتستطيع التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة، وقادرة على حمل قرابة 100 كيلوغرام، وكذلك طائرات “عنقاء” القادرة على حمل ذخائر يصل وزنها لـ 200 كيلوغرام.
وفي مطلع شهر آذار / مارس 2020 بدأت المقاتلات الجوية التركية بتنفيذ ضربات نوعية ضد طائرات الجيش السوري وبعض مطاراته، مما أدى لإسقاط طائرتين من طراز su24 في الأول من آذار / مارس2020، وإخراج مطار النيرب العسكري في ريف حلب عن الخدمة.
ويمتلك سلاح الجو التركي عبر طائرات F16 متعددة المهام، القدرة على تأمين غطاء جوي للقوات البرية يحميها من الطيران المعادي لمسافة تصل إلى 110 كيلومتراً، بسبب قدرتها على حمل صواريخ (AIM-120C-7 AMRAAM) المخصصة لضرب الأهداف الجوية.
كما تستطيع مقاتلات F16 متعددة المهام أن تقصف الأهداف الأرضية بدقة من على بُعد يصل إلى 250 كيلومتراً، عن طريق صواريخ AGM-84H/K SLAM-ER)) القادر على إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة، ويمتاز بالقدرة على التوجيه بعد الإطلاق عن طريق نظام (GPS).
وتمتاز المقاتلات الجوية التركية بالقدرة على تحييد منظومات الدفاع الجوي المعادية على مدى يصل إلى 106 كيلومترات، عن طريق استهدافها بصواريخ AGM-88 HARM))، القادرة على التخفي عن أنظمة الرادار.

زر الذهاب إلى الأعلى