ميرفت قاسم تكتب « بالعربى الكسيح »: ياوبور قولي رايح على فين

بيان
طيبين أوى يا خال.. سافرت لقضاء إجازة صيفية في الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط.

أنا من عشاق الإسكندرية وبحب جدا السفر بالقطار على الرغم من أنه بياخد وقت، لكني بحاول الاستفادة من الوقت دا بالتأمل فى الطريق والزراعات والمساحات الواسعة بعيد عن خنقة القاهرة.

وأوقات بيكون اللجوء فيها للـ “هيدفون” عشان أسمع أغاني واضيع الوقت، أو اتصفح بعض المجلات، وآخر حاجة بعملها هى التوجه للفيسبوك.

المرة ده كانت تقضية وقت السفر مع ركاب عربية القطر اللي أنا فيها، بالطبع بدأ الحديث بسؤال من سيدة لطيفة فى سن ماما بتقولي:

– هو التكيف مش شغال ليه؟

– قلت: يمكن مقفول اشوفه لحضرتك.

– ردت بأدب: كتر خيرك يا بنتي احنا اتشوينا من الحر وقلنا نلحق لنا يومين قبل بدء السنة الدراسية عشان ولاد ابني.. قلنا يومين نرتاح فيهم قبل وجع القلب والدماغ من ذاكر يا ولد، اعملي “الهوم ورك” يا بنت.. ومين هايوصّل البنت “السنتر”؟ ومين هيرجعها؟.

– قلت لها: الله يكون في العون يا طنط كل البيوت المصرية على دا الحال.

رد علينا شاب من أول العربية قال لها:

– الله يكرمك يا طنط بلاش تقولي كده أنا على وش جواز وفرحي قرب انا كده هتفق مع خطيبتي على تاجيل الخلفة عشان نستمتع بحياتنا شوية قبل دوشة الولاد والبنات والدراسة واللي تعبان وسخن واللي بيعيط عشان اخوه اخد لعبته.
ردت عليه ست فى الكرسي اللي بعده

– ليه يا ابني بتقول كده دا انتو تجيبوا أولادكم بدرى عشان تربوهم وانتم بصحتكم وعلى رأي الست كريمة مختار فى فيلم الحفيد لما بنتها أجّلت موضوع الخلفة قالت لها “ولاد الشيبة يتامي يا أحلام”.

رديت أنا عليها:

– معاكي يا طنط وجهة نظرك صح طبعا لكن لو التأجيل دا لمدة سنة مثلا لحد ما يستقروا فى بيتهم ويكملوا الناقص فى شقتهم وكده مفيش مشكلة.

رد عليا واحد من آخر العربية:

– تمام يا بنتي يسلم لسانك أنا بنتي متجوزة من كام شهر وحامل ربنا يقومها بالسلامة هى فى بكالوريوس السنة ده ، وأنا كنت عايزها تاأجل شوية لأن كده بيت وزوج وحمل ودراسة كتير عليها.. يالا ربنا معاها.

قلت له:

– يا أونكل ربنا يخليكم لها أنت ومامتها وتقفوا معاها لحد ما تقوم بالسلامة وتخلص دراستها.

ورجعت لحديثي الجانبي مع طنط اللي سألتني عن التكيف طبعا فتحت لها التكيف ولما عربية المشروبات والسندوتشات عدت علينا عزمتها على قهوة، فكان ردها تعالي عندى بقا بعد ما نرجع من المصيف هشربك قهوة بن محوج مفيش منه فى مصر كلها عمايل إيديا.. فشكرتها ووعدتها بالزيارة تبادلنا بعدها أرقام التليفونات وعرفت هينزلوا فين عشان أعزمهم عندنا نقضي يوم مع بعض .

وفجأة نطت فى دماغي أغنية عبد الوهاب: “ياوبور قولي” وافتكرت كلماتها اللى بتقول:
“إن طال الوقت على الركاب يجري كلامهم فى سؤال وجواب بعد شوية يبقوا احباب ودا يعرف دا رايح على فين”.

هى ده مصر فيها حاجة حلوة.

اقرأ أيضا للكاتبة:

زر الذهاب إلى الأعلى